خبير روسي: خروج أي دولة من منطقة اليورو ليس من مصلحتها
أجرت قناة "روسيا اليوم" مقابلة مع ميخائيل ديلاغين، مدير معهد دراسة قضايا العولمة الروسي تناولت الأوضاع التي تشهدها أزمة الديون السيادية على جانبي الأطلسي وتوقعات تطورها.
أجرت قناة "روسيا اليوم" مقابلة مع ميخائيل ديلاغين، مدير معهد دراسة قضايا العولمة الروسي تناولت الأوضاع التي تشهدها أزمة الديون السيادية على جانبي الأطلسي وتوقعات تطورها.
س: ما هو السيناريو الذي ستشهده أزمة منطقة اليورو في المستقبل؟! هل ستؤثر تغييرات الحكومات على تطور الأحداث فيها؟
إن الوضع في أوروبا يشهد تفاقما متوقعا، واللافت أن الجميع نسوا اليونان وهم الآن قلقون بشأن الوضع في إيطاليا. وربما ستواجه بريطانيا بعد مرور فترة ما صعوبات مالية ولكن وضعها خاصٌ فهي تمتلك عملتها الوطنية. الحالة الراهنة أظهرت أن هناك عدة مصارف أوروبية غير قادرة على مواصلة نشاطها. ومن الواضح أن مصرف "كوميرز بنك" الألماني و"يوني كريديت" الإيطالي سيطالبان بدعم مالي. من ناحية أخرى الدول الأوروبية، والاقتصاد الأوروبي هو اقتصاد انتاجي خلافا عن اقتصاد الولايات المتحدة ولذلك المضاربات والفضائح مفيدة لأوروبا لأن تراجع قيمة اليورو أمام العملات الأخرى يعزز تنافسية الاقتصاد الأوروبي.
إن تغيير الحكومات في الدول الأوروبية لن يؤثر اطلاقا! والسياسة المالية لليونان وإيطاليا على سبيل المثال تقر من قبل البنك المركزي الأوروبي وبروكسل وشركات أوروبية كبرى وبشكل قاس جدا. وحتى في حال توفر الأسواق فإن الدول الأوروبية لن تتمكن من كسب أموال منها لسداد الديون المعدومة.
س: ما مصير منطقة اليورو وهل ستشهد خروج بعض الدول منها؟
لقد انقسمت منطقة اليورو ولكن بشكل غير رسمي. واليونان لاتملك أي سلطة داخل منطقة اليورو ولا تملك تأثيرا على قرارات وسياسة البنك الأوروبي، والاعتراف بذلك على المستوى الداخلي لمنطقة اليورو لن يغير شيئا.
ومنطقة اليورو هي عبارة عن مجموعة كبيرة تضم البلدان المتطورة صناعيا واقتصاديا. في الاتحاد الأوروبي تكسب الشركات الصناعية والتجارية، أما في منطقة اليورو فتحظى الشركات المالية هناك على ميزات خاصة تعتمد عليها في الحصول على أرباح وعوائد مضمونة، وفي حال خروج اليونان من المنطقة، فإن تلك الشركات ستفقد مصدرا هاما للأرباح وان كان ضعيفا.
س: ما مدى تأثير وضع الاقتصاد الأمريكي على الاقتصاد العالمي؟
اقتصاد الولايات المتحدة في أي حال سيشغل أكثر من 20% من الاقتصاد العالمي، والبلاد تمتلك زهاء 80% من اجمالي التكنولوجيا العالمية المتطورة ولذلك كل شيء يحدث في أمريكا يؤثر في الاقتصاد العالمي بأجمعه. واقتصاد الولايات المتحدة هو محور الاقتصاد العالمي.
س: ماهو الحل الذي يمكن أن يدرس الآن؟ هل هو إصدار سندات حكومية أوروبية مشتركة أو حل آخر هو طباعة الأموال؟
ان الدول غير قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، فالولايات المتحدة وأوروبا والصين تنتظر من سيسقط منها أولا. ويوجد حلان الأول: إعلان جميع الديون والسندات المعدومة أنها فعلا معدومة وشطبها ودعم المصارف الباقية بالمساعدات المالية الضرورية لنجاتها وتحويل اقتصاد المضاربات إلى اقتصاد انتاجي. ولكن ذلك يؤدي إلى كساد قاس يبتلع جميع الاقتصادات ولاسيما الذي بدأ بتلك الخطوات. والحل الثاني يتجسد في طبع الأموال والإغراق النقدي وبذلك تتحول الديون المعدومة إلى ديون أقل خطورة وتكسب قيمة ما. ولكن تطبيق سياسة الاغراق النقدي قد يؤدي الى انهيار الاقتصادات لذلك كل ينتظر سقوط جاره أو أن يبدأ بشكل عفوي مفاجئ.
وهذا لن يحدث في العام الجاري مالم يتعمد الاقتصاد الأمريكي الدخول في مرحلة افلاس تقني.