مجلس الامن يدين في بيان رئاسي استخدام السلطات السورية العنف ضد المدنيين
اعلن مجلس الامن في بيان رئاسي مساء الاربعاء 3 اغسطس/آب إدانة "الخرق الواسع لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية"، مطالبا السلطات السورية بـ"الاحترام الكامل لحقوق إلإنسان والتصرف بموجب واجباتها وفق القانون الدولي".
اعلن مجلس الامن في بيان رئاسي مساء الاربعاء 3 اغسطس/آب إدانة "الخرق الواسع لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية"، مطالبا السلطات السورية بـ"الاحترام الكامل لحقوق إلإنسان والتصرف بموجب واجباتها وفق القانون الدولي".
وأكد على أن "المسؤولين عن العنف يجب أن يخضعوا للمحاسبة".
وتضمن البيان الرئاسي دعوة الى "وقف فوري لكل أشكال العنف وحث كل الأطراف على التصرف بأقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الانتقامية بما فيها العنف ضد مؤسسات الدولة".
ووافقت كل من روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، التي مانعت سابقا إصدار المجلس أي قرار ضد سورية، على نص البيان الرئاسي.
ومع ذلك فان ممثلة لبنان في مجلس الامن الدولي اعلنت ان بلادها تعتبر ان البيان الرئاسي الصادر عن المجلس "لا يساعد على معالجة الوضع الحالي في سورية" وقررت النأي بنفسها عنه. واشارت الى العلاقات التاريخية الخاصة التي تربط بين سورية ولبنان. واعربت عن اسف لبنان الشديد لوقوع الضحايا في سورية، متمنية ان يثمر الاصلاح فيها تقدما وازدهارا.
ودعا المجلس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى "ابلاغ مجلس الأمن حول الوضع في سورية خلال 7 أيام".
هذا ودعا بان كي مون دمشق الى الاستماع لنداء مجلس الامن بعدم استخدام العنف، وقال: "ان هذه اشارة واضحة من المجتمع الدولي ردا على ازدياد سوء الاوضاع في سورية".
واعتبر الامين العام ان الاحداث في سورية خلال الايام الماضية شكلت "صدمة كبيرة"، منوها بأنه "يجب اجراء تحقيق كامل حول مقتل جميع الناس بطريقة حيادية وشفافة، ويجب تحميل العسكريين المسؤولية".
وكان مجلس الامن الدولي قد نجح اخيرا، وبعد مشاورات عديدة، في التوصل الى موقف مشترك حول الوضع في سورية، اذ قال دبلوماسيون في وقت سابق ان رئاسة المجلس ستصادق خلال جلسته الرسمية مساء الاربعاء على اعلان رسمي بهذا الشأن.
وقال ممثل روسيا الدائم لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان الاعلان يتضمن "دعوة دقيقة لا تحمل ازدواجية المعنى لانهاء كافة مظاهر العنف" في سورية و"بدء جميع الاطراف المعنية حوارا سياسيا".
واعلن السفير الروسي انه مرتاح لمضمون الوثيقة التي جاءت بعد نقاشات عديدة صعبة في مجلس الامن.
كما لم تخف الوفود الغربية كذلك ارتياحها لنتائج الاستشارات المتوترة التي دامت ثلاثة ايام، فقد قال احد الدبلوماسيين الذي يمثل دولة غربية تدخل ضمن مجموعة الاعضاء الخمسة الدائمي العضوية في المجلس لوكالة "ايتار-تاس" الروسية ان الاعلان استطاع التركيز على "اكبر قدر ممكن من التنديد الحاسم" تجاه العنف في سورية.
البيت الابيض: سورية ستكون افضل حالا دون الرئيس الاسد
من جهة أخرى شدد البيت الابيض موقفه من الرئيس السوري بشار الاسد اليوم الاربعاء قائلا ان الولايات المتحدة تعتبره سبب عدم الاستقرار في البلاد.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني: "نحن لا نريد ان نراه (الاسد) باقيا في سورية من اجل الاستقرار بل نحن نعتبره السبب في عدم الاستقرار في سورية".
وكرر كارني دعوة ادارة اوباما للاسد الى وقف العنف واطلاق سراح الاف المعتقلين وافساح الطريق امام تحول ديمقراطي مشيرا في نفس الوقت الى ان البيض الابيض يبحث ايضا عن سبل للضغط على دمشق.
وقال: "سنواصل بالتأكيد البحث عن سبل لاتخاذ خطوات اضافية للضغط على النظام كي يضع حدا لما يمارسه من عنف. ونحن نعتقد صراحة ان من الصواب القول إن سورية ستكون افضل حالا دون الرئيس الاسد".
هذا، واعرب المحلل السياسي حسين عبد الحسين في حديث لـ"روسيا اليوم" من واشنطن عن عدم "توقعه بأن يقوم مجلس الامن المنقسم بأية خطوات جدية في الوضع السوري"، معتبرا البيان الرئاسي انه "كان من باب الشكليات فقط ولن يؤثر على مسار الامور في سورية لا من قريب ولا من بعيد".
محلل سياسي: البيان كان متوقعا ولم يأت بشكل مفاجئ
أوضح المحلل السياسي كامل صقر في اتصال مع قناة "روسيا اليوم" أن البيان الذي صدر عن مجلس الأمن كان متوقعا ولم يأت بشكل مفاجئ واقتصر على ادانة العنف، وهو امر طبيعي لأن الجميع يدين العنف.
ولفت الى أن النظرة الموضوعية تقتضي حساب جميع الأسباب التي تأتي بهذا العنف.
واشار ايضا الى أن المؤسسات السياسية السورية تنظر الى التحرك الدولي الذي تقوده واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية على أنه تحرك يقوض الجهود الاصلاحية التي تقوم بها الدولة السورية.