الموسيقى والثقافة توأمان للروح البشرية
الموسيقار المعروف فلاديمير تاراسوف لا يقتصر إبداعه على العزف الارتجالي المتقن على الطبول، بل هو معروف أيضا بمشاريعه الموسيقية المتعددة التي تحمل طابع تصوراته الشخصية عن مهنة الموسيقار وعن التطور الاصح للشعب في مجال الثقافة ومن هذه مشروع "الفيضان" الذي نظمه في اطار معرض الكتب بمدينة كراسنويارسك. حول هذا وغيره تحدث تاراسوف في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم".
الموسيقار المعروف فلاديمير تاراسوف لا يقتصر إبداعه على العزف الارتجالي المتقن على الطبول، بل هو معروف أيضا بمشاريعه الموسيقية المتعددة التي تحمل طابع تصوراته الشخصية عن مهنة الموسيقار وعن التطور الاصح للشعب في مجال الثقافة ومن هذه مشروع "الفيضان" الذي نظمه في اطار معرض الكتب بمدينة كراسنويارسك. حول هذا وغيره تحدث تاراسوف في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم".
س: مرحبا! باعتبارك القائم على البرامج الموسيقية ضمن المعرض ما كان احدثك من تشكيل البرنامج كي يتناسب مع اجواء هذه الفعالية؟
- طبعا كان المبدأ الأساس في برامجنا انسجام العروض الموسيقية مع الادب. ومشروع "الفيضان" مبني على قصة موجودة في أدب جميع الشعوب عن عقاب البشرية بآثامه.أما سوناتينا المخصصة لأربعة شعراء فتصنع أصواتهم لحنا مميزا كما تعبر عن خصوصية قومية كل واحد منهم بشكل جميل. أما القطعة الموسيقية للطبول التي أديتها فتستند الى إيقاع اشعار الشاعر الروسي الفذ فلاديمير خليبنيكوف التي تقدمت فيها فكرة الصوت على فكرة الكلمة.
س: ما هي اهمية المشاركة في المعرض لابناء المدن الاخرى وخصوصا موسكو والمراكز الثقافية الاخرى؟
ـ الكثير ممن احضرتهم إلى هنا يزورون روسيا للمرة الاولى. وهم في غاية السعادة من بشاشة ترحيب الناس بهم. وبالنسبة لهم فأهمية المشاركة واضحة.. إنه فضول لرؤية سيبريا وأهلها. اما من جاؤوا من موسكو فلاحظت انهم قد اشتروا الكثير من الكتب. أليس هذا رائعا! يعجبني سعي منظمي هذا المعرض الى تشجيع المبادرات الثقافية في الاقاليم لأن التنوع في الفن امر مهم جدا لحياة الشعب وغيابه يؤدي الى الثورات مثلما في السياسة. واذا صح التعبير يكمن أحد مبادئ النظم التوتاليتارية في جعل الحشد يمشي على إيقاع واحد. من دون الثقافة لا يوجد شعب. إذا ازدادت مثل هذه المبادرات أعتقد أنه بعد عشرين أو ثلاثين عاما ستتغير الشريحة الثقافية جذريا!
س: احد المشاريع المعروضة هنا كان مؤلفا خصياصا لمعرض الكتب في فرانكفورت. لماذا تهتم المعارض الكبرى بمثل هذه التجارب؟
- اعتقد ان منظم معارض الكتب على حق عندما يضيفون فعاليات فنية متعددة ويشركون فنانين. ويصيب كثيرا صندوق بروخوروف في تشكيل فرقة رائعة من المحترفين الذين يتميزون بذوق فني عال.
س: ما هو التناسب اصح بين الكلمة والصوت؟
- معنى الكلمة مثل معنى الموسيقى. أذكر دائما قصة قائد الاوركسترا الايطالي الشهير آرتورو توسكانيني الذي سئل مرة عما إذا كان الموسيقيون في الفرقة التي عزف معها جيدين فأجاب إنه لا يوجد موسيقيون جيدون أو سيئون بل ثمة موسيقيون وغير موسيقيين. يجب أن يتمتع المتلقي بمستوى معين لفهم الموسيقى. ثمة ثلاث مراحل من تطور الانسان وهي الهاوي والحرفي والمحترف ولا يمكن تجاوز مرحلة ما. عند تنظيم عروضي استمع دائما الى صوت الفنان ونبرته الداخلية. نحن جميعا قادرون على القراءة لكن يجب فهم النص. والموسيقي احيانا يقرأ النوتات بشكل حرفي لكنه لا يفهم معنى الموسيقى. أحب العمل مع الناس الذين يفهمون ماذا يفعلون ويقبلون معنى ذلك. من جهة اخرى يجب ان يعيش الفنان حالة المواجهة مع محيطه. وانظري الى القرن العشرين إذ كانت هناك موجتان ثقافيتان في العشرينيات والستينيات. والوضع حينذاك كان باعثا على الابداع.
س: وماذا عن الوضع اليوم؟
- الآن نعيش بداية تبلور شيء ما. أحب تعليم الطلاب الذين يدركون ان التكنولوجيا تعد مساعدة فقط لإبداعهم... وأولئك الذين يعتمدون على الورقة والقلم أكثر من برامج الحواسيب الخاصة... وطبعا يجب العمل والتدريب المستمر. زمن الاتحاد السوفياتي كنا مضطرين للتدرب بأنفسنا بسبب الموانع الجغرافية. وشباب اليوم لا يوجد عندهم وقت ويريدون حرق مراحل التدريب الهامة... وأفضل ارتجال هو ذلك المنظم بشكل متقن.