ودع مكوك الفضاء الامريكي الخارج من الخدمة "انديفور" شوارع لوس انجليس التي وصلها الشهر الماضي، باتجاه مركز العلوم في كاليفورنيا حيث سيعرض بشكل دائم في جناح خاص، حسبما ذكرت قناة "سي إن إن" السبت 13 اكتوبر/تشرين الاول.
كان "انديفور" الذي شيد في العام 1994 كبديل للمكوك "تشالينجر" المحطم، كان قد قضى في المدار 299 يوما وعاد إلى الأرض في العام الماضي بعد آخر رحلة فضائية من رحلات عصر المكوكات. واتم "انديفور" في نهاية سبتمبر/ ايلول طيران تحية الوداع فوق الولاية على ارتفاع منخفض على "ظهر" طائرة حاملة خاصة.
وبدأ المكوك رحلته الاخيرة الجمعة على متن عربة متطورة جابت به شوارع لوس انجلوس، رافقه فيها العديد من السكان المحليين الذين تجمعوا لمتابعة المشهد الفريد لعبور المركبة الفضائية الضخمة بين المنازل والبيوت والمحال التجارية الصغيرة وكذلك لالتقاط الصور التذكارية.
من جانبها قامت سلطات الطوارئ بمدينة لوس انجليس بإزالة عدد كبير من أعمدة الإنارة واللافتات وعلامات الشوراع في سبيل تسهيل سير "انديفور" البالغ من الوزن 77 طنا مع باع الجناح 23 مترا بسرعة 3,2 كيلومترات في الساعة. كما سترافق شرطة لوس أنجليس "انديفور" خلال مساره الممتد على 19 كيلومترا من المطار عبر المدينة وحتى المتحف الذي سيعرض فيه لغرض تأمينه. وقد تم الاتفاق على خط السير المشار اليه مع إدارة الطيران الفيدرالية بالولايات المتحدة. وحسبما ذكرممثلو شركة "Sarens" الشركة المقاولة المسؤولة عن توصيل المكوك، فإن مسار "انديفور" من المطار حتى المعرض سيستغرق حوالي يومين. وبدء من 30 اكتوبر/تشرين الاول سيقف "انديفور" في مكانه الدائم في جناح خاص بمركز العلوم في كاليفورنيا.
بينما تشير وكالة "رويتر" أنه في سبيل اتمام رحلة سير "انديفور" على الطريق من المطار الى المتحف اقتلعت نحو 400 شجرة. كما تم اجتذاذ مئات من أعمدة خطوط الكهرباء، في حين أكدت سلطات الولاية انها ستقوم بغرس ألف شجرة جديدة بعد نقل المكوك.
وبعد غلق برنامج ناسا Space Shuttle في عام 2011 من المنتظر أن تأخذ كل المكوكات التي احيلت للتقاعد مواقعها في المتاحف الامريكية. وقد حجز المكوك "ديسكفري" مكانه بالفعل في متحف الطيران والفضاء الوطني التابع لمعهد سميثسونيان في واشنطن. أما المكوك الأمريكي "انتربرايز" فنقل في يونيو/ حزيران إلى مقره الجديد في متحف أنتربيد للطيران على نهر هدسون في مدينة نيويورك. ومن المخطط أن يأخذ مكوك " أتلانتس" في بدايات عام 2013 مكانه في المعرض الدائم بمركز كينيدي للفضاء في ولاية فلوريدا.
يذكر أن مصير المكوكين " تشالينجر " و "كولومبيا" كان مأساويا- فـ " تشالينجر " انفجر في 28 يناير1986 في الجو بعد انطلاقه ب73 ثانية، بينما تحطم "كولومبيا" بعد دخوله الغلاف الجوي للأرض في لحظة الهبوط في 1 فبراير/ شباط 2003م.
وبذلك باتت مراكب الفضاء الروسية المأهولة من طراز "سيوز" هي الوسيلة الوحيدة حاليا لنقل أطقم الفضاء إلى المحطة الدولية. وأصبح سبب وقف رحلات المكوكات هو طول عمر خدمة المركبات والتكاليف المالية الباهظة لتجهيز وصيانة المكوكات.
المصدر: وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء + "روسيا اليوم"