رجل دين سعودي يصف قائدة السيارة بالفاسقة
اعتبر رجل الدين السعودي محمد المنجد ان جلوس امرأة خلف مقود سيارة كاف لأن يطلق عليها لقب فاسقة، مساوياً إياها بكل امرأة تمارس كل أنواع الفسق.
اعتبر رجل الدين السعودي محمد المنجد ان جلوس امرأة خلف مقود سيارة كاف لأن يطلق عليها لقب فاسقة، مساوياً إياها بكل امرأة تمارس كل أنواع الفسق. ولم يكتف رجل الدين بهذا الوصف، بل شدد على ان تلك المرأة ومن يؤيدها "حاقدة وخبيثة ومنافقة" أيضاً، على الرغم من ان النبي محمد لم يذكر في حديثه الذي جاء فيه ان المنافق هو اذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا أؤتمن خان، ان المرأة التي تقود جملاً او حماراً منافقة، كي يسمح لنفسه هذا الشيخ بأن يصف النساء اللواتي يقدن سياراتهن بهذه الأوصاف.
وقد اعتبر متابعون ان تصريح المنجد يصب في محاولات عدد من رجال الدين للي عنق الدين وتسخيره ليتناسب مع فتاوى وأحكام، تصدر عنهم بين الحين والآخر.
هذا وقد تم تنظيم حملة في السعودية للدفاع عن حق المرأة بقيادة السيارات، ويدعو القائمون عليها النساء الى قيادة السيارة علناً في 17 يونيو/حزيران القادم.
وحول هذه الحملة قال المنجد ان كل من يؤيدها "اما كافر او باطني او فاسق او فاجر وصاحب شهوات".تجدر الإشارة الى ان الشيخ المنجد ليس وحيداً في تقييمه هذا لسائقات السيارات، اذ يسانده رجل دين آخر هو عبد الرحمن البراك، الذي قال اذا ما قررت النساء القيام به "منكر" ويحولهن الى مفاتيح فتنة في البلاد، معتبراً انهن يعملن على نشر المفاهيم الغربية" في االمملكة العربية السعودية، البلد الوحيد في العالم حيث تمنع المرأة من قيادة السيارة بناءاً على فتاوى دينية، وبدون أساس قانوني لهذا المنع.
وذهب البراك الى أبعد من ذلك حين أدلى بتصريح نشر في المواقع الإلكترونية جاء فيه ان حملة النساء هذه ليست الأولى من نوعها في الملكة، اذ ان "نساء قبلهن بعشرات السنوات قمن بهذه الحملة، لكن الله أحبط كيدهن، ولعل نسبة منهن قد ماتت ولم تفرح بما تريد، وسيمتن انشاء الله ولن يفرحن بذلك".
وفي السياق ذاته أطلقت جماعات على موقع الـ "فيسبوك" حملة مضادة تدعو الرجال لاستخدام العقال لضرب النساء اللواتي سيتجرأن على قيادة السيارة في 17 من الشهر الجاري، بلغ عدد المؤيدين لها اكثر من 6000 شخص.وأعرب أحد المؤيدين لهذه الحملة عبر الـ "فيسبوك" عن استعداده لتزويد الرجال بـ 50 كرتون عقال، سيقوم والمتضامنون معه بتوزيعها في الإشارات المرورية، ليقوم الرجال "بتقويم النساء العاصيات الخارجات عن نظام البلد، وستتم تربيتهن لأن تربيتهن لم تتم حسب الأصول في منابعهن الفاسدة".
وقد دعا أحد المسجلين على صفحة الـ "فيسبوك" ان يقوم الشباب المعارض لجلوس النساء خلف المقود ان يقوم بـ "حك" سياراتهن بسيارات قديمة.
ولم تخلو التعليقات التي تناولت حملة "العقال" من روح الدعابة، اذ قال مشارك آخر في الصفحة ان أسعار العقال السميكة قد ارتفعت بسبب الإقبال المتزايد عليها.
في تلك الأثناء اكتسبت قضية سيدة سعودية بعداً آخراً، اذ انطلقت حملة للإفراج عن منال الشريف التي اعتقلتها السلطات الأمنية بعد ان قادت سيارتها وصورت ذلك ونشرته على موقع الـ "يوتيوب"، الأمر الذي اعتبرته السلطات تحريضاً وتحدياً.
وقد حظيت منال الشريف بدعم ملحوظ من قبل المتعاطفين معها، بلغ عددهم 14 ألف شخصاً، أي بما يزيد عن عدد المساندين لحملة "العقال"، علاوة على تدخل منظمة "هيومن رايتس ووتش" لدى عاهل المملكة عبد الله بن عبد العزيز مناشدة إياه للإفراج عنها.
وفي حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية قالت السيدة وجيهة الحويدر التي كانت ترافق الشريف وتصور قيادتها للسيارة "ان منال لا تهدف الى إيذاء أحد، وانها كانت تريد ان تثبت انه بإمكان أي سيدة ان تقود سيارتها في المملكة العربية السعودية". واعتبرت الحويدر تجربة منال الشريف ناجحة، وان تعرضت لاحقاً للاعتقال بعد ان قادت سيارتها مجددا برفقة أخيها، مرجحة انها كانت تخضع للمراقبة.
وتحظى قضية منح النساء حق قيادة السيارات في السعودية باهتمام شعبي وإعلامي كبيرين، وانتقد عدد من الكتاب السعوديين الأعراف التي تحظر على المرأة قيادة السيارة، ومن هؤلاء عبده خال الحائز على جائزة بوكر للرواية العربية، الذي صرح لصحيفة "عكاظ" قائلاً "انها قضية مضحكة مبكية، لا أحد يصدق ما يحدث لدينا من تعنت ومنع في السماح لمن تريد قيادة سيارتها بنفسها".