حل أزمة الدين الأوربي.. كلما تأخر ازداد مرارة
هناك من يعتقد أنه ما من حل لمشكلات الديون السيادية في أوروبا سوى باتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة، ومن غير ذلك فإن مستقبل العملة الأوروبية يبدو غامضا.ً تفاصيل ذلك في المقابلة التالية مع جون هاردي الخبير في استراتيجيات العملات من مصرف "ساكسو بنك".
هناك من يعتقد أنه ما من حل لمشكلات الديون السيادية في أوروبا سوى باتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة، ومن غير ذلك فإن مستقبل العملة الأوروبية يبدو غامضا.ً تفاصيل ذلك في المقابلة التالية مع جون هاردي الخبير في استراتيجيات العملات من مصرف "ساكسو بنك".
س: نبدأ بسؤال حول ما بات يعرف بمعركة اليورو الأخيرة. متى ستنتهي برأيك العملة الأوروبية إلى متحف التاريخ؟
ج: أعتقد أننا سنواجه هذه المسألة بشكل متعاظم في الربعين الثالث والرابع من العام لأننا قد وصلنا إلى مستويات حدية يصعب عندها إعادة تمويل الدين في بلدان أوروبا المتعثرة كإسبانيا وإيطاليا. فالأمور قد تستمر وفق الإتجاه الراهن لنصل بالضرورة إلى لحظة اتخاذ القرار التي سيتحدد عندها فيما إذا ما كنا سنستمر في لعبة التظاهر باستمرار سير الأمور كما تسير، أم أننا سنتجه نحو تغير حقيقي.. لذا أنا أرى أنه سيتم الوصول إلى لحظة اتخاذ القرار في الربع الجاري.
س: أنت تتحدث عن التظاهر والاستمرار باللعبة.. ولكن هل تعتقد أن رحيل اليورو قد يكون مستحسناً؟
ج: لا، أعتقد أن السؤال لا يتعلق بكون ذلك أمراً جيداً أم سيئاً، إنما يتعلق بكيفية القيام بذلك، فالطريقة الوحيدة من أجل أن يبقى اليورو عملة أوروبا الموحدة تتطلب حدوث أمرين، الأول يجب على ألمانيا أن تقحم نفسها في المعادلة وتزيد من كرمها أكثر مما كانت ترغب فيه حتى الآن، أما الأمر الثاني، فنحن نحتاج لإعادة هيكلة للدين الأوروبي، فهناك حجم ضخم من الدين في اقتصادات أوروبا المتعثرة، بحيث لا يمكن الإبقاء عليه. يجب إذاً حدوث هذين الأمرين. فنحن لا نحتاج بالضرورة السندات الأوروبية الموحدة ولا نحتاج لألمانيا بأن توقع شيكاً على بياض لإسبانيا أو إيطاليا، إنما نحتاج لخفض ذلك الدين. الحل الراهن الذي تقدمه ألمانيا عبر التقشف والإدخار ليس حلاً للأزمة، فالمطلوب أن يتحمل أحد ما الخسارة ليجري شطب الدين بما يتيح الإمكانية لإعادة تمويله.
س: هل من الأفضل برأيك إجراء إصلاحات مؤلمة الآن، وأنه لا مناص من ذلك، رغم أنه قد يجري تأخير هذا القرار. وحتى يحدث ذلك فإن الأمور ستستمر وفق ما تسير عليه الآن؟
ج4: تماماً.. فالاستمرار في الخط الراهن هو بمثابة تزويد مدمن الهيرووين بمثبطات الألم. فالإنهيار محتم فور التوقف عن ضخ السيولة والاستمرار بالتظاهر بأن شيئاً لم يحدث. وللأسف كلما طالت هذه الحالة فإن الحل سيكون أكثر ألماً على المدى البعيد. من الأفضل تحمل ضربة الآن من تأخيرها. وسيكون الاتحاد الأوروبي أول متلق للضربات على خلفية ما يعانيه نظامه السياسي والمالي من هشاشة.
المزيد من التفاصيل في المقابلة المصورة