تعيين الجنرال نجدت أوزيل رئيسا للاركان العامة للقوات المسلحة التركية
انتهت عملية تجديد القيادات العسكرية العليا للجيش التركي وذلك في أعقاب اجتماع المجلس العسكري الاعلى الذي اختتم اعماله يوم 4 اغسطس/آب واستغرق 4 ايام.
انتهت عملية تجديد القيادات العسكرية العليا للجيش التركي وذلك في أعقاب اجتماع المجلس العسكري الاعلى الذي اختتم اعماله يوم 4 اغسطس/آب واستغرق 4 ايام. وصادق رئيس البلاد عبد الله غول على كل القرارات الصادرة عن المجلس في اليوم نفسه.
وتم تعيين الجنرال نجدت أوزيل رئيسا للاركان العامة للقوات المسلحة التركية. وكان أوزيل يشغل قبل ذلك منصب قائد قوات الامن التركية. وقدم في نهاية الاسبوع الماضي كل من إيشيك كوشانير رئيس الاركان العامة السابق في الجيش التركي وقادة القوات البرية والجوية والبحرية استقالاتهم. ونجم عن تلك الاستقالات تفاقم في العلاقات بين الجيش الذي كان يحظى سابقا بنفوذ كبير من جهة والحكومة التركية من جهة اخرى. وقد عبر القادة العسكريون بهذه الطريقة عن احتجاجهم على اعتقال مجموعة كبيرة من الضباط والجنرالات بتهمة محاولة تدبير انقلاب بهدف الاطاحة بحكومة طيب اردوغان. وقد اعتقل في هذه القضية 250 عسكريا ومنهم 173 ضابطا قيد الخدمة. كما القي القبض على 10% من جنرالات الجيش التركي على ذمة التحقيق بتهمة التخطيط لانقلاب ضد الحكومة الامر الذي أخرج الرئيس السابق للاركان العامة التركية الجنرال إيشيك كوشانيرعن الصبر حيث أعلن استقالته واتهم العدل التركي بالسعي الى تصوير القوات المسلحة كانها منظمة اجرامية.
وقد شغل الجنرال خيري كيفريك أوغلو الذي كان من قبل قائدا للجيش الميداني الاول منصب قائد القوات البرية. وتولى الاميرال مراد بلغيل الذي كان قبل ذلك قائدا لاحد الاساطيل التركية تولى قيادة السلاح البحري. وتولى الجنرال محمد أرتين قيادة السلاح الجوي التركي. وأصبح الجنرال بكير كليونجو قائدا لقوات الامن التركية.
يذكر أن قيادة الجيش التركي سبق لها أن دبرت انقلابا ضد الحكومة في 1960 و1971 و1980. كما أدى ضغط العسكريين على الحكومة في التسعينات إلى استقالة رئيس الوزراء نجم الدين اربكان، وهو الرئيس الأول للحكومة المؤيد للفكر الإسلامي في تاريخ تركيا. وقد أبدت القيادة العسكرية التركية أكثر من مرة تخوفها من التخلي عن مبدأ علمانية الدولة تحت حكم أردوغان ، وهو ما نفاه اردوغان بشكل قاطع عدة مرات.
ويجمع المراقبون على ان البلاد تشهد تغييرات راديكالية مرتبطة بفرض الرقابة المدنية على القوات المسلحة.
هذا واعتبرت رئيسة القسم التركي في معهد الاستشراق الروسي ناتاليا أولتشينكو في اتصال مع "روسيا اليوم" إن الآراء متضاربة حول أبعاد استقالة وتعيين ضباط في الجيش التركي.
واشارت الى ان "استقالة كبار قادة الجيش التركي وتعيين الضباط الجدد لهما تفسير مزدوج، وهناك آراء يناقض بعضها البعض".
وتابعت: "يعتقد البعض أن كل ما جرى في تركيا جزء من العملية الديمقراطية، وهي عملية إيجابية ومحتومة في إطار إحلال الديمقراطية في البلاد وعدم تسييس الجيش وتحويله إلى مؤسسة لا تؤثر على الحياة السياسية الداخلية التركية بل تحقق الأمن في البلاد. يبدو أن الأيام التي سيطر الجيش فيها على السياسة في البلاد قد ولت".
واضافت: "من جهة ثانية يعتقد البعض الآخر أن التغيرات الأخيرة هي عبارة عن الخطوة الأخرى في عملية احتكار الحكم لحزب العدالة والتطوير الحاكم وذلك للحصول على حرية الأعمال من أجل اتباع نهج إسلامي في الحياة واستقالة الضباط جاءت لإزالة العواقب نحو هذا الطريق. فخلال أحداث التاريخ كان دور الجيش يتمثل في تثبيت التقاليد العلمانية في تركيا. إذا هناك موقفان مختلفان والحقيقة ربما توجد في الوسط".