حزب "روسيا الموحدة" الحاكم يحافظ على الاغلبية في البرلمان الجديد
تشير النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية التي جرت في روسيا يوم 4 ديسمبر/كانون الاول ان حزب "روسيا الموحدة" الحاكم سيصل على اغلبية مقاعد مجلس الدوما 238 من مجموع 450 مقعدا.
تشير النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية التي جرت في روسيا يوم 4 ديسمبر/كانون الاول الى ان حزب "روسيا الموحدة" الحاكم يتجه للحصول على اغلبية مقاعد مجلس الدوما اي 238 من مجموع 450 مقعدا (315 في الدوما السابقة)، وجاء الحزب الشيوعي الروسي بالمركز الثاني حيث سيحصل على 92 سابقا (57 )مقعدا وجاء حزب "روسيا العادلة" بالمركز الثالث وحصل على 64 (38)مقعدا والحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي على 56 (40)مقعدا. ولم تتمكن احزاب "التفاحة" و"وطنيو روسيا" و"القضية العادلة" من الحصول على مقاعد في الدوما الجديدة، لذلك فان الاصوات التي حصلت عليها تقسم بموجب القوانين الروسية على الاحزاب الفائزة. هذا وبلغت نسبة مشاركة الناخبين 60.3 % وهذه اقل بـ 3 % من النسبة التي شاركت في الانتخابات السابقة.
هذه المعطيات اعلنها فلاديمير تشوروف رئيس لجنة الانتخابات المركزية في مؤتمر صحفي عقده صباح يوم 5 ديسمبر/كانون الاول بموسكو.
المزيد من التفاصيل في المكالمة الهاتفية
حزب "روسيا الموحدة" مستعد لتحويل مجلس الدوما الى ساحة للمناقشات
وقال سيرغي نيفيروف سكرتير مجلس رئاسة حزب "روسيا الموحدة"، ان البرلمان الجديد سيكون "بجميع الاحوال برلمانا تجري فيه المناقشات الجدية". جاء ذلك في تصريحات ادلى بها للصحفيين ليلة الاحد على الاثنين 5 ديسمبر/كانون الاول.
واشار الى ان نواب حزب "روسيا الموحدة" سيتحتم عليهم الاتفاق مع القوى السياسية الاخرى الممثلة في البرلمان، وهذا يعني عمليا الدخول في ائتلافات معها.
ومن المهم ايضا ان هناك عددا كبيرا من النواب يمثلون "الجبهة الشعبية" من ضمن قائمة حزب "روسيا الموحدة".
وقال موضحا، مايخص الائتلافات فان المقصود هنا هو ما يتعلق باقرار مشاريع القوانين الدستورية التي يتطلب اقرارها الحصول على 300 صوت.
وحسب قوله "ان الدوما المنتخبة في 4 ديسمبر/كانون الاول ستكون دوما جديدة ومختلفة تماما وعملها سينظم بشكل مختلف".
الائتلافات المحتملة
قال نيقولاي ليفتشيف احد قادة حزب "روسيا العادلة" ان الحزب لا يستثني امكانية الدخول في ائتلاف مع حزب "روسيا الموحدة" في الدوما الجديدة.
وقال "نحن لا نستثني الدخول في ائتلافات مع الحزب الشيوعي في قضايا معينة. اما مع روسيا الموحدة في امور محددة فقط".
ومن جانبه قال ايفان ميلنيكوف نائب رئيس الحزب الشيوعي الروسي، ان الحزب مستعد للدخول في ائتلافات في قضايا محددة مع الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي ومع روسيا العادلة ولكن ليس مع حزب "روسيا الموحدة".
وقال "نحن لا نرى امكانية ولا نرى معنى للدخول في ائتلافات سياسية في الدوما الجديدة. اما مايخص مسائل معينة فيجب ومن الضروري التوصل الى اتفاق حولها.
وأضاف :"هنا نريد ان نختبر الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي وحزب روسيا العادلة هل فعلا هما حزبان معارضان كما يعلنان. اما ما يخص حزب "روسيا الموحدة" فانه اذا استمر في نهجه العدواني – الليبرالي كالسابق فلن نتمكن من التوصل الى أي اتفاق معه".
حزبا " التفاحة" و"القضية العادلة" يعارضان نتائج الانتخابات
لم يتمكن حزب "التفاحة" حسب النتائج الاولية المعلنة للانتخابات من اجتياز حاجز الـ 7% ، لذلك فانه ينوي تقديم اعتراض رسمي بهذا الخصوص.
وقال غريغوري يافلينسكي مؤسس الحزب ردا على اسئلة الصحفيين " بدون شك نحن سنعترض على نتائج الانتخابات، ونحن بصدد التحضير لذلك".
ومن جانبه اعلن حزب "القضية العادلة" عن وجود خروقات لقانون الانتخابات في بعض المراكز الانتخابية بمدينة بطرسبورغ ومقاطعة موسكو، ولذلك فان الحزب سيقدم اعتراضا على نتائجها.
وقال اندريه دونايف زعيم الحزب "نحن على ثقة من ان اصوات ناخبينا قد سرقت في المراكز الانتخابية لهذه المناطق. وهذا ما تشهد عليه نتائج استطلاعات الرأي وكذلك معطيات المراقبين واعضاء اللجان الانتخابية من حزب "القضية العادلة". نحن سنحقق في كل حادثة على حدة بالطرق القانونية من اجل الدخول في المجالس التشريعية الاقليمية".
هذا وقال المحلل السياسي الدكتور أديب السيد لـ"روسيا اليوم" تعليقا على النتائج المعلن عنها ان الحزب الحاكم خسر نسبة حوالي 15 % من الاصوات مقارنة مع نتائج الانتخابات التي جرت قبل اربع سنوات، مع اشارته الى ان هذه النتيجة تعتبر جيدة ومقبولة ومرضية للقيادة الروسية وللحزب الحاكم نفسه لعدة اسباب. وأوضح الدكتور السيد ان "روسيا الموحدة" هو الذي تحمل المسؤولية عن النهج السياسي والاقتصادي في البلاد طيلة السنوات الاربع الماضية التي تخللتها ازمة مالية-اقتصادية عميقة تركت آثارها على الوضع في روسيا. وفي الحقيقة تمكن الحزب الحاكم من التعامل بنجاح الى حد ما مع هذه الازمة، مما ضمن لها الحصول على نسبة حوالي 50 % من أصوات الناخبين.
واضاف السيد ان المفاجأة الاكبر في هذه الانتخابات – حسب اعتقاده - هي حصول حزب "روسيا العادلة" (وهو حزب فتي الى حد ما) على نسبة 13 % من الاصوات. وبالرغم من أن هذا الحزب يوضع في قائمة احزاب المعارضة، الا أنه بنهجه السياسي يكاد أن يكون الحزب الاقرب الى الحزب الحاكم. لذا، فان الحزب الحاكم لم يفقد عمليا الكثير من الاصوات، ولم يفقد شيئا من نفوذه السياسي في مجلس الدوما القادم.
محلل روسي: الحزب الحاكم لن يواجه اي مشاكل متعلقة بتمرير القوانين بعد فقدانه الاغلبية الدستورية
وقال أليكسي موخين مدير مركز المعلومات السياسية لـ"روسيا اليوم" انه لن تشهد البلاد أي تغيرات سياسية خارجية وداخلية في أعقاب هذه الانتخابات، مؤكدا ان هذه التشكيلة الجديدة للبرلمان ستشبه التشكيلة السابقة.
وأعرب المحلل الروسي عن اعتقاده انه حتى بعد فقدان الحزب الحاكم الاغلبية الدستورية لن يواجه "روسيا الموحدة" أي مشاكل متعلقة بتمرير القوانين. من جانب آخر، رجح موخين ازدياد دور الشيوعيين وحزب "روسيا العادلة"، مشيرا الى ان هذين الحزبين سوف يسعيان لتشكيل تحالف برلماني. واضاف المحلل انه ربما سيكون هناك مركزان من النفوذ في البرلمان الجديد. من جهة، سيكون هناك مركز يمثل مصالح البيروقراطية، اما المركز الثاني فسيمثل مصالح الطوائف الاجتماعية الشاملة، وهو الحزب الشيوعي و"روسيا العادلة"، والليبراليون سوف يقومون بالمناورة بين المركزين.