القضاء النرويجي يحسم قضية المتطرف بريفيك يوم الجمعة
تصدر محكمة أوسلو يوم الجمعة حكمها على أندريس بريفيك اليميني المتطرف الذي قتل 77 شخصا صيف العام الماضي، عندما فجر سيارة وسط العاصمة النرويجية وأطلق النار في معسكر شبابي في جزيرة أوتويا.
مضى عام على العمل الإرهابي المزدوج الذي هز العالم وشكل صدمة للكثيرين لأن هذا العمل الوحشي جرى في النرويج، البلد الذي يعتبر مثالا للسلام والأمن. ونفذ بريفيك جريمته على مرحلتين إذ اختار مركز أوسلو حيث تنتشر الأبنية الحكومية، ففجر سيارة على بعد أمتار من مقر رئاسة الوزراء ثم توجه إلى جزيرة أوتويا التي إجتمع فيها شباب وأطلق النار على العزل طوال ساعة ونصف.
وللتحضير للجريمة أسس بريفيك شركة لزراعة الخضار ما مكّنه من شراء السماد لصناعة المواد المتفجرة، وانتسب إلى ناد للصيد مكّنه من شراء مسدس وبندقية. وأسفر العمل الإرهابي عن سقوط 77 قتيلا وجرح حوالي المائة.
اعترف بريفيك بارتكاب الجريمة دون أن يقر بالذنب، ففعلته برأيه كانت ضرورية. وانقسم الأطباء النفسانيون واضعين القضاة في حالة حرجة، إذ اعتبرته اللجنة الطبية الأولى مختلا بينما وجدته الثانية في كامل وعيه قادرا على تحمل المسؤولية الجنائية.
وبانتظار صدور الحكم تعيش النرويج زمنا قلقا. فمنذ أيام وصلت رسالة إلى سياسيين نرويجيين كبار ورؤساء تحرير كبريات الصحف تطالب بتبرئة المتهم والإفراج عنه، وتتوعد بالقضاء على قيادة البلد في حال عدم تنفيذ المطلب.
كان بريفيك بعد اعتقاله قد أعلن انتماءه لمنظمة سرية تحمل اسم "أخوية فرسان الهيكل" تناضل ضد الإسلام والتعددية الثقافية، لكن الأطباء النفسانيين اعتبروا هذا انعكاسا لمرضه النفسي.
الرسالة أثارت البلبلة، فإذا كان أصحابها هم فعلا أنصار بريفيك فهذا على الأقل يعني أنه لم يكن وحيدا بل ضمن مجموعة إرهابية، وفي هذه الحالة لا يمكن النظر إلى تصريحه حول وجود المنظمة السرية المعادية للتعددية الثقافية كهذيان شخص مختل عقليا.
وفي الوقت الذي كانت تبحث فيه النرويج عن الأسباب العميقة لظهور الإرهاب، كان هناك من يعمل جاهدا لاستغلال اسم بريفيك الذي وضعه الإعلام على كل لسان.
والد أندريس الذي هجر أسرته وابنه لم يبلغ السنة بعد، والذي تبرأ منه العام الماضي واعتبره عارا، يبيع اليوم عاره في كتاب يروي فيه قصة أندريس.