خبير اقتصادي: دول "بريكس" مرشحة لتكون أكبر مجموعة اقتصادية بحلول 2014
قال فياتشيسلاف بيفوفاروف الشريك الاداري في مجموعة "التيرا كابيتال" الاستثمارية، المستشار السابق لوزير التنمية الاقتصادية الروسي في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" ان دول مجموعة "بريكس" مرشحة لتكون أكبر مجموعة اقتصادية في العالم بحلول عام 2014 ، حسب توقعاته.
اجرت قناة "روسيا اليوم" مقابلة مع فياتشيسلاف بيفوفاروف الشريك الاداري في مجموعة "التيرا كابيتال" الاستثمارية، المستشار السابق لوزير التنمية الاقتصادية الروسي. وقد جاء في المقابلة ما يلي:
- ما مدى اهتمامكم بسوق الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وما هي انعكاسات "الربيع العربي" على المناخ الاستثماري في المنطقة؟
- انها منطقة ذات وتائر نمو سريعة. اما فيما يخص الاضطرابات السياسية السائدة فيها، فان المستثمرين فعلا يفضلون مناخا قابلا للتنبؤ. لذا اعتقد ان المستثمرين سوف يتخذون موقف الانتظار قبل ان يقرروا بشأن الاستثمار في المنطقة. وتهمنا سوق دول الخليج من ناحية اقامة الشراكة مع كبريات الصناديق فيها. وخلال جولتنا في دول الخليج التقينا مع رؤساء كبريات الصناديق السيادية في كل من الكويت وسلطنة عمان وابوظبي. واظهر معظمها الرغبة في الاستثمار وادارة اعمال مشتركة في روسيا. واقتراحاتها قيد النقاش.
- برأيكم ما الذي يعيق الانسياب الطبيعي للاستثمارات العربية إلى روسيا؟
- يتطلب جذب الاستثمارات وقتا وجهدا واتصالات منتظمة. اذا كانت هناك ساحات فعالة توفر الاتصال على اعلى مستوى بين روسيا من جهة والولايات المتحدة واوروبا من جهة اخرى ، فان نمط الاتصالات واللقاءات على نفس المستوى ما بين الاوساط الاقتصادية الروسية والعربية أخف بشكل ملحوظ.
- ما هي أهم اتجاهات حركة الاستثمارات العالمية في الوقت الحاضر، واين موضع روسيا على هذه الخارطة؟
- في الآونة الأخيرة، أصبحت الأسواق أكثر تقلبا، وذلك بسبب تضارب بيانات الاقتصاد الكلي الاتية من أوروبا وأمريكا والصين. الوضع الجيوسياسي غير قابل للتنبؤ بسبب أحداث سورية والملف الايراني. وفي مثل هذه الاوضاع يبحث المستثمرون عن موضع استثمار فعال، كصناديق التحوط والاسواق الواعدة بالاستمرار.
- عانت روسيا من هجرة رؤوس الاموال في العام الماضي بقيمة تجاوزت 84 مليار دولار. ما العمل لاصلاح المناخ الاستثماري في البلاد نحو الافضل؟ ما تنبؤاتكم بهذا الشأن للعام الجاري؟
- من اجل الحفاظ على رأس المال في روسيا، والاهم من ذلك، من اجل جذبها الى السوق الروسية، يجب انشاء مؤسسات من شأنها دعم مصالح المستثمرين سواء أكانوا أجانب او محليين. علاوة على ذلك فإن الامر يتطلب سلسلة من الاصلاحات المؤسساتية التي من شأنها تيسير نظام العمل للشركات في البلاد.
وفيما يخص هجرة الاموال، اود الاشارة الى ان روسيا لديها عدد كبير من الشركات المسجلة في الخارج، ما يعرف باسم اوفشور. وعندما تحصل هذه الشركات على الاموال يبدو الامر وكانه تدفق رأس مال خارج روسيا. ومع ذلك فان خروج رؤوس الاموال شكل 1.5% من الناتج المحلي الجمالي في العام الماضي، ما يختلف بشكل ايجابي عن عام 2008، حيث شكل هذا المؤشر 5% في ذلك العام.
- في منتدى جدة الاقتصادي الثاني عشر توقعتم ان تصبح مجموعة الاقتصادات الناشئة ضمن مجموعة "بريكس" التي تضم البرازيل والهند والصين وروسيا وجنوب افريقيا أكبر مجموعة اقتصادية بحلول عام 2014. ما الذي يدفعكم لتوقع ذلك؟
- في بداية القرن الحالي كانت حصة مجموعة دول "بريك" في نمو الاقتصاد العالمي بحدود 10%. في فترة ما بين عام 2000 و2010 ازداد هذا المؤشر إلى ما يقارب الثلث، بل ونتوقع ان يزداد حتى 40%.
وهذا التيار مدعوم بعوامل هيكلية. وهي الوضع الديموغرافي في الهند حيث يتوقع ان ينمو عدد السكان في سن العمل بـ 20% بحلول عام 2020، وفي الصين يقاد النمو بعمليات التمدن التي لها آثار مضاعفة على الاقتصاد الصيني بل والعالمي.وفي روسيا نمت انتاجية العمل بخمسة اضعاف في غضون العقد الماضي. وتحفزها اليوم عمليات الخصخصة.
ودعونا ننظر الى اسعار الفائدة للبنوك المركزية حيث بقيت مرتفعة بالنسبة لمعدلات التضخم، مما يترك مجالا للمناورة. ففرص خفضها ما زالت موجودة عند الضرورة. بكلام اخر فان أدوات السياسة النقدية والمالية في دول "بريكس" لم تستنفد بعد، عكس ما هو شأن الاقتصادات المتقدمة التي استنفدت هذه الآلية خلال الازمة بالكامل.