أقوال الصحف الروسية ليوم 4 سبتمبر/ايلول
تستعرض الصحيفة الاسبوعية "تريبونا"مضمون تقريرٍ أصدرته وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية الروسية عن حصيلة عملها في شهر تموز / يوليو من العام الجاري. تفيد المعلومات الواردة في التقرير أن نسبة الوفيات في عددٍ من مناطق البلاد ارتفعت بما يزيد على 10% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. ويعزو الخبراء زيادة نسبة الوفياتِ بين سكان المدن إلى الحر الشديد غير المألوف في مناطق وسط روسيا. وتجدر الإشارة إلى أن درجة الحرارةِ المرتفعة أدت إلى حرائقَ هائلة ودخانٍ كثيفٍ فوق المناطق المأهولة. وجاء في التقرير أن أعلى زيادةٍ في نسبة الوفيات كانت في موسكو، حيث بلغت أكثر من 50%، وذلك جراء الدخانِ الكثيف الذي لف العاصمة أياماً عديدة. وتنقل الصحيفة عن مصلحة الأرصاد الجوية أن صيف العام الجاري تميز بارتفاعِ درجات الحرارةِ والجفاف، الأمر الذي ترك آثاره السلبية على المصابين بأمراض القلب والدورة الدموية، وأدى إلى وفاة بعضهم.
مجلة "فلاست" تؤكد أن الموسم السياسي الذي يبدأ هذه الأيام سيضع السلطات الروسية أمام حتمية العمل على إخماد حرائقَ سياسيةٍ واجتماعية. وتتوقع المجلة أن يترك صيف هذا العامِ الساخن آثاراً سيئةً على الوضع السياسي، أبرزها تزايد استياء المواطنين من السلطة. وجاء في المقال أن ثمة أسباباً لذلك، منها احتمالات عدم الوفاء بوعود المعونةِ المادية التي قطعها المسؤولون للمتضررين من الحرائق. وهذا بدوره قد يؤدي إلى موجةٍ من الاحتجاجات في المناطق المنكوبة. ويرى كاتب المقال أن جزءاً معيناً من الشعب فقد ثقته بفعالية مؤسسات السلطة التي لم تتمكن من الحيلولة دون اندلاع الحرائق، كما أنها فشلت في مكافحتها كما يجب. ويقول الكاتب ساخراً إن بوتين القادرَ على كل شيء اكتفى بإخماد حريقين من الجو، وتقديمِ الوعود بمساعدة المتضررين، علماً بأن المعجبين به كانوا ينتظرون أكثر من ذلك. وفي هذه الأجواء من غير المستبعد أن يَبرز وسط المستائين قادة محليون ممن قاموا بتنظيم المتطوعين لإخماد الحرائق ومساعدة المنكوبين. لقد أثبت هؤلاء مقدرتهم على حل المشاكل التي تصادف الناس في حياتهم، وذلك دون مشاركة السلطات، وأحياناً على الرغم منها. ويرى الكاتب أن هذا المنحى يشكل خطراً على النظامِ القائم، ويتجاوز بكثير خطر الخطبِ المناهضةِ للحكومة التي يطلقها زعماء المعارضة البرلمانية.
أسبوعية "سوبيسيدنك" نشرت مقالا جاء فيه أن متصفحي الموقع الالكتروني لرئيس الوزراء الروسي أصبح بإمكانهم مراقبة تحرك ثلاثة كائناتٍ مهددةٍ بالانقراض. توضح الصحيفة أن الحيواناتِ الثلاثة هي نمرةٌ سيبيرية وحوت أبيض ودب قطبي سبق لرئيس الوزراء أن صادف كلاً منها أثناء جولاته في أنحاء البلاد، وأصبحت الآن تحت رعايته شخصياً.
إن النمرة السيبيرية مثلاً ترتدي طوقاً مزوداً بجهاز إرسالٍ لتحديد المواقع وضعه حول عُنُقها رئيس الحكومة عام 2008، وذلك بعد تخديرها بحقنةٍ أطلقها من بندقيةٍ خاصة. أما الحوت الأبيض فأسره العلماء في بحر أخوتسك عام 2009 ، وقام بوتين بتثبيت جهاز إرسالٍ عليه. كما ركب جهازاً مماثلاً حول عنق الدب القطبي أثناء جولته في أقصى الشمال الروسي في أبريل/نيسان من هذا العام. ويشار إلى أن جميع أجهزة الإرسالِ هذه متصلة بمنظومة "غلوناس" الروسية لتحديد المواقع. ويرى منسق برنامج الصندوق العالمي للحياة البريةِ في روسيا فلاديمير كريفر أن هذه المبادرة أفضلُ وسيلةٍ لترويج فكرة حماية الكائنات المهددة بالانقراض. ويضيف أن مراقبة تحرك الحيوانات أمر في غاية الأهمية بالنسبة للعلماء، إذ يحصلون من خلالها على معلوماتٍ لا تتيح الحصول عليها أية وسيلةٍ أخرى.
مجلة "بروفيل" تطالعنا بمقالٍ عن علاقات التعاون الروسي - الإيراني في مجال الطاقة النووية. جاء فيه أن الجانبين يعتزمان إنشاء مؤسسةٍ مشتركة لإدارة محطة بوشهر الكهرذرية. وتوضح المجلة أن موسكو وطهران تجريان مفاوضاتٍ تتعلق بمشاركة الروس في استثمار المحطة الإيرانية وبيع الطاقة الكهربائية التي تتنتجها. وتنقل المجلة عن فلاديمير آسمولوف المسؤول في شركة "كونسيرن إنيرغ آتوم" أن من الأجدى للروس الحصولَ على حصةٍ من ثمن الكهرباءِ المنتجة بدلاً من بيع إيران الوقودَ النووي. وهذا يعني أنْ تقوم المؤسسةُ المشتركة ببيع ما تنتجه المحطة من كهرباء للجانب الإيراني بالأسعار الثابتة. أما العقبة الأساسية أمام هذا المشروع فتتلخص بالتشريعات الإيرانية التي لا بد من تعديلها لإتمام هذه الصفقة. وتجدر الإشارة إلى أن كلاً من تركيا وبلغاريا عدّلت قوانينها بما يسمح للشركات الأجنبية ببناء محطاتٍ كهرذريةٍ على أراضيها بتمويلٍ من الشركات ذاتها. وفي الاتجاه نفسه تسير بعض البلدان العربية... وإضافةً إلى ذلك تكللت بالنجاح مفاوضات الجانب الروسي مع كلٍ من أوكرانيا وكازاخستان وتركيا وعددٍ من البلدان الأخرى.
أسبوعية "ناشا فيرسيا" تلقي الضوء على قضية المواطن الروسي فيكتور بوت المعتقل في تايلاند. تشير الصحيفة إلى أن السلطات الأمريكية تتهمه ببيع السلاح إلى كلٍ من حركة طالبان وتنظيم القاعدة وحزب الله، كما لا تستبعد تورطه في أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. أما بوت فينفي جميع هذه التهم واصفاً إياها بالهراء. ويُذكر أن المواطن الروسي يقبع في أحد السجون التايلاندية منذ أكثرَ من عامين، فيما لا تزال بانكوك مترددةً بتسليمه إلى القضاء الأمريكي. ويلفت الخبراء إلى أن هذه القضية أثارت صراعاً شديداً خلف الكواليس بين الهيئاتِ الديبلوماسية لكلٍ من الولايات المتحدة وروسيا وتايلاند. وتهيأ للبعض أن نقطة الحسم وضعت في العشرين من الشهر الماضي، عندما قررت محكمة الاستئنافِ التايلاندية تسليم بوت إلى الأمريكيين. ولإتمام هذه الإجراءات طوقت الشرطة يوم الاثنين الماضي مبنى السجن الذي يُحتجز فيه، لكنها تسلمت أمراً بالانسحاب فيما بعد. ويرى كاتب المقال أن المساومات حول مصير فيكتور بوت مستمرة على مدار الساعة. ويمكن معرفة الطرف الذي تميل إليه كفة الميزان من خلال الإجراءات التي تتخذها الشرطة المحلية. وتخلص الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء التايلندي طلب تأجيل عملية التسليم إلى حين الانتهاء من دراسة وثائقِ الاتهامِ الجديدة التي تقدمت بها واشنطن.
اسبوعية "مير نوفوستيه" تتحدث عن تجربةٍ أجرتها الأسبوع الماضي شرطة مدينة كامينسك- أورالسك بمشاركة فناني مسرح المدينة. وتتلخص فكرة التجربة باختبارِ مدى يقظة السكان واستعدادهم لمساعدة أجهزة الأمن في بعض الحالات. تقول الصحيفة إن الفنانين مثلوا ثلاثة مشاهدَ في الشوارع دون أن يعرف أحد من المارة أنهم ممثلون ينفذون سيناريوهاتٍ من إعداد الشرطة. في المشهد الأول سرق لص حقيبة إحدى السيدات. وفي المشهد الثاني أصيب رجلٌ رث الثياب بنوبة ألمٍ مفاجئة. أما في المشهد الثالث فثمة رجل حسن الهندام أغمي عليه. هذا وكانت الشرطة تراقب تطور الحدث في كل مشهد بواسطة كاميرا خفية ترصد تصرفات المواطنين ومستوى تفاعلهم سلباً أم إيجاباً مع ما يجري أمام أعينهم. ولقد تبين أن الناس استدعوا سيارة الإسعاف للرجل ذي الهندام الحسن خلال ثلاث دقائق، وللرجل رث الثياب بعد ربع ساعة. أما السيدة التي فقدت حقيبتها فلم تحظ بمساعدة أي شخصٍ على الإطلاق، رغم أن الفنانين والشرطة أعادوا تمثيل هذا المشهد ثلاث مراتٍ في أوقاتٍ مختلفة. ويعلق أحد أفراد الشرطة على ذلك قائلاً إن الناس في مثل هذه الحالات لا يفكرون بالقبض على الجاني، بل بسلامتهم الشخصية أولاً وقبل كل شيء.