العدو بيننا
دائما ما يحفظ التاريخ ما يدل عليه حتى ولو بعد حين، وكذلك الحاضر في ديدنه المعاصر، فما حصل قبل اسبوع من اليوم هو بالعرف الصحافي جزء من التاريخ، اذا ما قيس بتسارع وتيرة الاحداث و سرعة تناقلها نسبة بالبطئ الذي كانت الاحداث سابقا تعانيه حين تنتقل من منطقة الى اخرى. لاوقت للحدث ان يكون حدثا او ان يتحول الى مادة تاريخية و لاوجود لفسحة يتيحها الحاضر للفهم المتأني.غزة نموذجا.....
دائما ما يحفظ التاريخ ما يدل عليه حتى ولو بعد حين، وكذلك الحاضر في ديدنه المعاصر، فما حصل قبل اسبوع من اليوم هو بالعرف الصحافي جزء من التاريخ، اذا ما قيس بتسارع وتيرة الاحداث و سرعة تناقلها نسبة بالبطئ الذي كانت الاحداث سابقا تعانيه حين تنتقل من منطقة الى اخرى. لاوقت للحدث ان يكون حدثا او ان يتحول الى مادة تاريخية و لاوجود لفسحة يتيحها الحاضر للفهم المتأني.غزة نموذجا.....
في نص اتفاق السلام الموقع بين مصر و اسرائيل المعروف بكامب ديفيد، يتوجب على كلا الطرفين اعلام بعضهما البعض وتنبيهه لاي عملية عسكرية ستجرى، اذا مصر كانت وما زالت مطلعة وفق الاتفاقية على كل عملية عسكرية شنتها اسرائيل على غزة و قطاعها، وهي مسألة يعفو الاعلام ذكرها لقدمها اذ لاوقت له لدراستها و تقديمها للمشاهد ضعيف الذاكرة بأطرها السياسية الجديدة خصوصا أن مصر اليوم لاتشبه مصر البارحة و سجناء الامس هم حكام اليوم.المعادلة الفلسطينية.....
في لقاء مع وزير الخارجية الاسرائيلية الاسبق شلومو بن عامي قبل الحرب الدائرة الان في غزة قال مجيبا عن سؤال حول العلاقات الجديدة مع مصر: "إن من الضروري أن تتفاهم اسرائيل مع الحكومات الجديدة التي جاءت مع الربيع العربي، و انا موافق ان مصر ليس لديها أي اهتمام للخروج من اتفاقية السلام مع اسرائيل". مضيفا "على اسرائيل أن تتحرك و بقوة على المسار الاسرائيلي الفلسطيني، وهي الطريقة التي يمكنك من خلالها ان تخاطب الرأي العام المصري، ليس فقط الحكومة المصرية". وهذا ما تفهمه مصر تماما و يصب بشكل مباشر في مصلحة التيار الاسلامي الحاكم وهو يكرس العلاقات ما بين اسرائيل ومصر و لا وجود لطريقة اخرى سوى أن يُظهر التيار الاسلامي حرصه على غزة ووقف الحرب هناك ليس فقط تماشيا مع المصلحة السياسية العليا للاخوان المسلمين ولكن تكريسا لعلاقات الوئام و المودة مع الاسرائيليين كامتداد لسياسة السادات و مبارك. وعليه فان ارسال الرئيس المصري لرئيس الوزراء الى غزة هو جزء من معادلة صعبة لكنها ضرورية لتضع الحكومة المصرية الجديدة يدها على غزة كمطلب لحماية كامب ديفيد ليس إلا. مابين غزة و الضفة.....
تعمق الانقسام الفلسطيني، ففي اللحظة التي عجزت فيها السلطة الفلسطينية من الدخول الى القطاع لوقف القصف تدخل مصر، هم أبطال المرحلة اذا وسياسة حماس ماكان لها أن تكون خارج ارادة مكاتب الارشاد، قضية تعيها السلطة الفلسطينية تماما وتغض الطرف عنها اذ لا وقت للتعامل معها في خضم الحدث الكبير الذي سيصبح تاريخا بعد اسبوع من الان. نحن العدو ....
مصر تضع يدها على غزة بكل بساطة وغزة ستخرج بشكل كامل في المستقبل من القرار الفلسطيني لتنتقل الى قرارات مكاتب الارشاد، هذه اللحظات ستضيع بين الاحداث المتتالية المتتابعة ولا وقت لاحد ليضعها تحت مجهر التحليل فهناك الكثير غير غزة و اخواتها من المدن العربية، و كما قال الدكتور مرسي " إن قيادة مصر الجديدة لا تريد ان تحارب احدا وندعو الى سلام حقيقي وليس سلاما لطرف دون اخر" يعني بالضرورة " نحن نسيطر على حماس فسيطروا أنتم على أنفسكم " عشان العيش و الملح.
بشار النعيمي
المواضيع المنشورة في منتدى روسيا اليوم لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر إدارتي موقع وقناة "روسيا اليوم".