محلل سياسي فلسطيني: الأنظمة العربية غير معنية بالضغط على إسرائيل
أجرت قناة "روسيا اليوم" لقاء مع المحلل السياسي، أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية نشأت الأقطش، تناول من خلاله زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، السيناتور جورج ميتشل المرتقبة للمنطقة، بهدف جمع الفلسطينيين والإسرائيليين حول طاولة المفاوضات مجددا. وأعرب الأقطش في سياق حديثه عن ان الفلسطينيين لا يتوقعون الكثير من العرب، لأن الأنظمة العربية غير معنية وغير قادرة على الضغط على إسرائيل.
أجرت قناة "روسيا اليوم" في 12 ديسمبر/كانون الأول لقاء مع نشأت الأقطش، المحلل السياسي، أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، تناول من خلاله زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، السيناتور جورج ميتشل المرتقبة للمنطقة، بهدف جمع الفلسطينيين والإسرائيليين حول طاولة المفاوضات مجددا.
وشكك بأن الفلسطينيين "سوف ينجرون الى المفاوضات مرة أخرى"، لأن ميتشل، من وجهة نظر الأقطش سيأتي للشرق الأوسط بهدف إقناع السلطة الفلسطينية "بالعودة الى المفاوضات (بناء) على البرنامج الإسرائيلي الجديد"، والذي ينطلق من استثناء القدس واللاجئين والحدود، لتتناول هذه المفاوضات أمورا ثانوية، معتبرا ان هذا السيناريو قديم و"يتكرر في كل زيارة"، وانه "لا جديد في جعبة أمريكا"، مما يعني انه لا فائدة من هذه المفاوضات.
وأضاف ان الشارع الفلسطيني أصبح يشعر ان المفاوضات "عبثية"، وان الإسرائيليين يستغلون هذه المفاوضات للمماطلة، بهدف فرض الأمر الواقع، سواء من مصادرة الأراضي وهدم المنازل، ومن ثم "فرض الحل الذي تريده إسرائيل" على الفلسطينيين، معربا عن أسفه إزاء مساندة الرباعية لإسرائيل في ذلك.
وتابع نشأت الاقطش ان المتفاوض الفلسطيني أصبح غير قادر على مواصلة المفاوضات، التي تنظر لها إسرائيل على انها "مشروع علاقات عامة لكسب الوقت"، من أجل إقناع العالم الغربي والدول الضاغطة عليها لوقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال بالقول "أننا نتفاوض"، مشيرا الى ان إسرائيل ترى الحل "في كانتونات فلسطينية معزولة تماما عن بعضها ومرتبطة جغرافيا بشرق الأردن"، في محاولة من الجانب الإسرائيلي لإلغاء حق العودة، وحق الفلسطينيين "في العاصمة القدس"، مشددا على ان ما وصفها باللعبة أصبحت مكشوفة، وبأن القيادة الفلسطينية مستعدة للعودة والى المفاوضات في ظل هذه الظروف.
وفيما يتعلق بالتنديد والانتقادات التي يوجهها عدد من المسؤولين الأوروبيين الى إسرائيل، قال نشأت الأقطش ان إسرائيل "كانت تحظى بدعم دولي كامل طوال العقود الماضية"، وان إسرائيل في الفترة الراهنة "بدأت تخسر حلفاءها في الغرب"، منوها بأن بعض السياسين السابقين بدأوا يقترحون مقاطعة إسرائيل، ورأى في ذلك بادرة جديدة".
واضاف ان إسرائيل سياسيا "كانت في قمة الغباء" برفضها للعرض السخي الذي قدمته لها الولايات المتحدة، مقابل تجميد الاستيطان لـ 90 يوما، خاصة وانه في حال قبلت إسرائيل بهذا التجميد لم تكن لتخسر شئ، خاصة وانه كان بإمكانها العودة الى سياسة التوسع الاستيطاني، بعد ان ضمنت لها أمريكا انها لن تطلب منها تمديده مرة أخرى.
وشدد نشأت الأقطش على ان المطلوب في المرحلة الراهنة "النضج في الموقف السياسي" والتعامل مع القضية الفلسطينية وتوجيه الانتقاد لإسرائيل ليس من منطلق رفضها لوقف الاستيطان، وهو ما يتحدث عنه الأوروبيون، بل ينبغي طرح المشكلة الحقيقية وهي الاحتلال.
وحول هذا الأمر اشار الأقطش الى ان إسرائيل استطاعت عبر القنوات الدبلوماسية و"سيطرتها على الإعلام" ان تصور وكأن المشكلة تتعلق بوقف الاستيطان ليس إلا.
وقال الأقدش "عربيا لا نتوقع الكثير. فالأنظمة العربية غير معنية وغير قادرة على الضغط على إسرائيل"، مشيرا الى ان أمريكا فقط من تستطيع الضغط على إسرائيل، "لكنها تقول بصراحة ووضوح بأنها معنية بجمع الأطراف ليس بالغضط عليهم".
المصدر: "روسيا اليوم"