محلل سياسي ايراني: الغرب ليس مستعدا لأن يقبل بإيران دولة اقليمية قوية
اعتبر استاذ العلوم السياسية في جامعة طهران فؤاد ايزدي في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" أن الغرب يريد تهدئة الوضع مع إيران من أجل خفض سعر النفط ..كما يسعى الى التقليل من حدة اللهجة العسكرية ووقف الحديث عن خيار الحرب مع إيران لان ذلك يضر بمصالحه في المنطقة، ولكن الغرب ليس مستعدا لأن يقبل بإيران دولة اقليمية قوية.
اعتبر استاذ العلوم السياسية في جامعة طهران فؤاد ايزدي في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" أن الغرب يريد تهدئة الوضع مع إيران من أجل خفض سعر النفط ..كما يسعى الى التقليل من حدة اللهجة العسكرية ووقف الحديث عن خيار الحرب مع إيران لان ذلك يضر بمصالحه في المنطقة، ولكن الغرب ليس مستعدا لأن يقبل بإيران دولة اقليمية قوية.
س ـ ماذا يريد الغرب ان يرسل من اشارة الى ايران من خلال حديثه عن تعليق العقوبات المفروضة على ايران؟
ج ـ في حقيقة الامر انه بعد 8 سنوات من التوتر بين ايران والغرب بدأ الغربيون يقتنعون ان برنامج ايران النووي بالفعل لم ينحرف عن طريقه السلمي كما تؤكد طهران. حتى اجهزة الاستخبارات الغربية كلها لم تستطع التوصل الى اي دليل يشير الى ان ايران تنوي صنع سلاح نووي. لذلك بدأ الاوروبيون يعون بان عليهم ان يتعاملوا بعقلانية مع ايران من اجل تخفيف حدة التوتر ومنع انقياد الوضع الى مواجهة عسكرية هم في غنى عنها. اعتقد ان تفكير الاوربيين الآن في تعليق العقوبات المفروضة على ايران يعود لثلاثة اسباب:
الاول هو ارتفاع اسعار الوقود في اوروبا الذي يزيد من شدة الازمة الاقتصادية ، وذلك جراء العقوبات على ايران التي ادت الى ارتفاع اسعار النفط نتيجة تصاعد اللهجة العسكرية بين ايران والغرب.
والسبب الثاني يعود الى ازدياد قوة الموقف الايراني في تخاطبه مع الغرب والانجازات النووية التي حققها على مستوى رفع نسبة التخصيب الى 20% وزيادة اجهزة الطرد المركزي لديها كما ونوعا.
والسبب الثالث يعود الى التغيرات والتطورات الحساسة في المنطقة التي ادت الى تغيير المعادلة بعد سقوط بعض الأنظمة وظهور انظمة سياسية جديدة. لذلك اعتقد ان الغرب يريد تهدئة الوضع من اجل تخفيض سعر النفط والتقليل من حدة اللهجة العسكرية ووقف الحديث عن خيار الحرب مع ايران لان ذلك يضر بمصالح الغرب في المنطقة.
س ـ تقول ايران انه اذا اوقف الغرب عقوباته ضدها يمكن التوصل الى اتفاق حول ملفها النووي في مفاوضات بغداد. الآن ماذا يمكن ان تقدمه ايران للغرب مقابل وقف العقوبات ؟
ج ـ الشيء الذي يمكن ان تقدمه ايران مقابل رفع العقوبات عنها هو وقفها لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وايران مستعدة لذلك لانها منذ البداية لم تكن تريد ان ترفع نسبة التخصيب لديها الى عشرين في المئة، بل الغرب هو الذي دفعها الى ذلك بعدما رفض الاتفاق الثلاثي بين ايران وتركيا والبرازيل لتزويد طهران باليورانيوم المخصب مقابل وقفها للتخصيب. لذلك دخلت ايران مرحلة اعلى في التخصيب وهي 20% ، ومن خلالها بدأت تضغط على الغرب وترفع من سقف مطالبها وتعزيزها ايضا، والان ما حصل هو ان الغرب مستعد لرفع العقوبات مقابل وقف ايران للتخصيب بنسبة عشرين في المئة وتزويدها بالكميات اللازمة من اليورانيوم المخصب. لكن اذا لم يتفق الجانبان فلا اعتقد ان ايران ستوقف التخصيب وربما يدخل التوتر في مرحلة اسوأ.
س ـ وفي ظل الظروف كهذه، الى اين يمكن ان تسير، حسب رأيك، الامور بين ايران والغرب؟
ج ـ اعتقد ان المشكلة الاصلية بين ايران والغرب قد لا تحل بهذه السرعة. وهذا الامر سيأخذ وقتا طويلا، لان الغرب ليس مستعدا لأن يقبل بإيران دولة اقليمية قوية. وما دام هذا الاعتقاد لدى الغرب سيستمر التوتر بين الطرفين. لكني اعتقد انه من مبدأ العقلانية والواقعية الذي يحكم واقع التعامل بين الدول فإن الغرب سيصل الى مرحلة يقبل فيها ايران كدولة قوية وسيتعامل معها بوجود النظام الاسلامي الحاكم هنا، واستبعد ان يبدأ مثل هذا التعامل في وقت قريب.