ابتكارات علمية تحدث تعديلات على خارطة الطاقة في العالم
بزوغ تقنيات جديدة أتاح لدول مستهلكة مثل الولايات المتحدة سد احتياجاتها بشكل ذاتي من الغاز والعزوف عن استيراد هذه المادة.. ذلك هو أحد موضوعات المقابلة الخاصة مع دانييل يرغين أحد أشهر الخبراء الدوليين في مضمار الطاقة والحائز على جائزة "بوليتزر" العالمية عن كتابه "الجائزة: ملحمة السعي إلى النفط والمال والسلطة".
بزوغ تقنيات جديدة أتاح لدول مستهلكة مثل الولايات المتحدة الأمريكية سد احتياجاتها بشكل ذاتي من الغاز والعزوف عن استيراد هذه المادة.. ذلك هو أحد موضوعات المقابلة الخاصة التي أجرتها قناة "RT" مع دانييل يرغين أحد أشهر الخبراء الدوليين في مضمار الطاقة والحائز على جائزة "بوليتزر" العالمية عن كتابه ذي الشهرة الواسعة والمترجم إلى 17 لغة عالمية: "الجائزة: ملحمة السعي إلى النفط والمال والسلطة".
س: أوروبا في الواقع تتوقف عن شراء النفط من إيران، في حين أن الصين أصبحت لاعبا ضخما في سوق الطاقة والمستهلك الأول لمواردها.. هل سيفضي ذلك إلى توثيق العلاقة بين الصين وإيران، لتخسر أوروبا بذلك ربما، نقطة لصالح الصين؟
ج:أعتقد أن أحد الموضوعات الرئيسية في كتابي الجديد، يتعلق بكيفية تحول الصين من دولة كانت تصدر النفط في فترة ليست ببعيدة، إلى ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم، وأحد التبعات الاقتصادية والجيوسياسية لذلك هو ما ذكرته، وأعتقد أننا بوجه عام سنرقب تدفق المزيد من النفط من الشرق الأوسط إلى الشرق لا الغرب، لكون الشرق سوقا متنامية، ولسبب آخر، صادم جدا قد حدث، وهو ما لم يكن بالإمكان تفهمه قبل أربع سنوات من الآن، وهو نمو إنتاج النفط في نصف الكرة الأرضية الغربي..
هذه المسألة ترتبط بإنتاج النفط من المصادر غير التقليدية.. فقد ارتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط بمقدار الربع، وكذلك يشهد إنتاج كل من كندا والبرازيل ارتفاعا، لترى عالما تتاجر فيه دول نصف الكرة الغربية بين بعضها بعد خمسة أو عشرة أعوام بشكل متعاظم.. وأعتقد أن ما ذكرته في سؤالك، يتعلق بمزيد من التحول لمنتجي الشرق الأوسط نحو أسواق الشرق.
س: لنتحدث عن النفط والغاز المستخرجين من مصادر غير تقليدية وتقنياتهما.. الغاز الصخري أصبح أحد تلك الظواهر الجديدة التي تغير شكل أسواق الطاقة حاليا، إلا أن روسيا بعيدة عن هذه الظاهرة.. ما تعليقك؟
ج: لقد تطلب مرور نحو عقدين من الزمن لنصل إلى ظاهرة الغاز الصخري، والتي ربما تكون أكبر ابتكار جديد في مضمار الطاقة منذ بداية القرن الراهن.
لقد غير الغاز الصخري سوق الطاقة في الولايات المتحدة، التي كان من المفترض أن تصبح مستوردا كبيرا للغاز الطبيعي المسال من الشرق الأوسط وأستراليا وروسيا والآن فقد أمنت بفضل الغاز الصخري حاجاتها بشكل ذاتي، وبات الحديث في الولايات المتحدة يدور الآن حول تحولها إلى مصدر للغاز المسال.
وبالنسبة لروسيا فغالبا ما يقال عنها إنها "السعودية في إنتاج الغاز الطبيعي" لأنها تملك كميات ضخمة من الغاز الطبيعي التقليدي بما يجعل الغاز الصخري مسألة غير مؤاتية بالنسبة لروسيا.
علاوة على ذلك، هناك مصدر آخر غير تقليدي للطاقة ذي تأثير كبير على الأسواق، هو ما يطلق عليه اسم الـ TIGHT OIL وهو النفط المحصور بين صخور عديمة النفاذية.. وتستخدم في استخراجه تقنيات مشابهة لتقنيات الغاز الصخري.
لقد اعتقد الجميع أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط سيهبط لترتفع بالتالي وارداتها، إلا أن الولايات المتحدة الآن تزيد انتاجها بـ 25%.
أما في روسيا، فقد لاحظت أن كثير من النقاش يدور حول هذا النفط الجديد وذلك في إطار إمكانية العودة إلى الحقول النفطية في غرب سيبيريا الموضوعة قيد الاستثمار منذ فترات طويلة واستخدام التقنية الجديدة فيها.. لأن ذلك يسمح لروسيا بالحفاظ على معدلات الإنتاج النفطي وزيادتها ما يمثل هدفاً وطنياً للبلاد.
س: حسنا، هل وكيف سيكون شكل خارطة موارد الطاقة في العالم برأيكم بحلول عام 2030؟
ج: بداية، أعتقد أننا سنشهد كثير من المفاجآت التي لم يتوقع الناس حدوثها.. هذا أمر لا شك فيه.
ولكن فيما يتعلق بالأرقام، يبدو أن طلب العالم من الطاقة سيزيد بنحو 35% عن المستويات الراهنة.. موارد الطاقة المتجددة ستتنامى كثيرا، وكذلك النفط والغاز الطبيعي والفحم أيضا.. وأعتقد أن الفرق الكبير عندئذ سيتمثل برؤيتنا لتعاظم دور الغاز الطبيعي يكسب مزيدا من حصص السوق نظرا لتوفر كميات كبيرة منه وسنراه يستخدم بشكل أوسع في توليد الطاقة الكهربائية وحتى في مجال النقل إلى حد ما.