بوغدانوف: من السابق لأوانه الحديث عن الاستقرار في مصر وعملية السلام هي المهمة الأساسية
أعلن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحقيق الاستقرار بشكل نهائي في مصر. وبشأن التسوية السلمية في الشرق الأوسط أكد بوغدانوف أن تحقيق حل عادل وشامل ودائم للنزاع العربي الإسرائيلي يجب أن يبقى المهمة الأساسية في المنطقة على خلفية الثورات والاحتجاجات المتواصلة هناك.
أعلن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحقيق الاستقرار بشكل نهائي في مصر.
وقال الدبلوماسي الروسي في حديث لوكالة "إيتار - تاس" الروسية يوم الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول إن "المظاهرات الحاشدة في القاهرة أصبحت جزء لا يتجزأ من الحياة السياسية المصرية، وهي للأسف لا تجري دائما بصورة سلمية"، إلا أن مصر تمكنت من الحيولة دون وقوع مواجهات أهلية وأعمال عنف واسعة كما حدث في ليبيا أو اليمن.
وأشار بوغدانوف إلى أن "مصر تعطي مثالا للتخلص الشرعي بشكل عام من المشاكل الاقتصادية والسياسية المتراكمة"، مضيفا أنه بدأت في البلاد حملة انتخابية وعملية تأسيس أحزاب سياسية جديدة تستعد للمنافسة على مقاعد البرلمان، كما تم تحديد آليات وضع دستور جديد. وقال الدبلوماسي الروسي إن ذلك هيأ الظروف اللازمة لإطلاق حوار مفتوح على أساس وطني واسع بهدف وضع خطة إصلاحات تتناسب مع كل المجتمع.
وبشأن تونس قال ميخائيل بوغدانوف إن الوضع هناك "يتحول إلى المجال السياسي أكثر فأكثر"، أما المظاهرات المستمرة فتحمل طابعا سلميا في معظم الأحوال.
وأشار يوغدانوف إلى دور الإسلاميين في الحياة السياسية التونسية، قائلا إن الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد قد تلعب دور المحفز في مواجهة جديدة بين حركة "النهضة" الإسلامية ومعارضيها في حال فوز "النهضة" في الانتخابات البرلمانية.
وأكد أن روسيا تدعو لتحقيق وفاق وطني في تونس بأسرع ما يمكن من خلال حوار ديمقراطي وإجراء إلاصلاحات المطلوبة، مشيرا إلى ان موسكو مستعدة لدعم الديمقراطية التونسية قدر الإمكان.
بوغدانوف: عملية السلام يجب أن تبقى المهمة الأساسية في المنطقة
وبشأن التسوية السلمية في الشرق الأوسط أكد ميخائيل بوغدانوف أن تحقيق حل عادل وشامل ودائم للنزاع العربي الإسرائيلي على أساس القانون الدولي يجب أن يبقى المهمة الأساسية في المنطقة على خلفية الثورات والاحتجاجات المتواصلة هناك.
وأضاف أن "الركود المستمر في العملية السلمية يهدد أكثر فأكثر بعواقب سلبية في التطور اللاحق للأحداث"، مشيرا إلى أن الأحداث الأخيرة في جنوب إسرائيل وقطاع غزة التي أودت بحياة مدنيين بينهم أطفال تدل على ذلك.
وأكد على أن استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي ما زال يقلق روسيا، مضيفا أن الخطوات الإسرائيلية الأخيرة في هذا الاتجاه لا تخدم العملية السلمية وتدمر فرص إعادة إطلاق العملية السياسية التي تظل ضئيلة بحد ذاتها.
وقال الدبلوماسي الروسي إن الفلسطينيين أكدوا أكثر من مرة أن توجههم إلى الأمم المتحدة ليس بديلا لعملية المفاوضات. وأضاف أن روسيا ستواصل عملها بنشاط في الإطار الثنائي وفي اللجنة الرباعية الدولية من أجل إيجاد أساس لاستئناف مفاوضات السلام.
كما أشار ميخائيل بوغدانوف إلى أن تجاوز الانقسام الفلسطيني الداخلي يبقى قضية مهمة، قائلا إنه يجب مواصلة العمل في هذا الاتجاه من خلال إجراء انتخابات ديمقراطية وحرة وشفافة. كما أشار إلى أهمية أن تكون الحكومة الفلسطينية الجديدة مقبولة في الساحة الدولية.
موسكو قلقة إزاء عدم استعداد السلطة والمعارضة في اليمن لتقديم تنازلات
وفي الشأن اليمني أعرب بوغدانوف عن قلق موسكو إزاء عدم استعداد السلطة والمعارضة في اليمن لتقديم تنازلات وقال: "ما تزال هناك مظاهر المواجهة المسلحة بين أجهزة الأمن والمليشيات القبلية، وينفذ مسلحو القاعدة في الجزيرة العربية وغيرها من التنظيمات المتشددة هجمات في عدد من المدن، ويواصل المواطنون احتجاجاتهم".
وأضاف المسؤول الروسي انه "يبدو أن لا أحد من الأطراف المتنازعة يعرب عن استعداده لتقديم تنازلات مهمة. ولا يستبعد بعضها اللجوء إلى القوة من أجل تحقيق أهدافها، الأمر الذي يخلق ظروفا لمرحلة جديدة في تصعيد المواجهة الأهلية".
وأكد بوغدانوف أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز الدعم الدولي لمحاولات اليمنيين لإيجاد حل لصراعهم الداخلي، مشددا على "ضرورة استخدام التجربة الموجودة، بما في ذلك المبادرة الخليجية".
ودعا بوغدانوف التنظيمات السياسية اليمنية إلى إلاسراع بالبحث عن حلول وسط من أجل إخراج اليمن من الأزمة، مؤكدا على استعداد روسيا لدعم التوافقات التي ستحققها القوات اليمنية خلال عملية التفاوض.
بوغدانوف: أي تدخل خارجي في لبنان غير مقبول
وفي الشأن اللبناني أكد بوغدانوف أن موسكو لن تقبل أي تدخل خارجي في لبنان وقال: "إن موسكو تراقب عن كثب الأوضاع في لبنان، وموقف بلادنا من الوضع في هذه الدولة ثابت، إننا مع تعزيز سيادتها واستقلالها السياسي ووحدتها الترابية والسياسية".
وواصل: "لا تزال هناك اختلافات سياسية عميقة بين مختلف القوى اللبنانية، وفي هذه الظروف من المهم مواصلة الجهود الرامية إلى حل مشاكل الأجندة الداخلية على أساس حوار واسع النطاق يستجيب لمصالح جميع اللبنانيين على الرغم من انتماءاتهم الدينية والعرقية.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن روسيا تراقب باهتمام التطورات حول القرار الاتهامي الذي قدمته المحكمة الدولية في شأن قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اعلن في 17 أغسطس/آب وقال: "إن روسيا التي دعمت المحكمة الدولية خلال فترة إنشائها تدعم مبدئيا الجهود الرامية إلى كشف حقيقة هذا الاغتيال ومساءلة الجناة".
وحول الوضع في جنوب لبنان أكد بوغدانوف أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ونشاط القوات الأممية هناك.
المصدر: وكالات.