باحث أمريكي يعزو فشل الإسرائيليين والفلسطينيين بالاتفاق الى أسباب داخلية لدى الطرفين
قال الباحث في مؤسسة "التراث" الأمريكية أرييل كوهين في لقاء أجرته معه قناة "روسيا اليوم" في 9 ديسمبر/كانون الأول، ان كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين يتحملان مسؤولية فشل المفاوضات بينهما، بسبب انطلاقهما من اعتبارات السياسة الداخلية.
قال الباحث في مؤسسة "التراث" الأمريكية أرييل كوهين في لقاء أجرته معه مع قناة "روسيا اليوم" في 9 ديسمبر/كانون الأول ان مهمة مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، السيناتور جورج ميتشل "مستمرة ولم يلغها أحد"، وان اللقاءات والمشاورات معه ستستمر في الرباعية اذ انه شخصية مرموقة في الولايات المتحدة.وقال كوهين ان لديه انطباعا بأن الفلسطينيين "لا يملكون رغبة حقيقية في خوض المفاوضات المباشرة"، معتبرا ان المفاوضات التي بدأت منذ عام 1993 في العاصمة النرويجية أوسلو لم تقترن بضرورة تجميد الاستيطان، متسائلا "لماذا أصبح فجأة هذا التجميد هاما"، ويعتبره الفلسطينيون نقطة انطلاق لأية مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.
وربط أرييل كوهين تمسك الجانب الفلسطيني بوقف الاستيطان بأمور فلسطينية داخلية بحتة، مشيرا الى ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يريد ان تثبت دعائمها في الضفة الغربية "وتطيح به".
وأشار كوهين الى ما وصفها بمشكلة الشرعية، معتبرا ان مدة الرئاسة الدستورية لعباس قد انتهت، وان حماس تفكر "وربما هي على خطأ" بالفوز في الانتخابات في الضفة الغربية.
كما تناول الباحث الأمريكي الوضع الداخلي الإسرائيلي لافتا الى مشاكل معينة يعانيها الائتلاف الحاكم برئاسة بنيامين نتانياهو، الذي قبل بالاقتراحات الأمريكية الرامية لتجميد الاستيطان، في حين رفض وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان هذه الاقتراحات.
ورأى كوهين ان كل من الإسرائيليين والفلسطينيين، لاعتبارات تنطلق من السياسات الداخلية يتحملان مسؤولية الأزمة الحالية التي تواجهها عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف ان السلطة الفلسطينية تستفيد من الوضع الراهن، اذ انها تحصل على دعم دولي كبير، خاصة وان المجتمع الدولي ينظر للحكومة في رام الله على انها "الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني"، بغض االنظر عن وجود حكومة مقالة في غزة، لديها "أجندة مختلفة تماما ومدعومة من إيران".
ولفت أريئيل كوهين الى ان تسوية النزاع تسير ببطء، اذ انها تتعلق بملفات معقدة كالقدس والحدود، بسبب خلافات فلسطينية داخلية كما قال انه سيكون من الصعب على الفلسطينيين إعطاء وعود لا يستطيعون تنفيذها.
لكنه اعتبر انه يجب القيام بأمر مهم لتحريك عملية السلام وهو "إعادة الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، وان كانت غير دبلوماسية"، لافتا الى ان مشكلة إسرائيل الرئيسة هي عدم الشعور بالأمن.
وحول المسارات السلمية قال انه بعد مرور 17 عاما على "أوسلو"، لا حاجة لمفاوضات غير مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بينما رأى كوهين انه من الممكن العودة الى المفاوضات غير المباشرة مع السوريين عبر دولة وسيط، مشيرا الى تركيا التي تبحث مع إسرائيل تداعيات أحداث سفينة "مرمرة"، بهدف تحسين العلاقات سعيا للعب هذا الدور.
لكن أريئيل كوهين استبعد ان تقوم تركيا بمهام الوساطة، لأن "الأتراك فقدوا مصداقيتهم كوسطاء"، مرجحا ان يلعب هذا الدور أي بلد آخر.
المصدر: "روسيا اليوم"