محلل روسي: القوات الأمريكية لا تغادر أي بلد تدخله
قال فياتشيسلاف نيكونوف رئيس صندوق "السياسة" الروسي في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" ان تاريخ القوات المسلحة الأمريكية يشهد بأنها لا تغادر اي بلد تدخله باستثناء فيتنام. واشار الى أن سحب القوات الأمريكية من العراق سيكون شكليا فقط. كما حذّر نيكونوف من تحديات سياسية واقتصادية كثيرة تنتظر العراقيين.
قال فياتشيسلاف نيكونوف رئيس صندوق "السياسة" الروسي في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" ان تاريخ القوات المسلحة الأمريكية يشهد بأنها لا تغادر اي بلد تدخله باستثناء فيتنام. واشار الى أن سحب القوات الأمريكية من العراق سيكون شكليا فقط. كما حذّر نيكونوف من تحديات سياسية واقتصادية كثيرة تنتظر العراقيين.
وقال المحلل" ان الولايات المتحدة وخلال سبع سنوات من تواجدها في العراق، عملت على تنفيذ 3 مهمات رئيسية، الأولى تمثلت في العثور على أسلحة الدمار الشامل التي زعمت أن نظام صدام حسين يمتلكها، وهذه المهمة فشلت لأنها لم تعثر على شيء. والمهمة الثانية كانت الاطاحة بنظام صدام حسين، وهذه المهمة كانت ناجحة بحيث أن العراق تخلص من هذا النظام ومن مؤسساته الحكومية، أما الخطأ الكبير الذي ارتكبته الولايات المتحدة فهو تدمير القاعدة الحكومية في هذا البلد وهو ما لم تفعله ادارة الرئيس الأمريكي هاري ترومان في قضائها على النازية في ألمانيا أو النظام العسكري في اليابان، مما ساعد هذين البلدين على النهوض من جديد. أما العراق فيصعب عليه تحقيق ذلك..أما المهمة الثالثة التي خططت الولايات المتحدة لتحقيقها بعد الاطاحة بصدام، فهي انشاء دولة عراقية ديموقراطية الأولى من نوعها في العالم العربي، وحتى الآن لم يتحقق أي نجاح في هذه الطريق، والانتخابات التي أجريت قبل 5 أشهر لم تساعد على تشكيل حكومة جديدة، ولم تستطع أية قوة سياسية من تحقيق الغالبية، بينما عبرت الأحزاب العراقية عن رأي مجموعات قبلية ضمنت حصولها على نتائج التصويت بالاجماع. ولهذا فان الديموقراطية في العراق تقدمت بخطوة الى الأمام لكنها خطوة صغيرة جدا.
وهكذا فان المهمات أو الأهداف الثلاثة التي جيء من أجلها الى العراق، لم تنجح منها سوى مهمة واحدة وهي الاطاحة بنظام صدام. أما فيما يتعلق بالقوات الأمريكية في العراق، فلا أعتقد أن الادارة الأمريكية ستسحب قواتها، لأن تاريخ القوات الأمريكية يشهد بأنها اذا ما أرسلت إلى مكان ما فإنها لا تغادره وتبقى فيه، باستثناء فيتنام. لذلك أعتقد أن هذه القوات على المدى القريب ستبقى في العراق ولو بأعداد أقل مما هي عليه الآن، لكن هذا القرار يشغل العديد من الجهات، والقوى السياسية في العراق كلها تنتظر خروج هذه القوات، إلا أن الأوضاع الداخلية غير المستقرة لا تبشر بالخير. لذلك فالأمريكيون يحاولون معالجة هذا الوضع بشتى الوسائل واعداد برامج أمنية مختلفة لحماية تمثيلهم الدبلوماسي هناك أو الحفاظ على السلام بين مختلف الاثنيات والمذاهب العراقية، بين الأكراد والعرب أو السنة والشيعة على سبيل المثال. وبطبيعة الحال فان المشكل الكبير هو الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، وهذه المهمة تبقى من اختصاص قوات الأمن العراقية بالدرجة الاولى، وحتى الآن لا توجد أجوبة على المسائل الأساسية بما فيها كيفية تجاوز الخلافات العرقية والدينية بين مختلف مكونات الشعب العراقي وتوجهاتها الخارجية وتأثير قوى خارجية على الوضع الداخلي، وهذا ما جعل البلد يعيش عدم استقرار سياسي، وكذلك اعادة تأهيل الاقتصاد وتأمين حياة كريمة للمواطنين وعلاج جراح أخرى أسفرت عنها الحرب التي راح ضحيتها أكثر من مليون مواطن عراقي ،حسب منظمات حقوقية".