موسكو تعارض تشديد العقوبات ضد ايران بهدف تغييرالنظام في طهران
قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في حديث ادلى به يوم 15 فبراير/شباط لمجلة "انديكس بيزوباسنوستي" الروسية ان موسكو تعارض بشكل قاطع تشديد العقوبات ضد ايران بهدف تغيير النظام في طهران.
قال سيرغي ريابكوف في حديث ادلى به يوم 15 فبراير/شباط لمجلة "انديكس بيزوباسنوستي" الروسية ان روسيا تعارض بشكل قاطع تشديد العقوبات المفروضة على ايران بهدف تغيير النظام في طهران. وقال: " يستطيع احد ما النظر الى الوضع الراهن كـ"نافذه للاحتمالات" ويذهب باستهتار نحو طريق تغيير الحكومة في طهران من اجل حل عدد من المسائل الاخرى في نفس الوقت. لكن روسيا لن تنضم الى مثل اسلوب العمل هذا، ولن تشارك باي شكل كان في المسؤولية السياسية والقانونية عن اتخاذ خطوات كهذه".
واضاف قائلا ان روسيا تستبعد تماما مشاركتها في نظام العقوبات الهادف الى تغيير السلطة في طهران، وذلك على خلفية الخبرة السلبية المحزنة التي اكتسبناها كلنا حين شهدنا انتهاك احكام القانون الدولي في ليبيا من قبل التحالف .
وبحسب قول ريابكوف فانه "يمكن ابتكار اية عقوبات بحق طهران ، ولدينا بحر من الامثلة حين يجري فرض عقوبات على شخصيات قانونية لا علاقة لها بالبرنامجين النووي والصاروخي الايرانيين. وتدوى دعوات لمنع ايران من اطلاق الصواريخ الى الفضاء واتخاذ خطوات تشبه ذلك وضمنها عرقلة عملية تطوير صناعة النفط الايرانية. لكن هل توجد لكل ذلك علاقة بنظام حظر انتشار السلاح النووي؟".
واشار ريابكوف قائلا:" تهدف كل هذه التدابير الى تصحيح نهج حكومة دولة اخرى وخلق جو من التوتر الداخلي وتغيير الحكومة في احسن الاحوال . ولكن ذلك يقع تحت مادة من مواد القانون الجنائي ". واوضح " لانني لم اجد شيئا يشبه ذلك في ميثاق هيئة الامم المتحدة الذي قراته من الغلاف الى الغلاف ، ليست هناك مثل هذه المادة . لكن يبدو انها موجودة في القانون الجنائي".
وقال ريابكوف انه ليست هناك حاليا اية ادلة تشهد ان ايران مستعدة في الوقت الحاضر للتخلي عن برنامجها الرامي الى تخصيب اليورانيوم. الا انه ليست هناك اية تأكيدات تدل على وجود مكونات عسكرية للبرنامج النووي الايراني.
واشار ريابكوف في الوقت نفسه الى ان الدول الاوروبية والولايات المتحدة لا تزال تصرعلى ان اقتراب امتلاك ايران للسلاح النووي سيكون بمثابة حافز قوي للدول المجاورة لان تبدأ العمل على امتلاك السلاح النووي بدلا من ايقاف هذه الحركة . وقال:" لذلك نخرج باستنتاج ان تغيير النظام في طهران هو مسألة اهم بكثير بالنسبة اليها(لتلك الدول) من توطيد نظام حظر السلاح النووي".
وقال معلقا على استمرار المفاوضات في اطار اللجنة السداسية مع ايران قال ان اللجنة السداسية غير مستعدة لقبول اية شروط مسبقة من طهران قبل بدء المفاوضات.
وقال ريابكوف:" لا يمكن ان نوافق على ذلك ( اي على شرط ايران بالاعتراف بحقها بتخصيب اليورانيوم) بسبب ان الشروط المسبقة هي غير مقبولة في اية مفاوضات مهما كانت صعبة. واننا مستعدون للتأكيد والاعتراف بحق إيران باستخدام الطاقة النووية بموجب الاحكام الواردة في معاهدة حظر انتشار السلاح النووي التي تعد ايران عضوا فيها".
وبحسب رأي ريابكوف فان موسكو قلقة اليوم من تقصير المسافة التي تفصل ايران عن الامتلاك المحتمل للتكنولوجيات الخاصة بصنع السلاح النووي. واستدرك قائلا :" لكن لا يمكنني القول اننا قلقون من بلوغ ايران هذه المرحلة وكأنه لم يبق لها سوى اتخاذ قرار سياسي لصنع شحنة قتالية اولية وعبوة اولية بعد مرور فترة زمنية قصيرة لان ذلك لا يتفق مع تقييمنا للوضع".
واضاف ان روسيا تعتبر انه من الضروري الاتفاق وليس فرض عقوبات اضافية.
لم يستبعد ريابكوف ايضا ان ايران يمكن ان تنشئ بحلول منتصف العقد الراهن فوق اراضيها مركزا اقليميا لتخصيب اليورانيوم تحت الرقابة الدولية، وذلك في حال التطور الايجابي للوضع في المنطقة وعدم وقوع اية هزات جديدة كبرى .
وتسائل ريابكوف قائلا:" هل تستطيع ايران ان تطرح نفسها بمرور الوقت كموقع جذاب لاقامة مثل هذا المشروع او المشاريع؟ ويتوقف الامر طبعا على السياسة التي ستمارسها طهران".
مصدر: وكالة "نوفوستي" الروسية للانباء