زرداري يدعو واشنطن الى الحوار بدلا من كيل الاتهامات التي تخدم الارهابيين
دعا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الولايات المتحدة الى الحوار بدلا من المواجهة وتوجيه الاتهامات، مؤكدا ان المسلحين هم أكثر من استفاد من التصريحات الهجومية الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين ضد باكستان، وانها تصب في صالح الإرهابيين بشكل مباشر.
دعا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الولايات المتحدة الى الحوار مع اسلام آباد بدلا من المواجهة وتوجيه الاتهامات إليها، مؤكدا ان المسلحين هم أكثر من استفاد من التصريحات الهجومية الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين ضد باكستان، وانها تصب في صالح الإرهابيين بشكل مباشر.
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" في عددها الصادر يوم السبت 1 اكتوبر/تشرين الاول مقالا لزرداري كتب فيه ان "الديمقراطية تفضل دائما الحوار على المواجهة، وهذا الأمر ينطبق على باكستان أيضا حيث استفاد الإرهابيون، الذين يهددون بلدنا والولايات المتحدة من الهجمات اللفظية للبعض في واشنطن على باكستان".
وأكد إن الإستراتيجية التي انتهجتها الولايات المتحدة تدمر العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن وتقوض الأهداف المشتركة لقمع الإرهاب والتطرف.
ووصف الاتهامات الأخيرة ضد باكستان بأنها خطوة إلى الوراء في المجهود الحربي والمصالح الاستراتيجية المشتركة.
ونوه الرئيس الباكستاني بأن بلاده قدمت التضحيات أكثر من اي طرف آخر في الحرب على الإرهاب، مؤكدا التزام بلاده بمواصلة الحرب ضد الارهابيين رغم الظروف الصعبة التي تواجهها.
واعرب عن خيبة امله من الموقف الامريكي قائلا في مقالته: "لم نكن نتوقع رد أمريكا الحليف الأقوى لنا، بهذه الاتهامات في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون الباكستانيون من كارثة الفيضانات، ما صدم جميع أطياف الأمة التي تعاني من خطر الإرهاب على مدى عقود".
وقال زرداري إنه "بعد هجمات 11 سبتمبر دعمت الولايات المتحدة، وهي أكبر ديمقراطية في العالم، ديكتاتورا في باكستان (برويز مشرف)، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن قتل 30 ألف مدني باكستاني و5000 عسكري ورجل أمن بسبب العقلية العسكرية التي تتهم أمريكا اليوم باكستان بدعمها".
وأضاف: "عانينا من 300 تفجير انتحاري من قبل قوات يقال إنها تجد الملاذ ضمن حدودنا. انفقنا حوالي 100 مليار دولار على المجهود الحربي، وخسرنا مئات مليارات الدولارات بسبب وقف الاستثمارات الأجنبية".
واشار الى ان "الشارع الباكستاني لديه الآن الكثير من الأسئلة، وشعبي يسأل، هل دماؤنا رخيصة إلى هذا الحد؟ هل حياة أطفالنا لا قيمة لها؟ هل يجب علينا أن نحارب وحدنا فى منطقتنا؟".
وتابع: "نحن نخطط حاليا للتحضير لمرحلة ما بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، وأشعر أننا سنواجه عاصفة من النار، إذا لم نضع خططا بديلة للقضاء على هذه المجموعات الإرهابية، ونتحمل المسئولية وحدنا. أين الولايات المتحدة الآن؟، فنحن نقاتل نفس العدو، ونتقاسم نفس القيم الديمقراطية، ونقدر معا الأزمات الاقتصادية، لكن تم مؤخرا توجيه الاتهامات ضدنا وضد مجهودنا الحربي ومصالحنا الاستراتيجية المشتركة. لكن لم نتوقف إطلاقا، وسنستمر فى استصلاح الأراضي وتعمير بلادنا من دون الولايات المتحدة، لأننا شعب عنيد، ولن نسمح أن يكون الدين سببا للإرهاب والاضطهاد.
واختتم المقال قائلا: "أخيرا كلما أسرعنا فى وقف إطلاق السهام اللفظية، ونسقنا مواردنا ضد التعصب، سيكون باستطاعتنا استعادة الاستقرار والامن لبلادنا ".
المصدر: وكالات