"صرخة" النرويجي مونك تحتل موقع "عارية" بيكاسو كأغلى قطعة فنية مقابل 120 مليون دولار
اقتنى ثري مجهول لوحة الرسام التعبيري النرويجي إدوارد مونك "الصرخة" في مزاد علني أقامته دار "سوثبي" في نيويورك ، مقابل 119 مليون و992,5 ألف دولار، مما وضع هذه اللوحة التي أبدعها مونك على عرش اللوحات الأغلى في العالم حتى الآن.
اقتنى ثري مجهول لوحة الرسام التعبيري النرويجي إدوارد مونك "الصرخة" في مزاد علني أقامته دار "سوثبي" في نيويورك ، مقابل 119 مليون و992,5 ألف دولار، مما وضع هذه اللوحة التي أبدعها مونك وصمم حتى إطارها الخشبي في عام 1895 على عرش اللوحات الأغلى في العالم حتى الآن.
وبإطلاق "الصرخة" من بين جدرانها كأغلى قطعة فنية في التاريخ سجلت دار المزاد الأمريكية الشهيرة اسمها في التاريخ للمرة الثانية، بعد ان نظمت مزاد في 2010 لبيع لوحة "عارية وأوراق خضراء وتمثال نصفي" المرسومة في عام 1932 بريشة الفنان الإسباني بابلو بيكاسو، حين بيعت اللوحة مقابل 106,5 مليون دولار. الجدير بالذكر ان "الصرخة" هي ثالث قطعة فنية يتخطى سعرها حاجز الـ 100 مليون دولار، وذلك الى جانب إحدى منحوتات المصور والرسام السويسري ألبيرتو جاكموتي.
لم يُفصح المشرفون على المزاد عن السعر البدائي للوحة، لكنهم أعلنوا منذ البداية انه يجب للراغب باقتنائها ان يتخلى عن ثروة تفوق 100 مليون دولار. تم بيع اللوحة لصالح الملياردير النرويجي بيتر أوليسن، نجل الثري توماس أوليسن جار الفنان إدوارد مونك الذي كان يتولى رعايته، والذي اشترى "صرخته" منه.
تعتبر هذه اللوحة نسخة رابعة عن 3 لوحات سُرقت مراراً من متاحف المملكة الاسكندنانفية حيث يتم عرضها، لكنها كانت دائماً تُسترد دون ان يتلاعب أو يعبث بها اللصوص.
وكان إدوارد مونك قد روى أسباب رسمه لهذه اللوحة اذ قال "كنت أتنزه مع أصدقائي في ساعة الغروب. اكتست السماء بلون أحمر كالدم وألسنة اللهب كانت تخترق المدينة والوادي الخلالي. تخلفت قليلاً عن أصدقائي وشعرت برعشة خوف سرت في جسدي .. لقد سمعت صرخة الطبيعة."
من جانبه يعتبر ديفيد نورمان، المدير المساعد وأحد أعضاء مجلس إدارة "سوثبي" ان "الصرخة موجهة للاوعي الجماعي بغض النظر عن انتماءك الديني وعن سنك، لابد وان ينتباك الشعور بالرهبة الوجودية، في قرن العنف والتدمير الذاتي حيث يصارع كل إنسان على حدة من أجل البقاء على قيد الحياة. ويرى نورمان في "صرخة" مونك تنبؤاً بالقرن العشرين بكل ما حمله من مآسي تمثلت بحربين عالميتين والهولوكوست والكوارث الطبيعية والسلاح النووي.
اهتمام الرسام النرويجي بمسألة الحياة والموت هو انعكاس لحالة الكآبة الشديدة التي عاشها مونك، ومعاناته بسبب وفاة شقيقته. وكتب الفنان عن نفسه "المرض والجنون والموت كانت بمثابة ملائكة سوداء اللون تحرسني منذ كنت في المهد وظلت ترافقني طيلة حياتي"، وهو ما جسده مونك في أعماله المجبولة بالمعاناة.
اعتبرت ألمانيا النازية أعمال إدوارد مونك "مجرد سخافات". نجح نوماس أوليسن بشراء لوحات صديقه مما مكنه من الحفاظ عليها. وتزمع عائلة أوليسن تخصيص الأموال التي حصلت عليها مقابل اللوحة لإجراء إصلاحات على متحف مونك وتشييد مركز فني وفندق، ولافتتاح نصب تذكاري تخليداً لذكرى الفنان النرويجي إدوارد مونك، تزامناً مع حلول الذكرى الـ 150 لمولد الفنان التعبيري الشهير.