الاسد: كان من المخطط اسقاط سورية خلال اسابيع قليلة
اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان الوضع الامني بات افضل لان المخطط كان اسقاط سورية خلال اسابيع قليلة، مشيرا الى تحقيق انجازات على الصعيد الامني.
اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان الوضع الامني بات افضل لان المخطط كان اسقاط سورية خلال اسابيع قليلة، مشيرا الى تحقيق انجازات على الصعيد الامني.
وقال الاسد في مقابلة مع التلفزيون الحكومي السوري مساء الاحد 21 اغسطس/اب ان "تزايد الاعمال المخلة بالامن او تراجعها لا يدل على تحسن الوضع او تفاقم الازمة، اذ لا نستطيع اخذ الجانب الامني بمعزل عن الجوانب الاخرى المهمة كالسياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها".
واكد الاسد "المهم ان نعرف اين نحن واين تكمن الاسباب السابقة للاحداث الحالية والتي ادت اليها وان نعرف لاحقا كيف نتعامل معها".
واشار الرئيس السوري الى انه "ما يطمئن اليوم ليس الوضع الامني، الذي يبدو على كل حال افضل، بل ان المخطط كان مختلفا وهو اسقاط سورية خلال اسابيع قليلة، ومن حمى الوطن هو وعي الشعب السوري".
ونوه الاسد ان الوضع الامني تحول خلال الاسابيع الماضية الى العمل المسلح، وتحديدا في الجمعة الاخيرة من خلال الهجوم على نقاط الجيش والامن والقاء القنابل وعمليات الاغتيال ونصب الكمائن لحافلات النقل العام سواء المدنية ام العسكرية.
واكد الاسد "نحن قادرون على التعامل مع هذا وبدأنا بتحقيق انجازات امنية مؤخرا لن نعلن عنها الآن لضرورة نجاحها، ولكنني لست قلقا واستطيع القول ان الوضع الامني افضل".
وأضاف الرئيس الأسد: "الحل في سورية سياسي ولا يوجد هناك ما يسمى بالحل الامني".
وبالنسبة للاصلاحات قال الاسد : "نحن في مرحلة انتقالية وسنتابع القوانين وسيكون هناك انتخابات ومراجعة للدستور، وأهم شيء في هذه المرحلة أن نستمر بالحوار"، مضيفا انه "من البديهي أن تكون هناك مراجعة لكل الدستور سواء كان الهدف المادة الثامنة أم بقية البنود السياسية".
وتوقع الاسد اجراء الانتخابات التشريعية في شهر شباط/فبراير من عام 2012.
وحول محاسبة المسؤولين عن حوادث القتل اكد الاسد ان "كل من تورط بجرم ضد مواطن سوري سواء كان مدنيا أم عسكريا سوف يحاسب عندما يثبت عليه ذلك بالدليل القاطع".
وعن موقف الدول الغربية من الاحداث في سورية واجراء الاصلاح فيها، اشار الرئيس السوري الى ان "الإصلاح بالنسبة لكل الدول الاستعمارية من الدول الغربية هو أن تقدم لهم كل ما يريدون وأن تتنازل لهم عن كل الحقوق وهذا شيء لن يحلموا به لا في هذه الظروف ولا في ظروف أخرى".
ونوه بهذا الصدد ان "علاقة سورية مع الغرب علاقة نزاع على السيادة ، وهدفهم المستمر أن ينزعوا السيادة عن الدول بما فيها سورية ونحن نتمسك بسيادتنا دون تردد".
وحذر الرئيس الاسد من شن اي عمل عسكري ضد سورية قائلا أن "أي عمل عسكري ضد سورية ستكون تداعياته أكبر بكثير مما يمكن أن يتحملوه".
وحول العقوبات المفروضة على سورية وتأثيرها على اقتصاد البلاد وحياة المواطنين قلل الاسد من تأثيرها مؤكدا ان سورية تملك اكتفاءا ذاتيا، وقال: "سورية لا يمكن أن تجوع، وذلك مستحيل ،فلديها اكتفاء ذاتي ، وموقعها الجغرافي أساسي لاقتصاد المنطقة، وأي حصار عليها سيضر بعدد كبير من دول المنطقة وسينعكس على دول أخرى".
واكد الاسد ان دعوات الدول الغربية الى تنحيته وفي مقدمها الولايات المتحدة "ليس لها اي قيمة".
وقال: "من خلال الامتناع عن الرد نقول كلامكم ليس له اي قيمة"، معتبرا ان "هذا الكلام لا يقال لرئيس لا يبحث عن المنصب ولم يأت به الغرب، رئيس اتى به الشعب السوري، رئيس ليس مصنوعا في الولايات المتحدة".
وعن اتهام النظام السوري بانتهاك حقوق الانسان عبر عمليات القمع الدامية بحق المتظاهرين المناهضين للنظام، قال الرئيس السوري "هذا مبدأ مزيف يستند اليه الغرب كلما اراد الوصول الى هدف".
واضاف: "لننظر الى التاريخ الراهن لهذه الدول من افغانستان الى العراق مرورا بليبيا، من هو المسؤول عن المجازر التي اوقعت ملايين الضحايا والجرحى والارامل واذا اخذنا وقوفها الى جانب اسرائيل نسأل من هو الذي يجب ان يتنحى".
كما تطرق الرئيس السوري في المقابلة الى الموقف التركي فقال "لا نعرف ما هي النوايا الحقيقية لتركيا لذلك نضعها في عدة احتمالات : هناك الحرص على سوريا، اذا كان الامر كذلك نقدر ونشكر حرص الاخرين على سوريا، واذا كان هناك قلق من ان تؤثر الاحداث في سوريا على تركيا فهذا قلق طبيعي".
لكنه تدارك "اما اذا كانت هناك محاولة لاخذ دور المرشد والمعلم فهذا مرفوض رفضا باتا من اي مسؤول وحتى من تركيا".
وتوقع صدور قانون الاعلام "قبل انتهاء شهر رمضان".
وعن قانون الاحزاب قال الاسد "خلال ايام سيصدر قرار يسمي لجنة قانون الاحزاب وابتداء من الاسبوع المقبل يكون بالامكان قبول طلبات لاحزاب جديدة".
وقال: "نحن في مرحلة انتقالية وسيكون هناك إنتخابات بعد مراجعة الدستور، فهذه المرحلة حساسة وأهم شيء الإستمرار في الحوار"، معتبراً أن "الحوار خلال المرحلة الإنتقالية مهم جدا، ونحن نحضر لأن يكون هناك حوار على مستوى المحافظة"، ولفت إلى أن "هناك من طرح تعديل المادة 8 التي هي جوهر النظام، إلا أن تبديلها فقط كلام غير منطقي، كما ان تبديل باقي المواد من دون المادة 8 أيضا غير منطقي، ومن البديهي أن يكون هناك مراجعة لكل الدستور، فعلى الأقل الحزمة المرتبطة ببعضها البعض".
وكشف في نفس السياق انه "في هذا الأسبوع حتى يوم الخميس المقبل، سيتم إصدار لجنة الأحزاب المؤلفة من وزير الداخلية وقاض و 3 شخصيات مستقلة، وهذه اللجنة معنية بتلقي طلبات الأحزاب، وقانون الإنتخابات أيضا سيكون جاهز وهو مرتبط بقانون الأحزاب وبقانون الإدارة المحلية الذي سيصدر في الأيام القليلة المقبلة".
وأضاف: "تم الإتفاق على إصدار ثلاثة قوانين، قانون إلغاء حال الطوارئ، قانون الأحزاب وقانون الإنتخابات، فكل من يريد أن يؤسسس حزب يمكنه أن يتقدم بطلب للجنة الأحزاب، وإنتخابات الإدارة المحلية من المفترض أن تكون عمليا في شهر كانون الأول المقبل، أما قانون الإعلام فالمفروض أن يصدر قبل نهاية شهر رمضان أي قبل العيد".
وبالنسبة لدور الشباب السوري، أكد الأسد أنه لاحظ خلال الحوارات التي أجراها مع هذا الشباب أن "شباب لديه شعور كبير بالإحباط، وهذا خطير جداً، لأن عندما يحبط الشباب فهذا يعني أن الطاقة في الوطن تهمد".
وعن موضع الاكراد، قال: "لقد زرت محافظة الحسكة في العام 2002 وقد طرح علي خلال لقائي فعاليات المحافظة ومن بينهم الأخوة الأكراد موضوع الجنسية، وقلت لهم في حينها إن هذا الموضوع حق ويجب معالجته، لأن هناك حالة إنسانية، فهذه القضية طرحت منذ العام 2002، والأكراد هم من النسيج السوري".
وتطرق الأسد إلى الوضع الإقتصادي في سوريا، فاعتبر أن "الوضع الإقتصادي خلال الشهرين الماضيين بدأ يستعيد عافيته".
واعتبر الاسد أن "الإعلام يجب أن يكون له دور محوري وأساسي في المرحلة المقبلة، وأن يكون موضوعيا، ففي المرحلة الإنتقالية سيكون فيها الكثير من العثرات وهنا يكون دور الإعلام مهما جدا"، مشيرا إلى أن "الإعلام الرسمي لا يمكن أن يكون إعلاما خاصا في كل العالم، فعندما نفهم كل هذه الأمور يصبح التقييم موضوعيا، والإعلام الرسمي في سورية حقق في الشهرين الأخيرين نقلة مهمة إلى الأمام".
وختم بالتأكيد أنه "عندما القول إن سورية خرجت أقوى من الأزمات التي مرت بها سابقا، فهذا يعني أن الشعب السوري هو الذي خرج أقوى".
واعرب الاسد عن ثقته بمرور الازمة قائلا "إنني مطمئن لأن الشعب السوري كان دائما يخرج أقوى.. و بشكل طبيعي هذه الأزمة كأي أزمة سوف تعطيه المزيد من القوة".
هذا، واعتبر المحلل السياسي السوري كامل صقر في حديث لـ"روسيا اليوم" من دمشق ان خطاب الرئيس الاسد "حمل بشكل او بآخر بعضا من التحد للغرب وخصوصا للولايات المتحدة، وابدى نوعا من القوة في مجابهة طلب التنحي".
من جانبه وصف الكاتب والناشط السياسي السوري لؤي حسين في حديث لـ"روسيا اليوم" من دمشق ان "حوار الاسد لم يتضمن الكثير من جديد القول" وقال "لا اعتقد ان الشارع انتظر الكلمة او سمعها كاملة مثل المرات السابقة"، مضيفا ان "بؤرة الصراع هي على الحريات التي مازالت مصادرة في سورية ومايزال هناك اعتقالات عشوائية".
بدوره، اكد المحلل السياسي السوري عمران الزعبي في حديث لـ"روسيا اليوم" من دمشق ان "واقع سورية الجيوسياسي هام جدا وبالتالي فهي ليست دولة هامشية في المنطقة وهي اساسية وقوية في نفس الوقت باكتفائها الذاتي وبقوتها الشعبية والعسكرية".
من ناحيته، قال المحلل السياسي حسين عبد الحسين في حديث لـ"روسيا اليوم" من واشنطن انه لو كانت حزمة الاصلاحات التي تطرق اليها الاسد كافية لكانت الاوضاع هادئة، واشار الى ان "الحديث عن الاصلاحات مستمر منذ اشهر ومن الرئيس، الذي لم يأتي بجديد".
واضاف: "استغرب لمن توجه الرئيس الاسد بهذا الحديث، فلا الى الداخل، وان كان للخارج فكل الحكومات لديها اجهزة استخبارات في الداخل السوري تنقل لها حقيقة ما يجري على الارض".