"روس آتوم": نعمل على تطوير جيل جديد من التقنيات
بعد كارثة المفاعل النووي بمحطة فوكوشيما الكهروذرية اليابانية ، احتدم النقاش مجدداً حول سلامة الطاقة النووية وإمكانية تعزيزها بفضل الحلول الجديدة التي يؤمنها التطور التقني لسلامة عمل المحطات الكهرذرية في جميع الظروف، وحتى الاستثنائي منها.. عن هذه المسائل يتحدث سيرغي كيريينكو رئيس شركة "روس آتوم" الروسية الرائدة في مجال الصناعات النووية في الجزء الثاني من مقابلته مع "روسيا اليوم".
بعد كارثة المفاعل النووي بمحطة فوكوشيما الكهروذرية اليابانية ، احتدم النقاش مجدداً حول سلامة الطاقة النووية وإمكانية تعزيزها بفضل الحلول الجديدة التي يؤمنها التطور التقني لسلامة عمل المحطات الكهرذرية في جميع الظروف، وحتى الاستثنائي منها.. عن هذه المسائل يتحدث سيرغي كيريينكو رئيس شركة "روس آتوم" الروسية الرائدة في مجال الصناعات النووية في الجزء الثاني من مقابلته مع "روسيا اليوم":
س ـ أنت تعتقد أنه بفضل التطور التقني يمكن إثبات أن الطاقة النووية نظيفة تماماً من الناحية البيئية، إذن،ً ما السبيل للتعامل مع دعاة حماية البيئة الخضر المعارضين للطاقة النووية؟
ـ بداية، بالنسبة لناحية النظافة البيئية لأداء محطات الطاقة النووية. لا يعترض حماة البيئة على هذه الناحية، لأن أكبر مشكلة بيئية راهنة يقر بها العالم هي انبعاث الغازات الدفيئة. ومحطات الطاقة النووية لا تؤثر إطلاقاً من هذه الناحية على البيئة لإنعدام أي انبعاث لغاز ثاني أوكسيد الكربون.. وكل هذا الحديث عن خطر المحطات الكهرذرية أعتقد أننا ربما نتحمل مسؤوليته لأننا لم نسمح بالإطلاع على المعلومات العامة المتعلقة بعمل المحطات.. وفي غياب هذه المعلومات تنامت الشائعات حول المحطات..
س ـ حتى اليابانيون لم يسمحوا بداية بالإطلاع على هذه المعلومات..
ـ أعتقد أن هذا يمثل خطأ كبيراً من جانب اليابانيين عندما حاولوا فلترة المعلومات الواردة من فوكوشيما.. وهم الآن يدفعون الثمن في ساحة الرأي العام.. وقد تعاملنا في روسيا مع هذه المسألة قبل عدة سنوات بالشكل التالي:
هناك ما يعرف بمنظومة المراقبة الآلية لقياس الإشعاعات حول كافة المحطات الكهرذرية في روسيا، وهي عبارة عن أجهزة قياس الإشعاع تتموضع حول المحطة، وهي مختومة ومستقلة في عملها في قياس مستوى الإشعاع والانبعاثات، وهي تقدم تلك المعلومات لنا ولوزارة الطوارئ الروسية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.. قبل عامين ربطنا هذه الأجهزة لتبث معلوماتها بشكل حي على شبكة الإنترنيت بحيث يمكن لأي شخص كان الإطلاع على مستوى الإشعاع بقرب أي محطة في روسيا الآن أو في أي تاريخ سابق.. وبث هذه المعلومات يتم بشكل آلي تلقائي لا يمكن التحكم به، وتراقب هذه العملية منظمات دولية، وهذا كان كافياً لإنهاء كافة الشائعات.. وهذا يعني أن الأداء الطبيعي للمحطة الكهروذرية لا يمثل أي مشكلة.. ليغدو السؤال متعلقاً بضمان سلامة المحطة حال حصول حوادث طارئة مثل الزلازل والتسونامي.. ويمكن تحقيق ذلك من الناحية الفنية اليوم، فكل الحلول من أجل ذلك متوفرة ويرتبط ذلك بضمان التعامل السليم مع هذه الحلول الفنية، ويتحقق ذلك عبر خبرة تشغيل المحطات ورفع كفاءة العنصر البشري.. الجيل الراهن من التقنية الحالية يوفر ذلك..
أما فيما يتعلق بالمستقبل فنحن نعمل على تطوير جيل جديد من التقنيات التي يطلق عليه اسم منظومة الأمان الذاتي التي لا تتطلب أي تدخل من قبل العنصر البشري، فهذه المنظومة تعمل على تأمين السلامة حتى ولو لم يتخذ الكادر البشري أي إجراء كان، وهذه الحلول ستطبق في الجيل المقبل من المحطات الكهروذرية التي نعمل على إنشائها الآن..
س ـ حسناً، ولكن مع توفر مثل هذه القدرات الفنية التي وصفتها، كيف تفسر قرار ألمانيا إغلاق محطاتها الكهروذرية؟ هل تهيمن الدوافع السياسية على القرار، أم لأسباب عاطفية ربما؟
ـ الدوافع سياسية بالطبع.. أنا أحترم قرار الحكومة الألمانية لأني أعتبر أن هذا خيار أي دولة ويجب احترامه بالكامل.. ولكن من جانب آخر، البارحة وضمن نقاشات الطاولة المستديرة التي أجريناها طرح وزير الطاقة التركي السيد يلديز سؤالاً ممتازاً قائلاً: انتظروا يا سادة، إذا كنتم تعتبرون أن محطاتكم ليست آمنة، عليكم إيقافها فوراً.. أما إذا كنتم تقولون إنكم ستغلقوها بعد سنة ألفين وعشرين، ماذا يعني ذلك؟ إذا كانت غير آمنة فكيف ستستثمرونها حتى ذلك الحين؟ أما إذا كانت آمنة، فلماذا ستغلقوها بعد عام ألفين وعشرين؟
السياسة بالطبع تقف وراء ذلك.. وهي ترتبط بحال الرأي العام..
وإلى جانب هذا القرار، هناك واحد وثلاثون بلداً تقريباً، منها من اتخذ قراراً بمتابعة تطوير الطاقة الكهروذرية، ومنها من لم يكن يملك أي محطات في السابق قرر بناء محطات كهرذرية لأول مرة، كتركيا التي ستبني عشرين إلى ثلاثين وحدة جديدة، والصين التي تعتزم بناء أربعة وسبعين وحدة جديدة، وجنوب إفريقيا التي اتخذت قرارا حديثاً لبناء نحو عشر وحدات، وانكلترا حتى عشرين وحدة..