الخارجية الروسية: تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ايران تحول الى مصدر للتوتر قبل نشره
جاء في تعليق وزارة الخارجية الروسية على الوضع المتعلق بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامج ايران النووي ان موسكو تعرب عن خيبة املها واستغرابها من جراء تحول التقرير الى مصدر لتزايد التوتر حول القضايا الخاصة بالملف الايراني.
جاء في تعليق وزارة الخارجية الروسية على الوضع المتعلق بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامج ايران النووي ، والذي نشر في الموقع الرسمي للوزارة على الانترنت يوم الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني، ان موسكو تعرب عن خيبة املها واستغرابها من جراء تحول التقرير الى مصدر لتزايد التوتر حول القضايا الخاصة بالملف الايراني.
واشارت الخارجية الروسية الى ان التقرير اثار حتى قبل نشره افتراضات واشاعات سياسية تسيء الى سمعة الجهات التي تقوم بتأجيج الوضع من خلال الضجة في وسائل الاعلام.
وورد في تعليق الوزارة: "نود قبل كل شيء ان نتسأل عن مدى قدرة الوكالة الدولية على ضمان المستوى المطلوب من السرية في عملها التي تصبح بدونها فاعلية حل المهام الماثلة امام الوكالة موضع استفهام".
وذكر في البيان: "اما فيما يخص مضمون التقرير، فلم نتسلمه حتى الآن. وكنا مضطرين في ظل الظروف الراهنة للادلاء بالتعليق على ما يحدث، إلا ان تقديراتنا للوضع لا تخص مضمون الوثيقة ذاتها. وستتطلب دراستها بعض الوقت. ويجب اجراء التحليل في جو هادئ، لانه من المهم التأكد من ما اذا كانت هناك وقائع جديدة موثوق بها تثبت وجود عنصر عسكري في البرنامج النووي الايراني، ام ان الحديث يدور حول تأجيج متعمد وغير بناء للوضع".
وقالت الوزارة: "لدينا شكوك جدية حول ما اذا كانت الخطوات المتعلقة بالكشف عن تفاصيل التقرير للرأي العام مبررة، لانه باتت في هذه الفترة بالذات تظهر فرص معينة لاستئناف الحوار بين سداسي الوسطاء الدوليين وطهران. والآن من الاهمية بمكان، وبدرجة أكبر مما كان عليه الحال في اي وقت مضى، مراعاة مدى تطابق الخطوات العلنية مع مصالح التقدم نحو التسوية السياسية الدبلوماسية. وهذه هي اللحظة حين يكون من الضروري عدم الحاق الضرر قبل كل شيء، إلا انه يبدو ان ثمة اطرافا تتمسك بمبدأ آخر وتعتقد بانه كلما ازداد الوضع سوءا، كان أفضل. ونحن بالطبع لا نستطيع تأييد منطقهم المضر ونهجهم الرامي الى احباط العملية السياسية الدبلوماسية".
وتطرقت الخارجية الروسية في تعليقها الى موضوع المزاعم حول مشاركة احد العلماء الروس في الدراسات العسكرية المحتملة في اطار البرنامج النووي الايراني. وقالت: "نود ان نشير الى نقطتين. الاولى هى ان الجانب الروسي قد اكد غير مرة انه قدم كافة التوضيحات اللازمة بهذا الخصوص الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونضطر مرة اخرى للاشارة الى موضوع السرية. فكيف يمكن ان نعول على التعاون العملي إن لم تكن لدينا الثقة بان المعلومات التي نقدمها لن تكون معروضة للجميع فيما بعد؟ والنقطة الثانية تتمثل في انه ليس في هذه الادعاءات اي شيء جديد. وليست هناك اية وقائع جديدة من شأنها ان تكمل المشهد المعروف او تغيره. وتدل اثارة مزيد من الضجة حول موضوع الدور الرئيسي الذي لعبه، على حد الزعم، العالم الروسي في مثل هذه الدراسات، على مستوى اطلاع غير كاف لاصحاب تلك التعليقات. ونعتقد بان لدى تلك الاطراف اعتبارات سياسية خاصة لا علاقة لها بمهمة ازالة القلق المتعلق بالبرنامج النووي الايراني".
وذكر في التعليق ان الخارجية الروسية ستتخذ قرارها بشأن رد فعلها على تقرير الوكالة الدولية تبعا لسير عمل الدورة المقبلة لمجلس حكام الوكالة. وسيصدر رد فعل موسكو على التقرير بعد ان تقوم بدراسته باسهاب. واشارت الخارجية الروسية الى ان "مثل هذه الخطوات لا يمكن اتخاذها بشكل مستعجل وانطلاقا من الاعتبارات السياسية العابرة".