خبير روسي: الدرع الصاروخية في أوروبا تهدد أمن روسيا
اعتبر الخبير في شؤون السياسة الخارجية ايغور خاخلوف أن حضور رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف اجتماع الدول الثماني الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية سيكون فعالا. وكان الكرملين أكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يشارك في القمة لانشغاله بتشكيل الحكومة الجديدة.
اعتبر الخبير في شؤون السياسة الخارجية ايغور خاخلوف أن حضور رئيس الوزراء دميتري مدفيديف اجتماع الدول الثماني الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية سيكون فعالا. وكان الكرملين أكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يشارك في القمة لانشغاله بتشكيل الحكومة الجديدة.
وفي مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، أشار الخبير السياسي إلى أن روسيا لا ترغب بتأزيم علاقاتها مع الغرب، مشددا على أن نشر منظومة الدرع الصاروخية يعتبر تهديدا مباشرا لأمن روسيا.
س: اعلن الكرملين عدم حضور الرئيس بوتين قمة الثماني في الولايات المتحدة، وهناك جدل واسع في وسائل الاعلام حول اسباب عدم مشاركته. هل عدم مشاركته هو رد روسيا على أزمة الدرع الصاروخية مع الولايات المتحدة؟
ج - روسيا تؤكد انها مستعدة للتعاون في المجال الاقتصادي مع الولايات المتحدة والغرب، ولكنها في نفس الوقت لا تؤيد البرامج الامريكية، وتحديدا ما يتعلق بنشر منظومة الدرع الصاروخية. والرئيس بوتين كان واضحا من خلال خطواته السياسية. فمن جهة اوضح ان روسيا لا تريد ان تتأزم علاقاتها مع الغرب سياسيا واقتصاديا، ولكن يجب ان يُسمع صوت روسيا لان نشر منظومة الدرع الصاروخية هو تهديد مباشر لامن روسيا، علما ان لدى روسيا الامكانيات اللازمة للرد على نشر الدرع الصاروخية في اوروبا، فلدى موسكو صواريخ حديثة من طراز "اسكندر" ، وهي صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، ما يعني ان لديها القدرة على ضرب تلك المنظومة.
ولكن بالطبع ان خطوات كهذه ستأزم العلاقات مع اوروبا، وروسيا لا تريد ذلك، بل تريد ان تكون لديها علاقات مميزة مع كافة الدول الاوروبية في جميع المجالات، وهذا ما طرحه دميتري مدفيديف في العلاقة مع اوروبا. اما فكرة العودة الى الحرب الباردة فهي امر غير وارد، وحضور رئيس الوزراء دميتري مدفيديف سيكون فعالا في اجتماع الثماني الكبرى.
س: باعتقادكم هل هذا سيؤثر على علاقة روسيا مع الغرب؟
ج - السياسة ليست البحث عن منافع مرحلية كتغيير نظام هنا او هناك او الحصول على عقد هنا او هناك، لان روسيا ملتزمة بالقوانين الدولية. والسياسة عموما هي مسالة مبادىء، والسياسة الخارجية لا تبنى الا على مبادىء اخلاقية وقانونية. ومن هذا المنطلق فان روسيا تدافع عن القوانين الدولية المتعارف عليها، ولكن الغرب يحاول تبديل الادوار والتلاعب والبحث عن منافع وامكانيات مرحلية، وهذا ما سيؤدي الى ازمات وكوارث. يكفي ان نتذكر الوضع السياسي عشية الحرب العالمية الثانية والاحتقان الذي ساد العالم حينها، وما نراه اليوم في بعض الدول العربية.
واذا ما نظرنا الى سياسات الولايات المتحدة في سورية وفي دول عربية اخرى فان ذلك لا يصب في مصالحها. فكما نعرف ان اللوبي الصهيوني لديه تاثير كبير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية، لذلك غالبا ما نرى ان الادارة الامريكية لا تذهب بالاتجاه الذي يصب في مصالحها فقط ، بل ما يصب ايضا في مصالح اسرائيل. لذلك اعتقد ان السياسة الخارجية الروسية هي سياسة حكيمة وتأتي بما يتناسب مع القوانين الدولية، لان انتهاك منظومة القوانين الدولية في هذه الظروف هو امر خطير جدا.