الحكومة الاسرائيلية تطرح مناقصات لبناء 240 وحدة سكنية في محيط القدس والسلطة الفلسطينية تحمل اسرائيل مسؤولية انهيار المفاوضات
طرحت وزارة الاسكان الاسرائيلية يوم 15 اكتوبر/تشرين الاول مناقصات لبناء 240 وحدة سكنية في محيط مدينة القدس في حي "راموت" وحي "بسغات زئيف" اللذين يقعان خارج الخط الاخضر وذلك لاول مرة منذ الاعلان عن انتهاء فترة تجميد البناء في المستوطنات العام الماضي.فيما ادانت السلطة الفلسطينية هذا القرار وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ان الحكومة الاسرائيلية مصرّة على قتل كل فرصة لاستئناف المفاوضات، ودعا الإدارة الأمريكية لتحميل اسرائيل مسؤوليةانهيار المفاوضات وعملية السلام.
طرحت وزارة الاسكان الاسرائيلية يوم 15 اكتوبر/تشرين الاول مناقصات لبناء 240 وحدة سكنية في محيط مدينة القدس في حي "راموت" وحي "بسغات زئيف" اللذين يقعان خارج الخط الاخضروذلك لاول مرة منذ الاعلان عن انتهاء فترة تجميد البناء في المستوطنات العام الماضي.
وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قام هذه المرة باحاطة الادارة الامريكية علما بنية طرح المناقصات وان موفده الى المحادثات يتسحاق مولخو اجرى اتصالات مع المسؤولين الامريكيين بهذا الخصوص حيث تم في نهاية الامر التوصل الى تفاهم ضمني بين الطرفين .
وكانت وزارة الاسكان تنوي في بداية الامر طرح مناقصات لبناء 600 وحدة سكنية الا انها خفضت هذا العدد في اعقاب الضغوط الامريكية . وقال وزراء كبار ان هذه الخطة تاتي لجس نبض دول العالم وردود فعلها المحتملة لاستئناف اعمال البناء.
وبدورها اعلنت الجمعيات اليمينية التي تنشط في حي الشيخ جراح بشرقي العاصمة انها تنوي اسكان 10 عائلات يهودية اخرى في منازل تقول انها كانت تابعة لليهود قبل عام 1948 . وقال نشطاء ان الجمعيات تعرض على سكان هذه المنازل العرب تعويضات مقابل مغادرتهم اياها.
صائب عريقات: الحكومة الاسرائيلية مصرّة على قتل كل فرصة لاستئناف المفاوضات
من جانبه ادان صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين القرار الاسرائيلي وقال: "نحن ندين هذا القرار بشدة ونحمّل الحكومة الإسرائيليّة مسؤوليّة انهيار المفاوضات وعملية السلام، كما ندعو الإدارة الأميركيّة لتحميل الحكومة الإسرائيليّة مسؤولية ذلك، بسبب إصرار هذه الحكومة على قتل كل فرصة لاستئناف المفاوضات".
واعتبر عريقات أن إسرائيل تسعى من خلال مواصلة الإستيطان إلى نسف الجهود الدوليّة الراميّة إلى إعادة إطلاق مفاوضات السلام، لافتا إلى أن القرار الإسرائيلي ردّ واضح على كل الجهود الدوليّة وخصوصاً الجهود الأمريكيّة لاستئناف المفاوضات.
وأضاف المسؤول الفلسطيني : "من يريد تدمير الجهود الأميركيّة والأوروبيّة يتحدى المجتمع الدولي ويدل على أنه مصمم على قتل جهودهم، ولذلك نشدد على الإدارة الأمريكية أن تحمّل حكومة الإستيطان الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن انهيار المفاوضات".
مسؤول في فتح يصف القرار الاسرائيلي بأنه المسمار الاخير في نعش العملية التفاوضية
في المقابل وصف مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر القرار الاسرائيلي بأنه "المسمار الاخير في نعش العملية التفاوضية"، موضحا أن نتنياهو فضل الحفاظ على ائتلافه المتطرف على حساب عملية السلام.
وقال عبد القادر ان هذا التقرير خطير جدا، ويمهد لحملة هدم غير مسبوقة قد تستهدف 30 ألف منزل على الأقل في القدس، مشيراً إلى أن الهدم سيشمل منازل تعتبرها إسرائيل غير مرخصة أو إضافات في منازل أو منشآت تجارية أو زراعية.
وقال المسؤول الفلسطيني ان القرار يفجر الجهد الامريكي للوساطة، واعتبره دلالة كبيرة على تهرب نتنياهو من وضع حدود للدولة الفلسطينية وفرض حقائق على الارض .
ليبرمان: اسرائيل مستعدة للعودة الى المفاوضات مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة
وكان وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان قد اعلن يوم 14 اكتوبر/تشرين الاول ان اسرائيل مستعدة للعودة الى المفاوضات مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة، مطالبا الفلسطينيين باظهار اشارات حسن نية نحو تل ابيب. وجاءت تصريحات ليبرمان بعد لقاء جمعه من نظيره الالماني جيدو فيسترفيلي في برلين ودعاه الى زيارة اسرائيل حيث قبل الوزير الالماني الدعوة.
وقال ليبرمان ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو قدم الكثير من اشارات حسن النية نحو الفلسطينيين للمساعدة في دخول المفاوضات معهم، مشيرا الى استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات فورا بدون شروط مسبقة لكن يتوجب على الطرف الاخر ان يرد بالمثل.
وكان حزب "اسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه ليبرمان قد هدد مرات عدة بالخروج من الحكومة الاسرائيلية اذا ما وافقت على تمديد فترة تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية وهو الامر الذي يرى الفلسطينيون انه شرط للعودة للمفاوضات.
مسؤول فلسطيني: حكومة نتانياهو تضرب بعرض الحائط بكل الجهود الدولية والفلسطينية باتجاه السلام
بدوره قال مسؤول وحدة مقاومة الجدار والاستيطان في مجلس الوزراء الفلسطيني علي عامر في حديث مع قناة "روسيا اليوم" ان هذا الاجراء انما هو مكمل للاجراءات الاسرائيلية التي دأبت حكومة نتانياهو دائما على فرض سياسة الامر الواقع على الارض، والضرب بعرض الحائط بكل الجهود الدولية والمسعى الفلسطيني الجاد باتجاه تقدم العملية السلمية والحصول على نتائج من هذه المفاوضات.
وقال عامر ان السلطة الفلسطينية تطالب من الادارة الامريكية كونها الراعي الاساسي لعملية السلام، بأن تتخذ موقفا واضحا تجاه العملية السلمية باعتبار ان المدخل الوحيد لاحياء المفاوضات هو التجميد الكامل للاستيطان، مؤكدا انه بغير ذلك لا يمكن لمنظمة التحرير الفلسطينية ان تقدم على اي مفاوضات مباشرة في ظل استمرار بناء المستوطنات على الاراضي المحتلة.