كوارث الشرق الأوسط بين الأفعى والتنين
قارب عام التنين على الانتهاء. التنين وفقاً للأبراج الصينية يأتي ببركات أربع: الثروة، والفضيلة، والانسجام، وطول العمر. لكنه كائن غامض والنجاح الذي يأتي به كثيرا ما يسبب الدوار ويتحول فشلا يترافق مع اضطرابات وتطورات دراماتيكية وكوارث.
قارب عام التنين على الانتهاء. التنين وفقاً للأبراج الصينية يأتي ببركات أربع: الثروة، والفضيلة، والانسجام، وطول العمر. لكنه كائن غامض والنجاح الذي يأتي به كثيرا مايسبب الدوار ويتحول فشلا يترافق مع اضطرابات وتطورات دراماتيكية وكوارث. الوحيد الذي استطاع ترويضه والاستفادة منه هو العم سام، وبفضل التنين حققت الأسهم الأميركية تراكمات عوائد هائلة طوال 140 سنة. ورغم الأزمة الاقتصادية تحقق واشنطن هذه السنة نجاحات سياسية كبيرة تتحول الى كوارث لدى دول وشعوب أخرى. فالأعمال التي ترفع وتيرة التوتر تتوالى، أنقرة تنصب صواريخ «باتريوت» على طول الحدود مع سوريا، ولا ترد على نصائح موسكو. ولايسمع مسؤولوها المقولة التشيخوفية على لسان وزير الخارجية لافروف "مصدر القلق أنه كلما زادت الأسلحة ازداد خطر استخدامها". و"في المجال العسكري لا تهم النيات. المهم هو الاحتمالات". وذلك عشية وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة مطلع كانون الأول.
يقول الأتراك إن الصواريخ ليست مقدمة لمنطقة الحظر الجوي، حاليا على الأقل، لكن اللعبة السياسية لاتحتمل سذاجة من أي طرف، لذلك يستعد المقاتلون الأكراد لشن هجوم على المسلحين الإسلاميين في بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا، وذلك بعد تشكيل قوة عسكرية كردية موحدة لمواجهة مسلحي المعارضة في شمال شرق سوريا. أما موسكو فتستقبل وفدا من هيئة التنسيق الوطنية وممثلي المعارضة الكردية، معارضة الداخل المؤيدة للتسوية السياسية والرافضة لحلول الدوحة القائمة فقط على العنف. الحوار الذي تريده المعارضة برأي لافروف يعبّد الطريق أمام المرحلة الانتقالية والإصلاحات، واجتماع موسكو يناقش إمكانية عقد مؤتمر يوحد المعارضة ليس على أساس الحرب حتى النصر، بل على أساس الاستعداد للحوار.
في غضون ذلك يبدو أن هناك من فهم تأثير الأبراج على الأحداث، وراح يحضّر للمستقبل، للعام المقبل، عام الأفعى. عام الأفعى يأتي بأقل العوائد في أسواق المال، لكن الحية ليست كائنا هائجا كالتنين، بل حيوان أهم صفاته الحكمة. هذا النبيه هو الابراهيمي الذي سيقدم قريبا خطته لحل الأزمة السورية إلى مجلس الأمن. يقترح فيها حكومة تضم ممثلين عن النظام والمعارضة لإدارة المرحلة الانتقالية التي تمتد حتى نهاية الولاية الحالية للأسد في ربيع العام 2014. وتتمتع الحكومة الانتقالية بصلاحيات تنفيذية واسعة تستحوذ على الصلاحيات الرئاسية. أي أن الخطة تقوم بتحييد الأسد مع إبقائه في منصبه. كما تنص على انتخابات برلمانية ومحلية بعد انقضاء تلك المدة تحت إشراف الأمم المتحدة. ولم تشر الخطة، بحسب مصدر ديبلوماسي إلى أي مفاوضات مباشرة بين النظام والمعارضة، فالابراهيمي أخذ في الاعتبار رفض المعارضة السورية أي مفاوضات مع النظام.
الإبراهيمي يرضي الروس بإبقاء الأسد حتى نهاية ولايته، وباستناده إلى اتفاق جنيف، ويراهن على تحقيق تقاطع روسي- أميركي وعلى تبني الخطة من قبل دول إقليمية لاسيما مصر التي سينتقل إليها بعد أن كان قد رفض البقاء فيها للابتعاد عن الجامعة العربية الواقعة تحت السيطرة القطرية، حيث انعقد في الدوحة وحدها أكثر من 15 اجتماعا للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا برئاسة حمد بن جاسم الذي اصطدم الإبراهيمي به منذ لقائهما الأول.
الإبراهيمي الذي هرب من القاهرة في عام التنين يستطيع الاستفادة منها في عام الأفعى عبر السعي المصري إلى لعب دور إقليمي مهم. فالرئيس الإخواني محمد مرسي يستطيع إقناع «إخوان» سوريا، وهم قطب أساسي داخل المعارضة السورية، بالقبول بخطة الابراهيمي.
مع اقتراب نهاية السنة التنينية نتمنى نهاية كوارثها، والأمل كبير بحكمة الأفعى رغم أنها سوداء، والمختصون بالتقويم الصيني ينصحون استقبالها بلباس أسود.
رائد كشكية
المواضيع المنشورة في منتدى "روسيا اليوم" لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر إدارتي موقع وقناة "روسيا اليوم".
المزيد من مقالات رائد كشكية على مدونات روسيا اليوم
