الخارجية الروسية: رفع حظر الطيران فوق ليبيا خطوة هامة لتسوية الوضع في البلاد
اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان رفع حظر الطيران فوق ليبيا خطوة هامة نحو بدء عملية التسوية في مرحلة ما بعد النزاع في البلاد، مشيرة الى حصول خرق فظ لتفويض مجلس الامن الدولي من قبل الناتو خلال تنفيذ العملية في ليبيا.
اعلنت وزارة الخارجية الروسية يوم الجمعة 28 اكتوبر/تشرين الاول ان رفع حظر الطيران فوق ليبيا خطوة هامة نحو بدء عملية التسوية في مرحلة ما بعد النزاع في البلاد.
وجاء في بيان للوزارة نشر نصه في موقعها الرسمي على الانترنت ان"الجانب الروسي طرح مسألة اتخاذ مثل هذا القرار من قبل مجلس الامن الدولي أكثر من مرة، وذلك انطلاقا من ان الوضع في ليبيا شهد تغيرات جذرية. فتمت ازالة الخطر على امن المدنيين الذي كان يشكله النظام السابق، واصبحت عملية "الحامي الموحد" غير مبنية على اي اساس".
واكدت الوزارة في بيانها: "وبالتالي اتخذت خطوة هامة نحو بدء عملية التسوية في مرحلة ما بعد النزاع في ليبيا والتي يجب ان تجري تحت رعاية مجلس الامن الدولي. ومن الاهمية بمكان ان القرار يشدد على مهمة تشكيل حكومة واسعة التمثيل في البلاد. ووجهت الى السلطات الليبية الجديدة الدعوة للتمسك بالديمقراطية وسيادة القانون ومبادئ المصالحة الوطنية، ولاتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لتفادي الاضطهادات وعمليات التنكيل".
واشارت الخارجية الروسية الى ان موسكو "على استعداد للمساعدة في بناء دولة ديمقراطية بليبيا واعمار البنية التحتية الاقتصادية هناك، وذلك في اطار علاقات الصداقة التقليدية مع ليبيا. ونعول على ان السلطات الليبية ستتمسك بالتزاماتها الدولية وفقا لما اكدته مرارا".
واعادت الوزارة الى الاذهان ان "روسيا قد اشارت غير مرة الى ان المشاركين في عملية الناتو(في ليبيا) لجأوا الى تفسير واسع غير مسموح به لقرار مجلس الامن رقم 1973، وبذلك يكونوا قد خرقوا بشكل فظ التفويض الذي منحه لهم المجلس".
هذا وكان مندوب روسيا الدائم لدى الناتو قد انتقد في وقت سابق طريقة تنفيذ الحلف لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1973، قائلا ان الناتو انتزعت الحق في تقرير مستقبل ليبيا الذي "تمثل في نهاية المطاف في الاختيار بين الاستبدادي والنزعة الاسلامية"، حسبما نقلت عنه وكالة "ايتار - تاس".
ولم يوافق روغوزين على ما جاء في تصريح اندرس فوغ راسموسن الامين العام للناتو الذي قال ان الحلف "كان يتمسك بشكل كامل بتفويض مجلس الامن الدولي لحماية السكان المدنيين في ليبيا وضمان منطقة حظر الطيران وحظر توريدات السلاح".
وذكر المندوب الروسي انه ستكون من الضروري خلال اجتماع مجلس روسيا - الناتو على مستوى وزراء الخارجية المقرر عقده يوم 8 ديسمبر/كانون الاول "دراسة صعبة للعبر الليبية". واضاف قوله: "لن يتسنى لنا تجنب تحليل عملية الناتو في ليبيا حيث قام الحلف استنادا الى تفسير واسع للغاية لقرار مجلس الامن الدولي بانتزاع الحق في تقرير مصير البلاد بدلا من الليبيين".
هذا وكان مجلس الامن الدولي قد تبنى بالاجماع يوم الخميس الماضي القرار رقم 2016 الذي ترفع بموجبه اعتبارا من 1 نوفمبر/تشرين الثاني كافة الاجراءات المفروضة بموجب قراره رقم 1973 لحماية السكان المدنيين في ليبيا.
خبير سياسي: النصر العسكري في ليبيا لا يضمن النصر السياسي
قال اندريه مورتازين الخبير في شؤون الشرق الاوسط في حديث لقناة "روسيا اليوم" ان الدرس الرئيسي الذي يمكن استخلاصه من العملية الدولية في ليبيا هو ان "النصر العسكري لا يعني النصر السياسي"، مشيرا الى ان حلف الناتو "نفذ مهمة عسكرية ودمر القوة العسكرية للعقيد القذافي وقام باسقاط النظام، ولكن في نفس الوقت ليس هناك نصر سياسي". ووصف الوضع في ليبيا بالفوضى، مضيفا ان مستقبل البلاد غامض جدا.
واعرب مورتازين عن اعتقاه بان "حلف الناتو باعتباره حلفا عسكريا نفذ كل ما باستطاعته ان يعمله"، مشيرا الى ان الحلف لا يستطيع تنفيذ المهام السياسية، علما بان ذلك ليس من وظائفه. وتابع قوله ان الحضور العسكري لحلف الناتو في ليبيا هو ضمانة امنية شخصية لمصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وضمانة لهؤلاء الذين كانوا يعولون على الناتو. واشار الى ان هناك قوى سياسية معادية لهم، ملفتا الانتباه الى تزايد نفوذ الاصوليين.
وتطرق الخبير الى موضوع انتشار الاسلحة في ليبيا، وقال ان بقاء مخازن كثيرة للاسلحة بدون اشراف ينطوي على خطر وقوع هذه الاسلحة في ايدي الارهابيين وتجار السلاح. واضاف انه على اعتقاد بان السلطات الليبية الجديدة غير قادرة على السيطرة على الوضع في هذا المجال.