روسيا ترى ان المفاوضات مع "طالبان" وراء الكواليس تضر التسوية الافغانية
تحذر روسيا كافة الاطراف، التي تشارك بالتسوية في افغانستان، من الاتصالات السرية مع "طالبان". وتذكر ان المخططات الامريكية لانشاء قواعد عسكرية في افغانستان تمس مصالح روسيا بشكل مباشر. واعلن زامير كابولوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى افغانستان ان نية الولايات المتحدة انشاء قواعد عسكرية في افغانستان، بعد انسحاب القوات الدولية، تثير شكوكا كبيرة لدى روسيا.
تحذر روسيا كافة الاطراف، التي تشارك في التسوية في افغانستان، من الاتصالات السرية مع "طالبان".
وتنقل وكالة "انترفاكس" عن زامير كابول، مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى افغانستان، قوله "انه جرت حسب معلوماتنا، اتصالات دورية مع ممثلي حركة "طالبان"، سواء من جانب السلطات الافغانية، او عدد من شركائها الدوليين. ولا يجري اطلاع كابول الرسمية على هذه اللقاءات دائما".
واشار الى ان "اتصالات ممثلي المنظمات والدول الاجنبية وراء الكواليس هذه مع "طالبان" وخيمة باشارات غير صحيحة حول النوايا الحقيقية للمجتمع الدولي في سياق التسوية الافغانية". وقال ان الجانب الروسي على قناعة بانه لا يمكن ان يكون للحوار مع المعارضة المسلحة مردود ايجابي لتطبيع الوضع في افغانستان الا في حالة القاء المسلحين السلاح، واعترافهم بدستور البلد، والقطيعة مع "القاعدة" والمنظمات المتطرفة الاخرى.
ومن جانب اخر، ايدت روسيا مرات، كما اكد كابولوف، الطلب حول شطب كوادر حركة "طالبان" السابقين من قائمة عقوبات مجلس الامن الدولي.
واشار: "اننا ايدنا ايضا، علاوة على ذلك، مقترح تقسيم نظام العقوبات، الذي فرضه قرار مجلس الامن الدولي 1267، الى آليتين مستقلتين مع تشكيل لجان جديدة من مجلس الامن، بشأن "القاعدة" و"حركة طالبان". واضاف كابولوف: "نعتقد في غضون ذلك ان من الضروري ان تشترط مواصلة العمل لتخفيف العقوبات بالنسبة لكوادر "طالبان" الواردة اسماؤهم في القائمة، بخطوات صلح بالمقابل من جانب الحركة".
كابولوف: المخططات الامريكية لانشاء قواعد عسكرية في افغانستان تمس مصالح روسيا بشكل مباشر
اعلن زامير كابولوف ان نية الولايات المتحدة انشاء قواعد عسكرية في افغانستان، بعد انسحاب القوات الدولية، تثير شكوكا كبيرة لدى روسيا.
وتنقل وكالة "انترفاكس" عنه، قوله: "لا نفهم حقا كيف يتوافق تقليص عدد افراد القوات الامريكية مع تعزيز واشنطن بنيتها العسكرية التحتية في افغانستان، الذي ينص بما في ذلك، على انشاء قواعد عسكرية هناك".
واكد الدبلوماسي ان "هذه القضية تحتاج الى مناقشة جدية، لانها تمس مصالح روسيا ودول المنطقة الاخرى، التي تتاخم افغانستان، بصورة مباشرة".
ولدى التطرق الى الوجود العسكري الدولي في افغانستان، اشار كابولوف الى انه ضروري حاليا. واضاف ان "قوى حفظ النظام الافغانية لا تستطيع تحمل مسؤولية الامن في البلد باكمل وجه. ولا يوجد من يقول انه يتعين على القوات الاجنبية الانسحاب الآن".
وقال ان موقف الجانب الروسي يتلخص في انه لا يجوز ان تغادر القوات الدولية للمساعدة الامنية، التي ترابط في افغانستان بتكليف من مجلس الامن الدولي، البلد الا بقرار من مجلس الامن بعد مناقشة التقرير حول مدى تنفيذ هذا التخويل. واكد كابولوف انه "يتعين على مؤسسات القوة الوطنية الافغانية ان تكون جاهزة حتى ذلك الوقت للتصدي ذاتيا بصورة فعالة للتنظيمات المتطرفة وجرائم المخدرات. وبدون حل هذه المهمة الاساسية سيكون من الصعب جدا على السلطة المركزية الحالية في افغانستان، الصمود".
روسيا تنوي تقديم مساعدات عسكرية تقنية لافغانستان
تعرب روسيا عن الاستعداد لتطوير التعاون العسكري التقني مع افغانستان. وتنقل وكالة "انترفاكس" عن زامير كابولوف، قوله ان "روسيا تقدم وستواصل تقديم المساعدة العسكرية التقنية لافغانستان، سواء على المستوى الثنائي، او بالتعاون مع الشركاء الدوليين".
وذكر بالتحديد، بانه جرى في نهاية العام الماضي تزويد وزارة الداخلية الافغانية باسلحة نارية خفيفة ـ 20 الف رشاشة و2.5 مليون اطلاقة، كهدية.
روسيا تبدي الاستعداد لاعادة بناء وترميم منشآت البنية التحتية في افغانستان
قال زامير كابولوف، في تصريح نقلته "انترفاكس": "نؤكد انفتاحنا للتعاون مع الشركاء الاجانب في قضية اعادة بناء وترميم منشآت الاقتصاد الافغاني الكبرى، التي شيدها الخبراء السوفيت في وقتها. واننا جاهزون للتنفيذ المشترك لمشاريع بناء محطات كهرمائية، ومنشآت بنية النقل التحتية، واستثمار حقول النفط والغاز في شمال افغانستان، وغير ذلك".
وذكر بانه من المفروض ان يتمثل مصدر التمويل، حسب الفكرة، في التبرعات والمؤسسات المالية الدولية. واشار الدبلوماسي الى انه "للاسف لا يشارك الشركاء الدوليون في مقترحاتنا. وبصراحة، مللنا من اقناع الزملاء بآفاق هذا التعاون".
واضاف ان روسيا نفسها على استعداد للقيام بدور المانح.
وقال: "اننا اعلنا عن الاستعداد لاعتماد مبلغ حتى 50 مليون دولار لتنفيذ مشروع الطاقة المتعدد الجنسيات "CASA-1000"، اكبر مشروع في المنطقة. وننتظر من اطراف المشروع (قرغيزيا وطاجيكستان وافغانستان وباكستان) دعوة مشتركة للمشاركة في تنفيذه".