الصين.. تغيير القيادة وملامح استراتيجية جديدة
قال أندريه أوستروفسكي رئيس مركز الأبحاث الصينية في معهد الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية إن الصين تقف أمام مسألة تطوير قدراتها العسكرية أخذا بالاعتبار عودة أمريكا الى منطقة آسيا. وأضاف أوستروفسكي في حديث لقناة "روسيا اليوم" إن العلاقات بين موسكو وبكين ستتطور في عهد القيادة الصينية الجديدة.
قال أندريه أوستروفسكي رئيس مركز الأبحاث الصينية في معهد الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية إن الصين تقف أمام مسألة زيادة قدراتها العسكرية أخذا بالاعتبار عودة أمريكا الى منطقة آسيا. وأضاف أوستروفسكي في حديث لقناة "روسيا اليوم" إن العلاقات بين موسكو وبكين ستتطور في عهد القيادة الصينية الجديدة.
س: المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني سيتوكل بتغييرات جذرية في صفوف قيادة الحزب.. كيف ستؤثر هذه التغييرات على السياسة الصينية داخليا وخارجيا؟
ج: يحدث تعاقب الأجيال في الصين عادة مرة كل عشر سنوات. الآن تنتهي مدة قيادة الجيل الرابع مع الرئيس هو جينتاو، وسيتم انتخاب الجيل الجديد من القادة. وبحسب تقديرات الخبراء سيحل سي تزين بين محل رئيس الدولة، وهو الآن الشخص الثاني في البلاد. والنقطة الرئيسية التي يناقشها المؤتمر هي تقرير بخصوص الأهداف الماثلة أمام الصين، ومن بينها بناء مجتمع مرفه حتى عام 2050 وزيادة في حجم الناتج المحلي الإجمالي لتحتل الدولة الصينية المرتبة الأولى بحسب هذا المؤشر في العالم، وكذلك زيادة المستوى المعيشي للصين. كما يجب أن أشير أيضا الى تلك المشكلات التي تقف الصين أمامها، ومن بينها ثلاثة وهي أولا مشكلة السكان، والمشكلة الثانية هي مشكلة مصادر الطاقة. بالطبع لا نستطيع أن نتحدث عن نقص في مصادر الطاقة في الصين، لكن عدد السكان الهائل يتطلب استيراد النفط والغاز الطبيعي من الخارج. والمشكلة الثالثة هي مشكلة البيئة، وهي من المشكلات الأكثر حدة بالنسبة للصين والتي تتطلب أموالا هائلة.
س: أعلن الرئيس الصيني هو جينتاو أن بكين يجب عليها تفعيل تطوير القدرات العسكرية.. هل يعني ذلك تحدياً للولايات المتحدة؟
ج: في الوقت الحالي يوجد أمام الصين عدد كبير من المسائل الخطيرة، وبالفعل يجب تطوير القدرة العسكرية، وخاصة أخذا بعين الاعتبار أن أمريكا تعود الى منطقة آسيا. نشهد من حين الى آخر سفنا آمريكية في حوض المحيط الهادئ. وفي تلك الظروف على الصين ضمان ضربة الرد في حالة الضرورة القصوى. بل وهناك قضايا حدودية جدية بين الصين واليابان، وقضية البحر الجنوبي الصيني. وكما قال الروم القدماء إن الدولة التي تقوم بتحضيرات للحرب وقت السلام سعيدة.
س: ما هي آفاق العلاقات بين موسكو وبكين في عهد القيادة الصينية الجديدة؟
ج: العلاقات بلا شك سوف تتطور. في الوقت الحالي يعد مستوى العلاقات السياسية بين البلدين عاليا جدا، فيقوم رئيسا البلدين ورئيسا وزراء البلدين بزيارات متبادلة كل سنة. ثمة أيضا اتصالات وثيقة على مستوى الوزارات والهيئات. هناك تعاون لا بأس به على المستوى العسكري، ومع ذلك هناك نقص في مستوى التعاون التجاري الاقتصادي. اذا تحدثنا عن مستوى التجارة الخارجية بين موسكو وبكين الذي بلغ 83 مليار دولار في العام الماضي، فهذا يعد رقما قياسيا بالنسبة لروسيا. فالصين يعد شريكا تجاريا رقم واحد، لكن بالنسبة لبكين لا تعد روسيا شريكا كبيرا في التجارة، فحصة روسيا في حجم التجارة الخارجية الصينية تبلغ نسبة 2 % فقط. وأهم مشكلة تكمن في نقص في مستوى التعاون الاقليمي بين البلدين.
المزيد في المقابلة المصورة