أمريكا تحالفت مع "القاعدة"
تواصل روسيا تحركاتها الدبلوماسية المكثفة لايجاد حل سلمي للأزمة السورية، ويلتقي سيرغي لافرورف في إطارها الرئيس المصري محمد مرسي وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الأممي إلى سورية الاخضر الابراهيمي في القاهرة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني القادم. كما يزور لافروف الرياض بعد القاهرة في موعد لم يحدد بعد.
تواصل روسيا تحركاتها الدبلوماسية المكثفة لايجاد حل سلمي للأزمة السورية، ويلتقي سيرغي لافرورف في إطارها الرئيس المصري محمد مرسي وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الأممي إلى سورية الاخضر الابراهيمي في القاهرة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، المقبل. كما يزور لافروف الرياض بعد القاهرة في موعد لم يحدد بعد. ومن خلال تحركاتها تؤكد موسكو في كل فرصة على ضرورة وقف العنف واللجوء إلى التفاوض. وكان مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قد دعا المعارضة السورية إلى إعلان تمسكها ببيان جنيف لمجموعة العمل. وجاءت هذه الدعوة عشية اجتماع المجلس الوطني السوري المعارض المقرر عقده في 17 أكتوبر في الدوحة. لكن هل من الممكن أن تصدر عن مؤتمر ترعاه قطر قرارات تخالف السياسة القطرية وبالدرجة الأولى ما يتعلق بالتدخل الخارجي؟ أغلب الظن أن المؤتمر لن يأتي بأي جديد على المستوى السياسي، وأن يوظفه الإعلام العربي كنجاح باهر في توحيد المعارضة الداعية لإسقاط النظام بالسيف الأمريكي في مقابل مؤتمر المعارضة الذي عقد في دمشق ورفض كل أشكال التدخل الخارجي.
يقوم هذا الافتراض على سياسة الانتظار التي تعني عدم الاتيان بما قد يغير الحالة الراهنة حتى انجلاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وهناك اعتقاد بأن أوباما يخشى أن يوظف خصومه أي مجازفة لصالح رومني، أما بعد الانتخابات فسيكون الرئيس طليق اليدين وربما يقرر إنهاء الأزمة السورية عن طريق التدخل العسكري.
الواقع هو أن العاتبين على أمريكا، دعاة التدخل الأجنبي من المعارضين السوريين مهددون اليوم بالإفلاس السياسي لأنهم لن يدخلوا دمشق على دبابات أمريكية، فواشنطن فهمت التدخل بطريقة أخرى وتدخّلت. الولايات المتحدة فرضت العقوبات الاقتصادية على سورية وأعطت الضوء الأخضر للسعودية وقطر وتركيا لإرسال الأسلحة ومدت المقاتلين بالمعلومات الاستخبارية ولم تترك وسيلة لتأزيم الوضع إلا استخدمتها. ووصلت الأموال والأسلحة الخليجية بالدرجة الأولى إلى جهاديي "القاعدة" القادمين من أفغانستان واليمن و الخ.. في إطار تطور جديد في مكافحة الإرهاب على الطريقة الأمريكية. هذا هو التدخل الذي أقرت به واشنطن وبه نظمت الإرهاب "الجهادي" من المغرب إلى افغانستان. واشنطن تعمل جاهدة لتحويل مسار "الربيع العربي"، ورياح التغيير التي تهبّ على شراعه لم تعد تلك الرياح الليبرالية الدافئة، بل استبدلت بجليد الإرهاب والتكفيرية تكرسه تحالفات بين الإخوان والسلفية و"القاعدة" حول مائدة دموية بدولارات نفطية.
رائد كشكية
المواضيع المنشورة في منتدى "روسيا اليوم" لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر إدارتي موقع وقناة "روسيا اليوم".