تشاؤم روبيني يطال اقتصاد الولايات المتحدة والاقتصادات الصاعدة
تحدث الاقتصادي نورييل روبيني المعروف بـ "الدكتور تشاؤم" في الجزء الثاني من المقابلة الخاصة مع قناة "RT" (روسيا اليوم) الناطقة بالإنجليزية، عن مستقبل الاقتصادات الصاعدة وعن احتمال وقوع الاقتصاد الأمريكي في أزمة مشابهة لما يحدث في منطقة اليورو حاليا.
تحدث الاقتصادي نورييل روبيني المعروف بـ "الدكتور تشاؤم" في الجزء الثاني من المقابلة الخاصة مع قناة "RT" (روسيا اليوم) الناطقة بالإنجليزية، عن مستقبل الاقتصادات الصاعدة وعن احتمال وقوع الاقتصاد الأمريكي في أزمة مشابهة لما يحدث في منطقة اليورو حاليا.
إليكم النص الكامل للمقابلة
س- من ضمن المخاطر التي تتهدد الاقتصاد العالمي، يدرج البطء في تعافي الاقتصادات.. هل ترى فرصةً لظهور نمور اقتصادية جديدة على خارطة الاقتصاد العالمي، وما هو دور دول "بريكس" في المرحلة الراهنة؟
ج- كما تعلم فقد شكلت الاقتصادات الصاعدة خلال الفترة الأخيرة، قوة اقتصادية على مستوى العالم، ومن ضمنها دول مجموعة "البريكس" وغيرها من القوى الصاعدة مثل تركيا وإندونيسيا والمكسيك.. وما يثير القلق بشأن دول "بريكس" وغيرها من الاقتصادات الصاعدة هو تباطؤ نموها جميعا، ولو أن لدى كل منها أسبابا مختلفة لذلك.. فأنت تلحظ ذلك في الصين والهند وروسيا والبرازيل. ويعود ذلك في جانب منه إلى التباطؤ في أوروبا وأمريكا. وفي جانب آخر، فإن سبب التباطؤ يعود إلى تراجع كثير من تلك الدول عن طريق الإصلاحات باتجاه اعتماد نموذج للنمو يتعلق برأسمالية الدولة والإفراط في تدخل الدولة في الاقتصاد وتضخم دور المصارف والشركات العائدة للدولة ضمن الاقتصاد، علاوة على زيادة سياسات الحماية. ومع مرور الوقت فإن هذا سيفضي إلى نتائج سلبية من جهة تباطؤ النمو على الأمد البعيد، لذا فأنا قلق بشأن ذهاب "البريكس" في الاتجاه الخاطئ في الأعوام القليلة المقبلة وهذا خطر يجب علينا أخذه في الحسبان..
س- ماذا بشأن القوة الاقتصادية الأولى، الولايات المتحدة. لقد قلت في السابق إن نموها الاقتصادي قد يتباطأ العام المقبل إلى واحد أو واحد ونصف في المئة، هل تعتقد أن الولايات المتحدة علاوة على ذلك معرضة لخطر مشابه لما يحدث في منطقة اليورو حاليا؟
ج- حاليا لا أعتقد أنه ستحصل أزمة مالية في الولايات المتحدة مع أن عجز الموازنة الأمريكية والدين العام فيها يتعاظمان.. وأحد أسباب ذلك هو قدرة الولايات المتحدة على طباعة العملة لتمويل عجزها وما يود المصرف المركزي الأوروبي فعله.. هناك سبب آخر يكمن في أن الدولار الأمريكي ما يزال عملة احتياط عالمية، لذا فالطلب الخارجي عليه من جانب الصين وسائر الأسواق الصاعدة يمول العجز المالي الأمريكي الكبير، وكذلك أيضاً يمول عجز الحساب الجاري الضخم للولايات المتحدة.. وفي الظروف الراهنة لا تستطيع أي دولة الاسترخاء، فمع مرور الوقت إن لم تتعامل الولايات المتحدة مع مشكلاتها المالية ولم ترتق بتنافسيتها في الأسواق الخارجية يمكن أن تواجه مشكلة توقف تدفق رؤوس الأموال إليها بشكل مفاجئ وبالتالي يمكن أن تحدث زوبعة مالية في الولايات المتحدة.. لذلك وبغض النظر إلام ستفضي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن إطلاق خطة للتعامل مع عجزها المالي هو جزء مما على الولايات المتحدة فعله لتتجنب خطر حدوث شيء سيء.. ولكن هذا قد يحدث في الولايات المتحدة بعد أن يحصل في الدول الأخرى، ولكنه سيحدث في الولايات المتحدة في نهاية المطاف..
س- هل تتوقع أن يحافظ الدولار الأمريكي على دوره كعملة احتياط عالمية؟ وما هي توقعاتك بشأن قيمة الدولار مقابل اليورو.. العام الماضي طرحنا عليك نفس السؤال وقد أجبت بأنك لن تراهن بأموالك على اليورو.
ج- هناك استياء لدى الناس بشأن دور الدولار الأمريكي كعملة احتياط عالمية رئيسية، ولكن المشكلة تكمن في غياب بديل جيد للدولار.. اليورو؟ قد لا يكون هناك يورو في المستقبل.. الجنيه الإسترليني أو الين الياباني، ضعيفان أيضاً لأسباب أخرى.. أما عملات الاقتصادات الناشئة، فيجب أن يجري إصلاح تلك الاقتصادات وتحرير حسابات حركة رأس المال وقيمة العملات وأسواق رأس المال المحلية لتلك البلدان قبل أن يصبح الروبل الروسي أو اليوان الصيني أو الريال البرازيلي عملة احتياط عالمية رئيسية.. الذهب بدوره لن يكون أبداً عملة احتياط عالمية، وكذلك حقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي الـ SDR التي لا تمثل سوى سلة من العملات وحتى ولو أضيف عدد من عملات الاقتصادات الناشئة إلى تلك السلة، فإن الـ SDR ستبقى مع ذلك مجرد وحدة للحساب فقط.. لذا فهناك عدم رضى عام عن الدولار الأمريكي نظراً لعجز الموازنة والحساب الجاري للولايات المتحدة.