أقوال الصحف الروسية ليوم 30 اكتوبر/تشرين الاول
أسبوعية "ناشا فيرسيا" تتحدث عن خطط مؤسسة "روس آتوم" الروسية المتخصصة بالطاقة النووية. فتقول إنها بصدد بناء 35 مفاعلاً نووياً لتوليد الطاقة الكهربائية في 15 دولة. وتنقل الصحيفة عن المسؤول في المؤسسة فلاديسلاف كوروغودين أنها تشارك في مناقصاتِ تشييد محطاتٍ كهروذرية في كلٍ من مصر والأردن. وفي هذا المجال يشير المراقبون إلى أن الطلب على التكنولوجيا النوويةِ الروسيةِ السلمية لا يزال مستقراً رغم المنافسة الشديدة في السوق العالمية. ويلفت كاتب المقال إلى أن روسيا تسعى عبر "روس آتوم" إلى امتلاك المحطات الكهروذرية التي تبنيها في الخارج. وفي هذه الحال ستكون ملزمةً بمعالجة النفاياتِ النووية الناتجةِ عن عمل هذه المحطات. ولهذا الغرض صمم العلماء الروس مفاعلاً نووياً يختصر كمية النفاياتِ النوويةِ إلى النصف مقارنةً بالمفاعلات الحالية.
أسبوعية "أرغومنتي إي فاكتي" تنشر نص مقابلةٍ مع الفائز بميدالية فيلدس الدوليةِ للرياضيات الروسي ستانيسلاف سميرنوف. جاء في المقابلة أن هذا العالم الذي نشأ في مدينة سان بطرسبورغ يعمل في الخارج كالعديد من العلماء الروس، ولكنه لا يعتبر نفسه مهاجراً. ويقول إنه يُمضي الكثير من الوقت في مدينته، حيث يلقي المحاضرات ويمارس نشاطاته الأخرى كغيره من المواطنين. وعن ظروف العمل يشير سميرنوف إلى أن الرواتب في الغرب أفضل، وكذلك بالنسبة للمعداتِ والأجهزةِ العلمية، ناهيك عن احترام العلماء وتقديرهم من قبل الجهات الرسمية. وفي ما يتعلق بوادي السيلكون الروسي في سكولكوفو يوضح العالم أن دولاً سبقت روسيا في هذا المجال، ولكنها لم تفلح في تحقيق أية نتائجَ حتى الآن. ويرى سميرنوف أن من الأجدى للروس الاهتمامَ بتطوير الكلياتِ الأساسية في جامعتي موسكو وبطرسبورغ.
صحيفة "سوبيسيدنيك" الاسبوعية تعلق على تقريرٍ أصدره بنك "كريدي سويس" السويسري عن مستوى الرفاهية في مختلف بلدان العالم. يلاحظ معدو التقرير أن مداخيل الروسِ في السنوات العشر الأخيرة تحسنت بوتائرَ أسرعَ من مثيلاتها في البلدان الأخرى. ومما يبعث على السرور - كما تقول الصحيفة - أن معدل زيادةِ دخل المواطن الروسي تضاعف خمس مرات خلال الفترة المذكورة، وذلك رغم دخله السنوي المتواضع. ومن ناحيةٍ أخرى يبين التقرير أن ربع ما يملكه سكان العالمِ من أموالٍ ملكيةً خاصة يعود للأمريكيين. أما الأغنى في العالم فهم الأستراليون، إذ يبلغ متوسط دخل الواحدِ منهم 320 ألفَ دولارٍ سنوياً. ويأتي في المرتبة الثانية المواطن الأمريكي. أما ثروة المواطن الروسي فتبدو زهيدةً مقارنةً بهذه الارقام، إذ يبلغ متوسط دخلهِ السنوي 10500 دولارٍ فقط.
أسبوعية "سوبيسيدنك" تلقي الضوء ايضا على الأوضاع الامنية في شمال القوقاز، فتقول ان التوتر لا يزال يسود هذا الإقليم بالرغم من تطمينات السلطات للمواطنين. وجاء الهجوم المسلح على البرلمان الشيشاني في الأسبوع الماضي ليؤكد استمرار القلاقل هناك. لكن المنطقة الأكثر سخونة في القوقاز بحسب الصحيفة هي داغستان. وإذا ما اندلعت الحرب في هذه الجمهورية المتعددة القوميات فستفوق بنطاقها وضراوتها على حرب الشيشان. ويشير المراقبون إلى ان المتمردين في داغستان ينقسمون إلى ثلاث فئات: المتطرفون الدينيون؛ والمجرمون الفارون من وجه العدالة؛ والأشخاص الذين تعرضوا للإهانة من طرف أحد أفراد الشرطة أو مسؤول محلي ما. وهؤلاء المهانون ينتقمون من جميع رجال الشرطة والمسؤولين دون تمييز. وما يزيد الطين بلة هو تفشي الفساد في داغستان، فلتسجيل طفل في الروضة يجب دفع رشوة للمسؤولين. والتسجيل في الجامعة يكلف ما بين 10 آلاف و 15 ألف دولار، بينما الحصول على وظيفة في القطاع الحكومي يكلف أكثر من ذلك. لقد بلغ الأمر في هذه الجمهورية درجة اللامعقول، فحتى الالتحاق بأقسام مكافحة الفساد والتطرف يتم في أحيان كثيرة بواسطة الرشوة، وقد يصل المبلغ إلى 100 ألف دولار. وبعد أن يتسلم الموظف الجديد مهام منصبه في القسم يبدأ باختلاق قضايا جنائية لتعويض ما دفعه من رشى. وللمناصب الأخرى تسعيرتها الخاصة، فمنصب رئيس البلدية يكلف مليوني دولار، بينما تصل تعرفة منصب عمدة المدينة إلى 5 ملايين دولار. أما من لا يملك مالا فلا أهمية له إلا إذا امتلك بندقية رشاشة. ويشار إلى ان منصب رئيس المحكمة العليا في داغستان لا يزال شاغرا منذ عام بسبب المساومة الدائرة على سعره، كما يقول أحد المسؤولين في جهاز الشرطة. ويتناقل سكان الجمهورية نكتة مفادها ان الرئيس الروسي سأل رئيس داغستان عما إذا كان مبلغ العشرة مليارات روبل الذي أرسل من موسكو كافيا لاحتياجات الجمهورية ، فأجابه الأخير انه شخصيا اكتفى بالمبلغ، أما الشعب فلم يكتف. ولا يخفى على الكثيرين ان المسؤولين يدفعون للمسلحين مقابل أمنهم الشخصي، فغالبا ما يتلقى هذا المسؤول أو ذاك رسالة قصيرة على الهاتف الخلوي ، تقول "نحن نعلم أنك مختلس، فإما أن نتقاسم ما تختلسه ، وإما الموت". ويرى كاتب المقال ان لدى المسلحين خططا بعيدة المدى، ففي الآونة الأخيرة اكتشف العسكريون مخبأ في إحدى غابات داغستان يحتوي على كميات كبيرة من الأغذية والملابس والعتاد العسكري بما في ذلك أجهزة للرؤية الليلية، ما يعني ان التحضير للحرب يجري على قدم وساق.
نشرت صحيفة " أرغومنتي إي فاكتي" مقالا جاء فيه أن الفجوة بين البلدان المتطورة والبلدان المتخلفة تقلصت كثيرا في القرن العشرين ، وخاصة في المجال الاقتصادي. وتضيف أن اليابان مثال على ذلك، فهذا البلد الذي هُزم في الحرب ورزح تحت الاحتلال، تحول في غضون ثلاثة عقود فقط من دولة منغلقة إلى دولة رائدة في العالم، وذلك بفضل فكرة التحديث السياسي والاجتماعي التي جلبها الأمريكيون معهم. كما أن الصين وكوريا الجنوبية والهند والبرازيل تندفع إلى الأمام بقوة مدهشة على مرأى من العالم أجمع. إن الحافز الهام للتحديث في هذه البلدان هو التضامن الوطني في كل منها. ويبدو النجاح واضحا على وجه الخصوص حيث إرادة الشعب وإرادة السلطة تعملان في اتجاه واحد. وهذا ما تبينه تجربة اليابان التي تحولت قضية التحديث فيها إلى ديانة للمواطنين. وتلاحظ الصحيفة أن لا وجود لمثل هذا التضامن في روسيا، بل أن المختصين في علم الاجتماع يتحدثون بمزيد من القلق عن تشتت الأمة. إن السلطة تلوح براية التحديث بينما الشعب يرى قمة البيروقراطية مشغولة بترسيخ الوضع الذي يتيح لها الإثراء. وتنقل الصحيفة عن مدير المركز الروسي لدراسات الرأي العام فاليري فيودوروف أن المرء "يسمع من القصور شخير المتخمين، ومن الأكواخ همهمة الجياع". إن التفاوت الهائل بين مستويات معيشة بعض فئات المجتمع يؤدي إلى فقدان الوحدة السياسية. ولذا ليس ثمة ما يدعو للاستغراب أن تخلو روسيا من طموح جماعي نحو التحديث. ومن جانبهم يحاول بعض الخبراء التخفيف من هذا الواقع بالحديث عن "مزايا ملموسة" لامتلاك مصادر الطاقة، ويحاولون التنبؤ بآجال نضوب الخامات. البعض يقول إن الخامات كافية لمئة عام ، بيننا يرى البعض الآخر أنها لن تنفد قبل مئتي عام. وتحذر الصحيفة في ختام مقالها من أن الوضع في قطاع التكنولوجيا وتوفير الطاقة على صعيد العالم يتغير بسرعة فائقة قد تؤدي في غضون بضعة عقود إلى تبخر تلك "المزايا" التي يتحدث عنها الخبراء . فما العمل عندئذ؟
مجلة "بروفيل" تنقل عن رئيس الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف ان قيادة البلاد غير قادرة على مواجهة المشكلات التي تعترض روسيا. ويرى غورباتشوف ان على هذه القيادة ممثلة بدميتري مدفيديف وفلاديمير بوتين ان تنصت للشعب لتجنب القلاقل الجماعية. ويشير إلى ان اندلاع القلاقل قد يؤدي إلى تفكك روسيا وانهيارها كما انهار الاتحاد السوفيتي. ويضيف السياسي الروسي المخضرم ان الثنائي الحاكم "غير قادر على تحسين الأوضاع". وروسيا في وضعها الحالي أشبه "بمستنقع للركود والخمول والفساد". ويحذر من ان التوتر المتراكم في المجتمع قد ينقلب فجأة إلى مظاهرات عارمة، وعندها ستلحق المصيبة بالجميع على حد تعبيره. وحالما يدرك الناس ان رأيهم لا يعني شيئا سيخرجون إلى الشوارع. وسينفذ صبر المواطنين إذا استمرت السلطات باتباع سياسة اللامبالاة، وعندها ستنفجر موجة الغضب والفوضى، وهو ما لا يمكن السماح به في روسيا.
ومن ناحية أخرى تشير المجلة إلى ان ميخائيل خودوركوفسكي الرئيس السابق لشركة يوكوس النفطية، نزيل أحد السجون الروسية حاليا، طرح الأسبوع المنصرم توقعات كارثية من هذا القبيل. تحت عنوان "تاريخ روسيا والعصر الحديث: درسي الخاص الذي سيفيد قيادة البلاد"، نشر خودوركوفسكي في صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالا جاء فيه ان "روسيا ستعاني أزمة نظام في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين"، لأن هذا النظام "مبني على الفساد الشامل والإدارة اليدوية". ويضيف ان الفطنين وأصحاب المبادرة من الروس الذين يحسنون استشراف المستقبل، يدركون هذا الأمر حق الإدراك، على عكس النخبة الحالية التي تقف عاجزة عن ذلك. ويرى رجل الأعمال السجين ان الجيل الجديد من الساسة الروس الذي سيدخل معترك الحياة السياسية قريبا ينظر إلى العالم نظرة موضوعية، ويراه عالما ديناميكيا سائرا في طريق العولمة. وتلاحظ "بروفيل" أن الرئيس السابق لشركة يوكوس لا يزال متفائلا على الرغم من وجوده سنوات خلف القضبان؛ فقد جاء في مقاله في الصحيفة الأمريكية ان الجيل الجديد جاهز لتقبل التنافس السياسي الحقيقي، ومؤمن بطرح أفكاره لمناقشتها مع المجتمع علنا. كما أن أعضاء هذه المؤسسة السياسية الجديدة يدركون ضرورة وجود مؤسسات حكومية واجتماعية قادرة على العمل، بما فيها القضاء المستقل والبرلمان وأجهزة الإعلام. وهم مستعدون لإدارة آلية دولة حديثة ومعقدة، لن يحاولوا تبسيطها وتحويلها إلى تراتبية بدائية للسلطة التنفيذية.