عباس: ننتظر ميتشل ولا مفاوضات في ظل الاستيطان
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس من القاهرة موقفه الرافض لاستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل تزامنا مع استمرار سياسة تل أبيب الاستيطانة في الضفة الغربية. وأضاف ان المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل سيصل المنطقة قريبا، إلا انه أكد عدم العودة الى المفاوضات مع إسرائيل طالما استمر الإسرائيليون في بناء المستوطنات، بغض النظر عن النتائج التي ستسفر عنها المشاورات.
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس موقفه الرافض لاستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل تزامنا مع استمرار سياسة تل أبيب الاستيطانة في الضفة الغربية، مشيرا الى توافق تام بين الموقفين الفلسطيني والمصري في هذا الشأن، وذلك في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة في 9 ديمسبر/كانون الأول، بعد لقاء جمعه بالرئيس المصري حسني مبارك.
وأشار عباس الى انه تناول مع مبارك عددا من القضايا المتعلقة بجولته الأوروبية الأخيرة التي شملت تركيا واليونان، في محاولة لاستقراء ما هو آت في المرحلة القادمة، كما تطرق الرئيسان الى البدائل االتي قد تلجا السلطة الفلسطينية لها بغية الخروج من المأزق الذي تواجهه.
وشدد عباس على أهمية "تحديد مرجعية واضحة لعملية السلام"، في ضوء تراجع الموقف الأمريكي الرسمي بعد مساندته المطلب الفلسطيني بوقف الاستيطان في الضفة الغربية، قبل الشروع في اية جولة مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين.
وأضاف عباس "لسنا على علم بما دار بين الإسرائيليين والأمريكيين وسنعرف ذلك عما قريب. وسوف نطرح المحصلة للنقاش على لجنة المتابعة العربية، ومن ثم تجتمع القيادة الفلسطينية لاتخاذ القرار".
ومن المقرر ان تعقد لجنة المتابعة العربية اجتماعهافي الأسبوع القادم.
وأعلن الرئيس الفلسطيني عن مشاورات بين واشنطن ورام الله، مشيرا الى عودة مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل قريبا، مؤكدا على ثبات الموقف الفلسطيني بعدم العودة الى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل طالما استمر الإسرائيليون في بناء المستوطنات، "بغض النظر عن النتائج التي ستسفر عنها المشاورات".
وقال محمود عباس انه تلقى اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وصفه بأنه لم يحمل أي جديد، كما قال ان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات سيغادر قريبا الى واشنطن "لمعرفة ما حصل بين الأمريكيين والإسرائيليين".
وحول ما ذا كانت هناك مفاوضات "غير معلنة" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أكد عباس ان صائب عريقات سيبحث المستجدات الأخيرة "مع كلينتون وميتشل فقط"، وانه لن يكون هناك اي لقاء مع إسرائيليين.
ومن بين القضايا التي بحثها الجانبان المصري والفلسطيني في القاهرة ملف المصالحة الوطنية.
وشارك في المباحثات الفلسطينية المصرية وفد فلسطيني ضم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ورئيس دائرة شؤون المفاوضات بالمنظمة الدكتور صائب عريقات والناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، ومن الجانب المصري رئيس جهاز المخابرات عمر سليمان.
هذا ومن المقرر ان يلتقي محمود عباس لاحقا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، للبحث في التطورات المتعلقة بالموقف الأمريكي الأخير، والرد العربي عليها.
يُذكر ان موسى كان قد أعلن ان لجنة مبادرة السلام العربية ستعقد اجتماعا عاجلا خلال أيام لبحث مستجدات عملية السلام، مشيرا الى أن هذا الاجتماع سيركز على البدائل المطروحة أمام السلطة الفلسطينية، لأن "القبول بالموقف الأمريكي يعني القبول بالموقف الاسرائيلي".
دبلوماسي مصري سابق: على الفلسطينيين العودة للمفاوضات بدون شروط والا سيتحملون الخسارة
وحول هذا الأمر أجرت قناة "روسيا اليوم" لقاء مع مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي قال فيه السفير هريدي ان التلويح بسحب مبادرة السلام العربية، وفقا لتحذيرات عربية سابقة، لا يعتبر"بديلا مناسبا" لمواجهة المعطيات الجديدة، معتبرا انه ينبغي على العرب "التمسك بالمبادرة التي حظيت بتأييد عالمي كبير"، مشيرا الى أهمية التعاون مع "الرباعية" والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وأضاف إعلان واشنطن فشلها بإقناع الإسرائيليين بتجميد الاستيطان، يجب ألا يثني العرب عن مواصلة العمل من أجل السلام، لان ذلك سيسمح "حكومة اليمين المتطرف" في إسرائيل حجة للقول انه لا يوجد شريك عربي، مما قد يؤدي الى ضياع الأرض الفلسطينية "التي نتفاوض من أجل انتزاعها من الاحتلال الصهيوني" في غضون السنوات القليلة للقادمة.
واعتبر حسين هريدي ان "الخيار الوحيد المطروح هو العودة الى طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة"، معتبرا ان تمسك الفلسطينيين بضرورة وقف الاستيطان كشرط للعودة للمفاوضات المباشرة سيجعل منهم "الخاسر في هذه المواجهة".
وأضاف ان الموقف الأمريكي الأخير كشف بوضوح ان دور الولايات المتحدة في عملية السلام "محدود"، وانه ينبغي للعرب أخذ ذلك بعين الاعتبار.
كما دعا السفير السابق الى تغيير استراتيجية التسوية العربية في الشرق الأوسط، وان تسعى الى تفعيل كافة مسارات السلام مع إسرائيل، فيما يتعلق بلبنان وهضبة الجولانن بالغضافة الى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
المصر: "روسيا اليوم" ووكالات