خبير روسي: روسيا لا تريد خوض حرب باردة مع أمريكا
قال إيغور كوروتشينكو رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" إن موسكو لن تقبل بالهيمنة الأمريكية الشاملة وستدافع عن مصالحها الوطنية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن روسيا لا تريد حربا باردة مع الولايات المتحدة.
قال إيغور كوروتشينكو رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" إن موسكو لن تقبل بالهيمنة الأمريكية الشاملة وستدافع عن مصالحها الوطنية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن روسيا لا تريد حربا باردة مع الولايات المتحدة. هذا، ولم يستبعد كوروتشينكو إمكانية التدخل العسكري المباشر في سورية بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية.
هل يمكن ان يؤدي إعصار "ساندي" الى تأجيل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة؟
لا أظن ان الكارثة الطبيعية قد تتسبب في تأجيل الانتجابات الرئاسية في الولايات المتحدة. ستجري الانتخابات في الموعد المحدد في أي حال من الأحوال.
ولن يستطيع أي إعصار ان يغير المناخ السياسي في المجتمع الأمريكي الذي يتوجه الى الانتخابات. وتتساوي فرص كلا المرشحين للفوز وهذا هو الجو الملائم للتنبوءات حول من سيصبح رئيسا للولايات المتحدة. يتجول المرشحان في المناطق المنكوبة من أجل الحصول على الدعم السياسي للناخبين، خاصة ميت رومني الذي نجح في جمع أصوات المحافظين الأمريكيين الذين يعيشون حتى الآن في وقائع الحرب الباردة، وهو يلعب الورقة المعادية لروسيا.
قال ميت رومني إن روسيا هي العدو الجيوسياسي رقم 1 بالنسبة للولايات المتحدة. هل من الممكن أن تتدهور العلاقات الروسية الامريكية في حال فوز الجمهوريين؟
المشكلة الرئيسية هى قضية الدرع الصاروخية. وأيا كان الفائز أوباما او رومني فستكون هذه المشكلة أكثر الحاحا.
الفرق هو ان أوباما يتميز عن رومني بالمرونه والنعومة، ولكن كلاهما يدافعان عن المصالح الوطنية الأمريكية. وترى النخبة الامريكية هذه المصالح في الهيمنة السياسية الشاملة على العالم وطبعا التغلب العسكري والفني على جميع الدول بما فيها روسيا. ونحن لا نستطيع ان نوافق مع هذا المنطلق، لان التوازن الاستراتيجي هو البقرة المقدسة بالنسبة لروسيا. ونحن لن نسمح بتدمير النظام العالمي الذي شكل بعد الحرب العالمية الثانية ولذلك فإن تدهور العلاقات الروسية الامريكية هو أمر لا مفر منه.
ستتدهور العلاقات الثنائية لان الولايات المتحدة لا تريد ان توافق على أية حلول وسط في مجال الدرع الصاروخية الأوروبية. في حال فوز رومنى ستكون بلاغة البيت الأبيض تجاه روسيا أشد مما كانت عليه في رئاسة أوباما. ولكن بالنسبة لنا الأمر المبدئي ليس في أقوال بل في أفعال الولايات المتحدة. وهى ستكون غير صديقة بالنسبة لنا أيا كان الرئيس رومني أو أوباما.
هل يمكن عودة العلاقات الروسية الأمريكية الى حقبة الحرب الباردة الآن؟
لا تريد روسيا الحرب الباردة مع الولايات المتحدة. اما أمريكا فهي تتصرف انطلاقا من مصالحها الشخصية، ولكن لا اعتقد ان تعود ايام تلك الحرب الباردة التي كانت ترافق منافسة النظامين السياسيين. ستكون العلاقات الثنائية مستقرة بدون العودة الى المواجهة الشمولية. وفي بعض المجالات كالدرع الصاروخية ستكون العلاقات سيئة. وبشكل عام تهتم روسيا في تطوير العلاقات ولا نريد المواجهة.
فيما يخص الولايات المتحدة فيفضل ان تتصرف الولايات المتحدة بشكل براغماتي. وتتمتع روسيا بنفوذ ما في السياسة العالمية والبحث عن التفاهم المتبادل أهم من المجابهة العسكرية والسياسية. الحرب الباردة مستحيلة، يمكن أن تتدهور العلاقات فقط.
هل هناك إمكانية للتدخل العسكري المباشر في سورية بعد انتخاب الرئيس الجديد في الولايات المتحدة؟
هذا هو السيناريو المحتمل، ولا استبعد ان تركيا ستكون الزناد الذي سيضغط عليه الناتو لكي يبدأ التدخل العسكري المباشر. لن تستطيع المعارضة المسلحة ان تسقط نظام الأسد بنفسها. وفي ظروف الاعمال القتالية واسعة النطاق ترى واشنطن فرصتين وهما التدخل العسكري المباشر من الخارج من طرف قوات الناتو أو تشكيل الائتلاف من الدول العربية الذي سيضم قوات السعودية وقطر وبعض الدول الأخرى. ولا تزال سورية أكبر نقطة ساخنة في العالم و تعمل روسيا على تجنب اي تدخل عسكري من الخارج.
ليس سرا ان الخبراء العسكريين الروس كانوا يعملون في سورية في القرن الماضي. هل تستبعد إمكانية عودة الخبراء والمستشارين الروس الى سورية الآن؟
يقوم الجيش السوري بأعمال القتال بنفسه وأظن انه ليس هناك حاجة الى خبراء او مستشارين روس. ان الجيش السوري وقواته الخاصة متدربان بشكل جيد. ولا تستخدم في الحرب السورية الحالية انظمة الاسلحة الصعبة فنيا ولا يحتاج الجيش السوري الى المستشارين الروس. من ناحية أخرى يجب على بشار الأسد ان يعيد الاستقرار إلى بلاده بنفسه.