صحفي روسي: اسرائيل غير قادرة على مهاجمة إيران بوحدتها
قال الصحفي الروسي مكسيم شيفشينكو في مقابلة خاصة مع قناة "روسيا اليوم" إن لا إمكانية لدى الغرب وإسرائيل لشن حرب ضد إيران، واصفا الاقدام على أي إجراء من هذا القبيل بالخطوة المجنونة.
قال الصحفي الروسي مكسيم شيفشينكو في مقابلة خاصة مع قناة "روسيا اليوم" إن لا إمكانية لدى الغرب وإسرائيل لشن حرب ضد إيران، واصفا الاقدام على أي إجراء من هذا القبيل بالخطوة المجنونة.
س –في ظل هذا التصعيد الإعلامي الذي يحيط بالتدريبات التي تجريها كل من بريطانيا واسرائيل، برأيكم هل الحرب باتت وشيكة؟
ج- الحرب بين إسرائيل وإيران غير واردة حاليا، وأنا لا أؤمن بهذه الحرب، إسرائيل لن تُقدم على الانتحار، لأن أي مواجهة مباشرة مع ايران ستخلف أعدادا هائلة من الضحايا في صفوف العسكريين الاسرائيليين والمدنيين. لنتذكر كيف قاتل الايرانيون في حربهم ضد صدام، وكيف اقبلوا عليها من دون أي تردد، وإذا رأينا النُصب التذكارية للشهداء الذين قتلوا والمنتشرة في كل المدن الايرانية، ندرك حينئذ أن الأحمق وحده، هو من يقدم على القتال ضد إيران.
لكن في المقابل أنا لا أستبعد امكانية قصف بعض الاهداف داخل ايران، ليس عن طريق الطيران الحربي الاسرائيلي بطبيعة الحال، مشاركتهم ممكنة، لكن لا أعتقد أن هذا سيحدث، فهم لم يشاركوا حتى في الحرب على العراق. ان أمريكا وبريطانيا وحلف الناتو قد يقومون بذلك، بذريعة حماية المعارضين في ايران مثلا، وهناك احتمال أن يستغلوا أزمة معينة ثم يتدخلون عسكريا كما فعلوا في ليبيا.
س-برأيكم هل ان اسرائيل قادرة على مهاجمة إيران دون الاستعانة بحلفائها وهنا أعني بريطانيا والولايات المتحدة؟
ج- هذا أمر غير معقول.. إسرائيل لم تستطع الانتصار على حزب الله، الذي لا يملك ترسانة ايران العسكرية.. في الحرب مع حزب الله فقدت اسرائيل كما هائلا من الدبابات، لم تتكبدها في حروبها السابقة ضد سورية ومصر. وانتهت الحرب بهزيمة سياسية فادحة. لا ننسى أن الحرب ضد ايران تعني أن على اسرائيل التعامل أولا مع سورية، لا أؤمن بأن نظام بشار الاسد سيسقط، خصوصا بعد نتائج التصويت في مجلس الامن، وسورية لن تدخل في متاهات حرب أهلية.. لذلك لا يمكن وقوع أي نزاع بين اسرائيل وإيران بوجود حزب الله وبتوفر الاستقرار في سورية.
س- في حالة حدوث حرب كهذه، برأيك، كيف ستكون التداعيات على المنطقة؟
ج- لنفترض أن الغرب أقدم على هذه الخطوة المجنونة بمحاربة ايران، ويبدو أن الغرب يعد لها العدة. فمنظومة الدرع الصاروخية موجهة ليس ضد إيران بل لمواجهة روسيا إذا أجبرت الأخيرة للدخول الى الحرب. وسيشتعل الشرق الأوسط بأكمله، وبالتالي ستتحول الحرب إلى حرب عالمية، لان إيران بالتأكيد ستنقل الحرب إلى الأراضي السعودية والجزيرة العربية في حال مهاجمتها، حزب الله مع سورية سيتخذان كذلك موقفا من تلك الحرب باعتبارهما حليفين لايران.
ان الغرب هو من أشعل نار الفتنة بين الشيعة والسنة، وعملاء المخابرات الامريكية والبريطانية حرضوا على ذلك، الشيء نفسه ينطبق على الحركات الارهابية التي تنشط داخل ايران. أي حرب محتملة ستنتقل إلى الاراضي الغربية لا محال، فايران ليست القذافي، والإيرانيون ليسوا الشعب الليبي.. لا يخافون الموت، متدينون جدا، لذلك انا شخصيا لا أنصح أيا كان بمحاولة الاقدام على مواجهة إيران.. ستختفي كل التناقضات الداخلية في ايران بمجرد اقتراب العدو من حدودها.
س- برأيكم اين تقف روسيا من هذه الأحداث المتسارعة في المنطقة؟
ج- أتمنى أن تلعب روسيا دورا أكثر صلابة وفعالية بعد الانتخابات الرئاسية، وتدافع عن حلفائها الاستراتيجيين كإيران. إن عدو ايران الأول في المنطقة هو السعودية، هذا واضح ومعروف، فهي المنافس الاقتصادي الأول لإيران في المنطقة والحليف الرئيسي للولايات المتحدة في شبه الجزيرة العربية، ولها خلافات دينية عميقة مع ايران. لذلك أعتقد أن روسيا عليها الحفاظ على مبادئها بشكل واضح وفعال. كما أرى أن أي نزاع مسلح سينشب على مسافة ألفين أو ثلاثة آلاف كيلومتر عن حدود روسيا، بالتأكيد لا يصب في مصلحة روسيا. لذلك أرى أن على موسكو تنفيذ كل التزاماتها المتعلقة بتصدير منظومة "اس-300" أو حتى "اس-400"، كذلك عليها ابرام المعاهدات واتمام الصفقات العسكرية مع إيران كما في كل المجالات الأخرى".