الكاتدرائية المريمية في دمشق تقيم قداسا احتفاليا بمناسبة زيارة البطريرك كيريل لدمشق

أخبار العالم العربي

انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/571536/

اقيم قداس احتفالي يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني في الكاتدرائية المريمية في العاصمة دمشق بمناسبة زيارة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل إلى سورية.

اقيم قداس احتفالي يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني في الكاتدرائية المريمية في العاصمة دمشق بمناسبة زيارة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل إلى سورية.

وأوضحت وكالة الانباء السورية "سانا" أن القداس ترأسه البطريركان كيريل واغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.

وتجمع في الكاتدرائية المريمية مئات المصلين من السوريين والجالية الروسية المقيمة في دمشق. كما اقيم القداس باللغتين العربية والروسية.

ودعا كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا بعد انتهاء القداس، السوريين الى بناء بلد سلمي مفتوح وتعزيز الوحدة الوطنية وتسوية مشاكلهم الداخلية عن طريق الحوار. وقال "اتمنى لكم من كل قلبي النجاح في بناء سورية جديدة ومسالمة تحترم فيها حرية الاديان، والتي عاش فيها المسلمون والمسيحيون بتآخي ووئام دائما".

واضاف "اليوم عندما تمر الكنيسة الانطاكية والشعب السوري في اختبار جدي لم اتمكن من الجلوس في موسكو، بل قررت ان اكون بينكم لأصلي واياكم ولامنحكم من خلال كلماتي بعض القوة. اننا نثق بان الله عز وجل سينعم برحمته على الشعب السوري وعلى كنيسة انطاكية، ليحل السلام والعدل، وان الشعب السوري سيحل مشاكله الداخلية سعيا للوصول الى اهدافه المطلوبة عن طريق الحوار".

وهذه الاهداف حسب قوله " اهداف نبيلة وهدفها توحيد المجتمع المدني وتعزيزه واجتياز المحنة الحالية".

وقال "ليحفظكم الله، هل من المعقول ان تحصل نزاعات بين الطوائف الدينية على هذه الارض يوما ما. ان واثق ان هذا لن يحصل، لان تاريخ البلاد وحضارتها هي الاساس الذي يشكل ثقافة الناس اليوم ووطنيتهم، أي باستطاعتهم تسوية المشاكل الحالية ذاتيا".

وتمنى كيريل ان يبارك الله سورية في هذه الايام الصعبة ويساند الشعب ويمنح "الحكمة لكل من يتحمل مسؤولية الدولة". واشار بطريرك موسكو وسائر روسيا الى انه " يحمل حب الشعب الروسي " الى الشعب السوري.

وذكر ان الشعب الروسي مر بتجارب صعبة خلال تاريخه. وقال " ان احدى التجارب الصعبة كانت الحرب الاهلية في القرن العشرين، حيث انقسم شعبنا وتقاتل تحت شعار بناء حياة سعيدة. ولكن لم نتمكن من بناء حياة سعيدة على الدماء. وفقط عندما رفضنا المواجهات ووحدنا قوى شعبنا وتصالحنا مع بعضنا، ظهرت الامال لتحديث الحياة".

بعد ذلك توجه البطريرك كيريل الى الشعب السوري وقال "بامكانكم اجتياز الاختلافات بالطرق السلمية وتتوحدون وتصبحون اقوياء، ويكون باستطاعتكم حل أي مشكلة تواجهكم".

ثم تطرق البطريرك الى تاريخ العلاقات بين روسيا وشعوب الشرق الاوسط، مشيرا الى ان مصدر " هذا الحب الاخوي" يعود الى زمان سحيق. وخلال تاريخ الكنيسة الانطاكية الطويل برزت شخصيات فذة واباء مقدسين وكهنة عظماء تمكنوا بعملهم الروحي الكبير من " خلق تربة خصبة في روسيا".

وقال، لقد زار روسيا في القرن السادس عشر بطريرك انطاكيا يواكيم، وكان اول بطريرك من بلدان الشرق يزور روسيا البعيدة والباردة، ولكن الشعب الروسي منحه الدفء. وبالذات في هذه الاثناء كان يتقرر مصير استقلالية الكنيسة الروسية وكان هو اول من ساند هذه الاستقلالية. تبع ذلك بعد تاسيس البطريركية في روسيا ان زار البطريرك مكاري روسيا وبذل جهودا كبيرة من اجل تهدئة الاوضاع الداخلية المتوترة داخل الكنيسة الروسية. لقد ترك هؤلاء البطاركة ذكرى طيبة لدى الشعب الروسي".

واضاف، انه في القرنين التاسع عشر والعشرين قامت الكنيسة الروسية والشعب الروسي " بمساعدة وحماية الكنيسة الانطاكية من اجل تقويتها وتعزيزها من خلال التعليم والاعمال الخيرية خدمة للشعب السوري".

وتعتبر الكاتدرائية المريمية المتواجدة في منطقة دمشق القديمة، من اقدم الكنائس في سورية، حيث شيدت مع بداية انتشار المسيحية في دمشق. والكنيسة تابعة لطائفة الروم الارثوذكس وهي مقر بطريركية انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس.

وعقب الفتوحات الاسلامية لبلاد الشام تم إغلاق الكنيسة. ومن ثم قام الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك في عام 706 بإعادتها إلى الأرثوذكسيين مقابل أخذه لكاتدرائية يوحنا المعمدان (النبي يحيى) والتي حولها فيما بعد إلى الجامع الأموي بعدما قال لهم "إننا نعوضكم عن كنيسة يحيى بكنيسة مريم".

وشهدت مدينة دمشق عام 1860 فتنة طائفية أدت إلى دمار الكنيسة والمقر البطريركي، وبقيت الكنيسـة مخربة لمدة ثلاث سـنوات حتى وصول البطريرك الأنطاكي إيروثيوس الذي قام بإعادة بنائها بأموال وصلت إليه من المعتمد البطريركي الأنطاكي في موسكو الأرشمندريت غفرائيل شاتيلا، حيث قام إيروثيوس بضم الكنائس الأخرى المهدمة والتي كانت بجوار الكنيسة وأعاد بناء الكنيسة وأضاف إليها الحدائق والأروقة والفسح الخارجية لتصبح من أكبر وأجمل كنائس دمشق.

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا