موسكو وصوفيا توقعان اتفاقا لتشييد انبوب الغاز "السيل الجنوبي" عبر بلغاريا
وقعت روسيا وبلغاريا يوم السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني اتفاقية تأسيس شركة مشتركة لمد انبوب الغاز "السيل الجنوبي" عبر الاراضي البلغارية. وستحصل صوفيا لقاء مد الخط فوق اراضيها على 2،5 مليار يورو. من جانب آخر اقترب الجانبان الروسي والبلغاري من اتفاقية لاستئناف العمل في المشروع المشترك لبناء المحطة الكهروذرية "بيليني".
اعلن رئيس الحكومة الروسية فلاديمر بوتين عن امكانية ضم مشاركين آخرين الى مشروع انشاء انبوب الغاز "السيل الجنوبي" الذي تتعاون فيه مع شركة "غازبروم" الروسية شركة "Eni" الايطالية، ويتم التباحث الآن حول انضمام شركة " EDF" الفرنسية.
وقال بوتين اثناء مؤتمر صحفي في صوفيا يوم السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني "اريد التشديد على الاهمية الكبرى لانبوب الغاز "السيل الجنوبي" الذي يملك مساحة تشمل كافة اوروبا. وقد انضمت شركات في دول اوروبية كبرى كفرنسا وايطاليا الى مشروع بنائه، كما لدينا عروض من شركائنا الآخرين في غرب اوروبا".
وفي وقت سابق ذكر ان شركة "BASF/Wintershall" الالمانية قد تنضم كذلك الى المشروع.
وقال بوتين معلقا على توقيع اتفاقية بين "غازبروم" الروسية و"الشركة البلغارية للطاقة" يوم السبت حول تأسيس شركة مشتركة لبناء انبوب الغاز "السيل الجنوبي" المار عبر الاراضي البلغارية، قال انه" بهذا تم قطع خطوة مهمة جديدة في تنفيذ الاتفاقية الثنائية".
واكد ان المشاريع المشتركة الكبرى، بما فيها في قطاع الطاقة، تهدف الى المساعدة على الاستئناف السريع للعلاقات الاقتصادية بين البلدين. واشار بوتين الى ان بلغاريا ستحصل على 2،5 مليار يورو لقاء مد انبوب "السيل الجنوبي" عبر اراضيها ، مذكرا بان بلغاريا تقبض اليوم من الجانب الروسي لقاء مرور كميات غير كبيرة من الغاز الى الدول الاخرى حوالي 600 مليون يورو سنويا . وقال "اذا نفذنا المشروع فان بلغاريا ستحصل على 2،5 مليار يورو فقط لقاء مد الانبوب عبرها".
كما اعلن رئيس الحكومة الروسية للصحفيين عن تخطيط شركة "لوك اويل" الروسية للنفط لتوظيف من 1،5 الى 2 مليار دولار في تطويرمعملها لتكرير النفط في بلغاريا، اذ استثمرت الشركة حتى الآن في المعمل مليار دولار.
يذكر ان شركة "لوك اويل نيفتوخيم بورغاس" تعمل في هذا المعمل ضمن مجموعة "لوك اويل" منذ اوكتوبر 1999 وتملك مجمعات بيتروكيميائية ولتكرير النفط ومعمل بوليمير. وتبعد هذه المجمعات 15 كلم عن ميناء بورغاس البلغاري الواقع على البحر الاسود. وتم تشييدها وفق مشروع روسي حيث بدأت العمل منذ عام 1964. وتبلغ طاقة منشأة تكرير النفط 8،8 مليون طن في العام الواحد.
هذا ووقعت روسيا وبلغاريا يوم السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني اتفاقية تأسيس شركة مشتركة لبناء انبوب الغاز "السيل الجنوبي"، اذ وقع على وثيقة الاتفاقية من الجانب الروسي مدير شركة "غازبروم" اليكسي ميللر ومن الجانب البلغاري المديرة التنفيذية لـ "الشركة البلغارية للطاقة" مايا خريستوفا.
يذكر ان الاتفاق على انضمام بلغاريا الى لمشروع السيل الجنوبي تم في 24 يونيو/حزيران من عام 2007 اثناء لقاء الرئيس الروسي آنذاك فلادييمر بوتين بنظيره البلغاري غيورغي بيرفانوف على هامش قمة البقان للطاقة في زغرب، حيث تم التوقيع على اتفاقية تعاون في عملية بناء الانبوب بتاريخ 18 يناير/كانون الثاني عام 2008.
وفي 21 اكتوبر الماضي، واثناء مكالمة هاتفية بين رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين ونظيره البلغاري بويكو بوريسوف تم التوصل الى اتفاق ينص على حل كافة المسائل العالقة حول مشروع "السيل الجنوبي" حتى نهاية العام الجاري بما فيها تأسيس الشركة المشتركة وبدء العمل في المشروع.
الجانبان يقتربان من اتفاقية لاستئناف العمل في المشروع المشترك لبناء محطة كهروذرية في بلغاريا
من جانب آخر توصل الجانبان الروسي والبلغاري الى النظر في استئناف العمل في المشروع المشترك لبناء المحطة الكهروذرية "بيليني". وقال بوتين في اعقاب محادثاته مع نظيره البلغاري بويكو بوريسوف السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني "لقد اشترطنا انه ستتم المصادقة على الاعمال التقنية للمحطة حتى نهاية العام الجاري. كما اننا نحترم ونتفهم موقف رئيس الحكومة البلغارية المصر على ان يصبح هذا المشرع اوروبيا. ونحن مستعدون الى دعوة شركائنا في الدول الاوروبية الى عملنا المشترك ونقوم باجراء محادثات حول هذا الامر ".
واثار بوتين الانتباه الى ان المشروع "كبير وذو احتياجات مالية كبيرة، الا ان الجانب الروسي مستعد لتنفيذه وفق نظام مريح باكبر قدر ممكن لشركائنا البلغار، اي بتقديم القروض الضرورية والمعدات اللازمة ودعوة الشركات المحلية للمشاركة في الاعمال العامة ما سيشكل حوالي 25-30% من حجم التمويل العام في اطار استخدام شركات اجنبية اوروبية اخرى تمتلك خبرات واسعة في مجالات نقل الوقود ومن ثم التخلص من الوقود النووي المستخدم".
واوضح بوتين "بالطبع سنبقى على حوار مع شركائنا لبحث جميع التفاصيل التي سيعتبر الجانب البلغاري انه من الضروري اعادة دراستها".
يذكر ان توقيع اتفاقية بناء محطة "بيليني" الكهروذرية تم من قبل الحكومة السوفيتية والبلغارية عام 1984، وبدأ البناء عام 1987 الا انه في ابريل/نيسان من عام 1991 تسببت التغييرات السياسية والاقتصادية في بلغاريا بايقاف اعمال بناء المحطة.
وفي عام 2004 قررت الحكومة البلغارية استئناف العمل في المشروع، حيث ربحت في عام 2006 الشركة الروسية "اتوم ستروي اكسبورت" مناقصة بناء وحدتي طاقة في المحطة ،الا انه حدثت مشاكل متعلقة بالتمويل.
وفي 2008 اعلنت احدى الشركات الالمانية عن مشاركتها في عمليات البناء، الا انها خرجت من المشروع في عام 2009 فبدأت بلغاريا بالبحث عن مستثمرين جدد، اذ عرضت وقتها روسيا ان تلعب في المشروع ليس فقط دور المنفذ بل والمستثمر ايضا الذي سيضمن التمويل اللازم بقيمة ملياري يورو وذلك حتى يتم ايجاد مستثمر استراتيجي جديد.
ومن المتوقع ان يبدأ بناء المحطة منتصف عام 2012 وان يتم تشغيل وحدة الطاقة الاولى في عام 2014 والثانية عام 2015.
المصدر : "ايتر-تاس" و "اينترفاكس"