علامات تعجب واستفهام على قصة الطائرة السورية

أخبار روسيا

علامات تعجب واستفهام على قصة الطائرة السورية
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/596826/

مفاجأة وصلت إليها حكومة طيب أردوغان في تخبطها وصفها كثيرون بالقرصنة الجوية، ووضعت علامات تعجب على علامات الاستفهام حول مجمل السياسة التركية ومصير أردوغان الطيب وحكم حزبه المتواصل منذ عشر سنوات.

مفاجأة وصلت إليها حكومة طيب أردوغان في تخبطها وصفها كثيرون بالقرصنة الجوية ووضعت علامات تعجب على علامات الاستفهام حول مجمل السياسة التركية ومصير أردوغان الطيب وحكم حزبه المتواصل منذ عشر سنوات.

اتسمت تصرفات الطيب في الآونة الأخيرة بالانفعالية وباتت سياسته عبارة عن ردود أفعال تثير احتجاجا داخليا فيضطر للتراجع عنها بردة فعل أخرى يتبين أنها ليست أفضل من سابقتها. يفهم الجميع اليوم أن أطماع الطيب العثمانية قادته إلى فلك سياسة واشنطن التي تخوض حربا بالوكالة في سوريا، لكنه أدرك أخيرا أن سياسته في التعامل مع الأزمة السورية فشلت وبسبب تهوره اقتربت بلاده من اضطرابات سياسية اجتماعية واقتصادية وعسكرية، في حين يمسك الغرب كعادته بأوراق تمكنه من إعادة المياه إلى مجاريها، منها أوراق دعت معظم الصحف الغربية لنشر تحقيقات عن المقاتلين الأجانب في سورية ما يصب الماء على طاحونة السياسة السورية الرسمية. أما تركيا فكما قالت الفاينانشال تايمز تدفع ثمن مواقفها من سورية إقليميا وداخليا وباتت أمام كارثة.

الطيب فاجأ الجميع بإعلان استعداده للتفاوض مع زعيم حزب العمال الكردي عبد الله أوجلان القابع منذ عام 1999 في زنزانة في جزيرة إمرالي، محكوما بالإعدام مع وقف التنفيذ رضوخا لأعراف الاتحاد الأوروبي. ونال بذلك إدانة القوميين ووصف زعيمهم البرلماني له بالمجنون، بينما اتهمه حزب الشعب الجمهوري بارتكاب جريمة دستورية وقانونية لاحتضانه المجموعات المسلحة التي تستهدف سورية، ودعا الحزب إلى محاكمته.
اليوم يحمّل الأتراك أردوغان شخصيا مسؤولية التوتر في مدينة أنطاكية، ومسؤولية تشكيل خطر على الأمن القومي التركي نتيجة سياسة التدخل في الشؤون السورية. ومعادلة أوغلو "لا مشاكل مع الجيران" أصبحت "مشاكل مع الجميع"، فبدأ يترنح عرش السلطان العثماني الجديد.
مبادرة الطيب السلمية تجاه الأكراد جاءت إثر موجة عنف متصاعدة يشهدها جنوب شرقي تركيا أودت بحياة المئات في هذا العام، حيث امتدت العمليات العسكرية مؤخرا لتطال العاصمة أنقرة، إضافة للمعارك الضارية التي يخوضها حزب العمال الكردي ضد الجيش والقوى الأمنية التركية، والتي يسقط ضحيتها عشرات القتلى والجرحى. وقد أصبحت الهجمات أكثر دقة مع ازدياد ملحوظ في الخسائر العسكرية، وأصبحت تستهدف طائرات الاستطلاع التركية، إضافة إلى مسؤولين حكوميين. كما تغير الأسلوب القتالي، فبينما كانت عمليات الحزب بسيطة، وفي أحسن الأحوال تنفذ مجموعة من 50 عنصرا عمليات محدودة النطاق، باتت اليوم تهاجم كتيبة بمجموعة تتألف من 300 عنصر تحاول السيطرة على بعض المناطق.
تركيا اتهمت النظام السوري بدعم الأكراد، وألمحت إلى تورّط إيران، بالإشارة إلى تحركات مشبوهة لحزب «الحياة الحرة» (بيجاك). وتحدث البعض عن قوس كردي يحاصر أنقرة، من إيران مرورا بالعراق إلى سوريا. أنقرة في مأزق، لذا طلب الطيب الحوار مجدداً مع حزب العمال الكردستاني، فبعد مراجعة التطورات الأخيرة، فهم أنه لا يستطيع حل المشكلة عسكرياً، فالحرب ليست تقليدية والجيش التركي غير قادر على التقدم نحو المعسكرات الكردية. لكن بم يرد الأكراد وهم يعتبرون أن ما يجري جزء من «الربيع الكردي»؟. التصعيد الكردي كبح جماح أنقرة وثنى عزم الطيب عن القيام بأية خطوة لإقامة مناطق عازلة أو آمنة في سوريا، فاكتفى بالتهديد والوعيد، ثم طلب من قادة المعارضة المسلحة الرحيل.
القضية الكردية هي حجر العثرة الذي منع وريث العثمانيين من استعادة السلطنة، أما مصيره ومصير سياسته فسوف يتقرر في سوريا التي أحسن نظامها لعب الورقة الكردية ويقوم بضرب القوى الجهادية التي احتضنها أردوغان، في الوقت الذي يتابع فيه الطيب تخبطه مرتكبا الخطأ تلو الآخر.

رائد كشكية

المواضيع المنشورة في منتدى روسيا اليوم لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر إدارتي موقع وقناة "روسيا اليوم".
المزيد من مقالات رائد كشكية على مدونات روسيا اليوم

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا