مهرجان روح النار- ساحة لإظهار مواهب الفنانين الشباب
احتل مهرجان "روح النار" في مدينة خانتي مانسييسك الروسية مكانة بارزة في عالم السينما. وعلى هامش المهرجان أجرى فريق روسيا اليوم حوارا مع الناقد السينمائي أندريه بلاخوف حول أهمية المهرجان ودور المخرجين الناشئين في تطوير السينما الروسية الحديثة.
احتل مهرجان "روح النار" في مدينة خانتي مانسييسك الروسية مكانة بارزة في عالم السينما. وعلى هامش المهرجان أجرى فريق روسيا اليوم حوارا مع الناقد السينمائي أندريه بلاخوف حول أهمية المهرجان ودور المخرجين الناشئين في تطوير السينما الروسية الحديثة.
فترة عشر سنوات ليست كبيرة في تطوير السينما الروسية، مع ذلك استطاع المهرجان وفي تلك الفترة الحصول على شهرة واسعة وإثبات حضوره في العالم. ما هو التقدم الذي حصل في عمله؟
- حصلت تغيرات كثيرة شملت السينما أولا. ونحن نشاهد تغيرات أكثر عمقا وبخاصة فيما يتعلق بمضمون الأفلام والفكر الداخلي للكتاب الذين ينقلون لنا صورة العالم من حولنا عبر الافلام السينمائية. وثانيا، نلاحظ ان جيل المشاهدين قد تغير ايضا وأصبح من الجيل الشاب بمن في ذلك المشاهدون في خانتي مانسييسك حيث ينظم المهرجان. فعندما جئنا الى هنا لأول مرة، شعرنا أن الجمهور في هذه المنطقة منقطع تقريبا عن عالم السينما. واما نماذج سينما المؤلف ذات الجـودة العالية التي جلبناها الى هنا فهم بكل بساطة لم يفهموها. لان الناس اعتادوا مشاهدة منتجات هوليوود العادية. ولكنهم الان يتذوقون طعم فن السينما الحديثة.
ما هو الهدف من تنظيم المهرجان في مدينة خانتي مانسييسك؟ ولماذا في هذه المنطقة بالتحديد؟
- لأن البِـنية التحتية هنا ممتازة ومتطورة جدا، والحياةَ الثقافية نشطة بما فيه الكفاية، وتقام في هذهالمدينة مباريات رياضية على المستوى العالمي. هذا بالطبع إضافة إلى توافق ملائم للظروف. أردنا ان يكون هذا الحدث مثيرا لاهتمام هذه المدينة، ومهمًا بالنسبة للسينما الروسية. الناس الآن وخصوصا الجيل الشاب الذي بدأ خطواته الأولى في هذه المهنة بحاجة إلى التواصل فيما بين أفراده وكذلك مع الجيل الأكبر سنا. وهذا هو المكان المثالي لذلك، ومن هنا ظهرت فكرة اقامة هذا المهرجان، وكان من المقرر في بادئ الأمر ان يكون دوليا حتى يتعرف مخرجونا على السينما العالمية. وهذا بالطبع مهم جدا لأنه بخلاف ذلك سنتأخر كثيراوسننقطع عن العالم.
ما الذي يميز مهرجان روح النار عن المهرجانات الأخرى؟
- الموضوع الرئيس للمهرجان هو سينما الشباب بغض النظر عن صانعيها. الشيء الأهم هو ان تكون موهوبة وساطعة بالشباب الذين يريدون المساهمة بشىء ما وأن يقولوا كلمتهم فيها. والطبع ما نريده جميعا هو ان يؤثر ذلك على سينما الشباب الروسية ويشجعَ تطويرها.
من هم المشاركون الأجانب في هذا المهرجان الذين يتنافسون في المسابقة الدولية؟ وما سبب حرصهم على المشاركة في فعالياته؟
اكتسبت خانتي مانسييسك على مر السنين سمعة طيبة ليس فقط كساحة لعرض افلام الشباب بل وبمنحهم منصة للانطلاق، وهذا أيضا يهيئ جوا مريحا للغاية وبيئة مناسبة للتواصل. كما ان لدينا جوائزَ نقديةً صغيرة تمثل دعما جيدا للمخرجين المبتدئين، ولكن ذلك ليس الشيء الرئيس الذي يجذبهم. وأعتقد أن الأجانب الذين يأتون إلى هنا لا يندمون على ذلك بل إن البعض منهم يرجعون الى هنا اكثر من مرة وبكل سرور.
هناك آراء بأن الحركة الثقافية تنتشر ليس فقط في المدن الكبيرة بل أصبحت تنتشر في مناطق وأنحاء روسيا المختلفة. هل هذا المهرجان مثال على ذلك؟
أنا أتابع دائما نشاط المهرجانات في روسيا، وعندما ظهر مهرجانُ روح النار كانت المهرجانات قليلة جدا. والآن ظهر مهرجان في فلاديفوستوك كما ظهر مؤخرا مهرجان آخر في مدينة فولوغدا وهو أيضا مهرجان لسينما الشباب، ولكن ذلك لا يخيفنا. وبمعنىً آخرَ هو منافسنا ولكن المنافسة على هذه المساحة الشاسعة لروسيا غير قائمة. بلدنا كبير جدا ولدينا جمهور واسع في جميع المناطق. ولذلك فإن كثرة هذه المهرجانات وتزايد فرص إظهار نماذج السينما العالمية أمر حسن.
مشروعك أيفوريا او الغِبطة يسعى لترويج الثقافة ولا سيما في المجال السينمائي. ما هو الهدف الرئيس لهذا المشروع؟
ابتكرنا فكرة برنامج "إيفوريا" أو "الغِبطة" مع المنتج السينمائي سيرغي سيتش منذ نحو عشَرة أعوام في موسكو ولا نزال نواصل العمل عليه طَـوال هذه السنوات. ونقوم بتنظيم مثل هذه المهرجانات المصغرة بشكل اعتيادي ثلاث مرات في موسكو خلال فصول الربيع والشتاء والخريف من كل عام، اما في الصيف فنقيمها في مدينة سوتشي خلال مهرجان كينوتافر ونحاول دائما اظهار المغزى الحقيقي للافلام الروائية الوثائقية من انتاج السينما الأجنبية أو الروسية، من أجل ايجاد جمهور لهذا النوع من الأفلام. يقلقني كثيرا الاستغلال التجاري للافلام السينمائية التي تعتمد على الدعم الإعلاني التي تَقصُر اذواق الجمهور على جانب واحد. أنا لست ضد السينما التجارية ولكنني مع فكرة ان تكون هناك إمكانية لمشاهدة الأفلام الأخرى. وخلال مهرجان هذا العام مثلا نقوم بعرض افلام عديدة من بينها "منتصف الليل في باريس" لـوودي ألين و"يلينا" لـأندريه زفياغينتسوف، وفيلم "ميلانكوليا" لـلارس فون تريير، وهي روائع سينما المؤلف لهذا العام. وإذا كان الجمهور قد نظر الى ذلك سابقا بتوجس فالآن هناك عرض وطلب على هذا النوع من السينما.