من قتل وسام الحسن؟

أخبار العالم العربي

من قتل وسام الحسن؟
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/597856/

تواجه بلاد الأرز هذه الأيام أكبر أزمة سياسية داخلية منذ عام 2005 عندما قتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. لا أشك في أن تفجير الأشرفية يوم الجمعة الماضية الذي أدى الى اغتيال أحد قادة قوى الأمن الداخلي اللبناني وسام الحسن كان استفزازا سياسيا، يهدف الى زعزعة الوضع في لبنان. وليس سرا ان العاصمة اللبنانية منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا اصبحت مسرحا للمواجهة السياسية والاصطدامات بين أنصار الرئيس السوري بشار الأسد وانصار المعارضة السورية.

تواجه بلاد الأرز هذه الأيام أكبر أزمة سياسية داخلية منذ عام 2005 عندما قتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. لا أشك في أن تفجير الأشرفية يوم الجمعة الماضية الذي أدى الى اغتيال أحد قادة قوى الأمن الداخلي اللبناني وسام الحسن كان استفزازا سياسيا، يهدف الى زعزعة الوضع في لبنان. وليس سرا ان العاصمة اللبنانية منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا اصبحت مسرحا للمواجهة السياسية والاصطدامات بين أنصار الرئيس السوري بشار الأسد وانصار المعارضة السورية.

روايات مختلفة

وقد طرحت الصحافة على الرأي العام عدة روايات عن اغتيال وسام الحسن، وهي: "يد إسرائيل" و"المواجهة الطائفية اللبنانية" و"يدا سوريا وإيران". وكتبت صحيفة "السفير" اللبنانية يوم الاثنين 22 اكتوبر/تشرين الاول نقلا عن مصادر أمنية انها لا تستبعد الأثر الاسرائيلي. واشارت "السفير" الى ان "العميد الراحل تمكن من توقيف أكثر من 25 شبكة تجسس إسرائيلية في لبنان، وكشف للنظام السوري عن 17 عميلا إسرائيليا". ويما ان المصادر الامنية مغلقة فليس بالأمكان تأكيد او نفي هذه المعلومات من المصادر الأخرى ما لم توافق سوريا على صحة هذا الكلام. لا أظن أيضا ان القيادة الإسرائيلية تهتم الآن بظهور نقطة ساخنة جديدة في المنطقة إضافة لسوريا. ويقول بعض المراقبين إن العميد وسام راح ضحية للتناقضات الطائفية اللبنانية الداخلية. نعم، هناك تناقضات طائفية، وبالرغم من ذلك يدرك كل سياسي لبناني ثمن السلام الهش القائم في البلاد بعد الحرب الأهلية للأعوام 1975 – 1990. ولا أعتقد ان أي حزب سياسي لبناني أو حركة سياسية، سواء أكانت إسلامية او مسيحية، قامت بمثل هذا الاستفزاز.

"المؤامرة السورية"

وبعد إغتيال الحسن مباشرة طالب زعيم حركة المستقبل سعد الحريري بإستقالة فورية لرئيس الوزراء اللبناني الحالي نجيب ميقاتي، وقدم ميقاتي الإستقالة ولكن الرئيس ميشال سليمان لم يقبلها. وإتهم الحريرى الحكومة الحالية بولائها للرئيس السوري وكشف "المؤامرة السورية". وحسب رواية بعض المراقبين اللبنانيين فان العميد وسام الحسن قتل بأمر من دمشق، وقد اصدر هذا الأمر اللواء علي مملوك، وهو مدير مكتب الأمن الوطني السوري الذي يشرف على كل الأجهزة الأمنية في سوريا ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية. وحسب رأي أنصار تحالف 14 آذار أصبح وسام الحسن ضحية للمخابرات السورية لانه ترأس التحقيق في ما يسمى "بالأثر السوري" في سلسلة الإغتيالات والتفجيرات بشمال لبنان. ويرى سعد الحريري ان وزير الاعلام اللبناني السابق ميشال سماحة كان يتعاون بالفعل مع اللواء علي مملوك. وقد أدى التحقيق الذي اجرى في لبنان في قضية سماحة الى اعتقال الوزير في التاسع من أغسطس/آب الماضي واتهامه في القيام "بعمليات إرهابية" بواسطة عبوات ناسفة والتخطيط لقتل شخصيات لبنانية دينية وسياسية. وافادت الصحف اللبنانية المعارضة للحكومة بان سماحة أعترف بكل الوقائع التي قدمها القضاء.

لا محكمة دولية ولا تحقيق

الجدير بالذكر انه لم يتسن للحكومات اللبنانية السابقة تنظيم المحكمة الدولية في قضية إغتيال رفيق الحريرى، بل وحتى اكمال التحقيق في هذه القضية في الوقت المناسب. وكانت هناك أسباب سياسية، وقبل كل شيء داخلية لبنانية. أما الآن فلا يهتم الغرب بتحقيق كهذا لأن ما يهمه أكثر هو اسقاط النظام الحاكم في دمشق. ويبدو ان قتل وسام الحسن سيبقى جريمة بلا عقاب مثل الجرائم السياسية الاخرى المرتكبة في لبنان. وهذا ليس بسبب العجز القضائي، وانما نتيجة للملابسات السياسية و"المصالح العليا" للبلاد  التي تتغلب علي القانون المحلي والدولي على حد سواء.

 أندريه مورتازين

المواضيع المنشورة في منتدى روسيا اليوم لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر إدارتي موقع وقناة "روسيا اليوم".

المزيد من مقالات أندريه مورتازين على مدونة روسيا اليوم

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا