لافروف ينفي وجود اتفاق بين الدول الكبرى حول اقتراح عنان الخاص بالمرحلة الانتقالية في سورية
نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس 28 يونيو/حزيران أن تكون الأطراف التي ستشارك في مؤتمر جنيف الخاص بسورية يوم السبت القادم، قد اتفقت على مشاريع تحدد ملامح المرحلة الانتقالية في سورية.
نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس 28 يونيو/حزيران أن تكون الأطراف التي ستشارك في مؤتمر جنيف الخاص بسورية يوم السبت القادم، قد اتفقت على مشروع يحدد ملامح المرحلة الانتقالية في سورية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام في موسكو: "ليست هناك أية مشاريع متفق عليها، بل يتواصل العمل على وضع الوثيقة النهائية للمؤتمر". وأعاد الوزير الى الأذهان أن لقاء تحضيريا على مستوى الخبراء سيعقد في جنيف يوم الجمعة عشية المؤتمر الدولي الخاص بسورية.
وجاء تصريح لافروف تعليقا على ما نقل عن دبلوماسيين غربيين قالوا إن روسيا وقوى كبرى أخرى وافقت على الخطة التي وضعها الوسيط الأممي كوفي عنان للمرحلة الانتقالية في سورية.
وكان الدبلوماسيون قد قالوا إن خطة عنان تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أعضاء من الحكومة السورية الحالية وممثلين عن المعارضة، مع استبعاد بعض الشخصيات الذين قد تؤدي مشاركتهم في الحكومة الى تقويض عملها.
وقال لافروف: "من الواضح أن تجاوز الأزمة السورية ووضع قواعد تروق للجميع في سورية يتطلب مرحلة انتقالية. أما مضمون هذه المرحلة الانتقالية وآلياتها، فيجب أن يقره الشعب السوري في سياق الحوار الوطني بين الحكومة وكافة أطياف المعارضة".
لافروف: اجتماع جنيف يجب الا يقرر نتائج الحوار الوطني السوري مسبقا
شدد لافروف على أن فكرة مؤتمر جنيف الدولي الخاص بسورية تكمن في دعم خطة المبعوث الأممي العربي كوفي عنان لتسوية الأزمة السورية، مشيرا إلى أن المؤتمر يرمي الى خلق ظروف ملائمة لوقف العنف وإطلاق حوار وطني سوري وليس الى إقرار مضمون هذا الحوار.
وتابع الوزير الروسي أنه لا يجوز للاعبين الخارجيين أن يفرضوا على السوريين تعليماتهم، بل يجب عليهم أن يلتزموا بممارسة الضغط على كافة الأطراف السورية من أجل وقف العنف وانسحاب الوحدات المسلحة التابعة للطرفين من المراكز السكنية بشكل متزامن وتحت إشراف المراقبين الدوليين. كما شدد لافروف على ضرورة أن تتخلى المعارضة السورية عن مواقفها غير المهادنة وتجلس الى طاولة التفاوض مع الحكومة.
وأكد الوزير أن موسكو لن تؤيد، ولا يمكن أن تؤيد أي تدخل خارجي وفرض تعليمات من الخارج على السوريين. وتابع أن موسكو تنطلق من الموقف نفسه فيما يخص مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وقال لافروف أن مصير الأسد يجب أن يقرره السوريون أنفسهم في إطار الحوار الوطني.
لافروف: استثناء إيران من حضور مؤتمر جنيف كان خطأ
اعتبر وزير الخارجية الروسي أن قرار القائمين على تنظيم مؤتمر جنيف عدم توجيه دعوة الحضور إلى إيران كان خطأ.
وأكد لافروف أن روسيا ستشارك في مؤتمر جنيف بشأن سورية بغض النظر عن تشكيلة المشاركين فيه، لكنه وصف عدم قبول الولايات المتحدة بمشاركة إيران في المؤتمر بأنه تعبير عن سياسة المعايير المزدوجة، معيدا إلى الأذهان أن واشنطن سبق أن أقامت اتصالات مع طهران، عندما حاولت المساهمة في تهدئة الوضع في العراق.
وأشار لافروف إلى أن روسيا، عندما طرحت فكرة عقد مؤتمر دولي بشأن سورية، اقترحت أن يشارك فيه الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى جيران سورية والدول الرئيسية في المنطقة بينها إيران والسعودية. إلا أن كوفي عنان أعلن يوم الأربعاء أنه وجه دعوات لحضور الاجتماع الى تركيا والعراق والكويت وقطر والأمينين العامين للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، دون إشارة إلى إيران والسعودية.
وشدد لافروف على أن الحديث يدور عن وقف إراقة الدماء في سورية، ولذلك لا ينبغي استثناء أي من اللاعبين المؤثرين. وذكر أن الصيغة التي اقترحتها روسيا لمؤتمر جنيف مناسبة وفعالة، وهذا ما يميزها عن مؤتمرات مجموعة "أصدقاء سورية" التي تشارك فيها نحو 100 دولة، مشيرا إلى أن هذه الاجتماعات ترمي في الأساس إلى تحقيق أهداف دعائية.
لافروف: عواقب العدوان على سورية ستشكل كارثة أكبر مما حدث في ليبيا
أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن عواقب الأزمة الليبية التي تدخل فيها حلف الناتو مازالت قائمة وهي تظهر في الوضع في سورية وفي مالي. وذكر أنه إذا حدث عدوان ضد سورية، فإن عواقبه ستشكل كارثة أكبر مما حدث في ليبيا وستؤثر في عدد كبير من الدول.
وفي الوقت نفسه قال الوزير الروسي إنه لا يعتبر أن أيا من أعضاء الناتو يسعى لتكرار "المغامرة الليبية". وشدد على أن جميع سيناريوهات التدخل الخارجي في سورية غير مقبولة.
لافروف: حجب بث القنوات الفضائية السورية الرسمية من قبل بعض الدول غير مقبول
ذكر وزير الخارجية الروسي أن إقدام بعد الدول على حجب بث القنوات الفضائية السورية الرسمية ووسائل إعلام سورية أخرى غير مقبول.
وتطرق لافروف الى الاعتداء المسلح الذي استهدف يوم الأربعاء الماضي مقر قناة "الاخبارية" في ضواحي دمشق. وقال أنه لم يسمع أحدا من نظرائه الغربيين يطلق تصريحات لإدانة هذا الاعتداء.
ودعا الوزير الروسي الى ضمان حرية نشاط جميع وسائل الإعلام وأعرب عن أسفه لقرار بعض دول الاتحاد الأوروبي حجب بث عدد من وسائل الإعلام السورية وإقدام جامعة الدول العربية على حجب القوات الفضائية السورية الرسمية.
وزير الخارجية التونسي: مواقفنا حول سورية متقاربة الى حد كبير
من جانبه قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام إن هناك تقاربا بين مواقف تونس وروسيا، رغم وجود بعض الاختلافات في التقديرات.
وأشار الوزير الى أن الطرفين واثقان من ضرورة الاستجابة لتطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والكرامة وأهمية الإصلاحات العميقة والجذرية في سورية. وتابع أن البلدين يتفقان أيضا في رفض التدخلات الخارجية في الشؤون السورية، مضيفا أن مواقف روسيا وتونس متقاربة الى حد كبير.
وردا على سؤال حول الأنباء التي تحدثت عن وجود مقاتلين تونسيين في صفوف المعارضة المسلحة في سورية قال الوزير إنه إذا كان هذا صحيحا فان القيادة التونسية ليست سعيدة لذلك، ولا ترغب في أن ترى شبابا من تونس أو دول عربية أخرى متورطين في الشأن السوري.
وأضاف عبد السلام أن مشاركة مثل هذه المجموعات سواء في سورية أو في دول أخرى، ليس مفيدا بل مدمرا وكثيرا ما يكون مدخلا لحروب طائفية ودينية.
روسيا وتونس تؤيدان تسوية قضية البرنامج النووي الإيراني بالطرق السلمية
قال لافروف أن روسيا وتونس تتفقان حول ضرورة تسوية قضية البرنامج النووي الإيراني بطرق سلمية. وأضاف لافروف أن أي سيناريو عسكرية لحل القضية الإيرانية سيأتي بعواقب كارثية للمنطقة بأكملها.
روسيا وتونس توقعان اتفاقية لتسهيل نظام تأشيرات الدخول لمواطني البلدين
شهدت زيارة وزير الخارجية التونسي لموسكو التوقيع على اتفاقية حول إلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين التونسيين الذين يحملون جوازات سفر دبلوماسية وجوازات سفر خاصة بالمسؤولين.
وقال لافروف إن هذه الاتفاقية ستساهم في تعزيز علاقات الصداقة التقليدية بين روسيا وتونس.
كما اتفق وزيرا الخارجية الروسي والتونسي على تسريع العمل على توقيع اتفاقيات أخرى، بما فيها اتفاقية متعلقة بحماية الاستثمارات والتعاون في مجال السياحة.
وأعاد لافروف الى الأذهان أن اللجنة الروسية-التونسية المشتركة للتعاون الثنائي سجتمع بحلول نهاية العام الجاري لتحديد الآفاق الواعدة للتعامل بين البلدين.
المصدر: وكالات