بوتين: اريد ان اثق بـحقيقة " اعادة تشغيل " العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية
قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين انه لم يفقد الامل في " اعادة تشغيل " العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية، الا انه لا يرى خطوات واضحة تشير الى ذلك في المفاوضات المتعلقة بمنظومة الدرع الصاروخية باوروبا. من جهة أخرى أفصح بوتين عن اهتمامه بانتخابات عام 2012 الرئاسية بروسيا ولكنه قال انه لا يغالي في هذا الموضوع.
قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين انه لم يفقد الامل في " اعادة تشغيل " العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية، الا انه لا يرى خطوات واضحة تشير الى ذلك في المفاوضات المتعلقة بمنظومة الردع الصاروخية باوروبا.
جاء ذلك في مقابلة صحفية مع مراسل صحيفة "كوميرسانت" الروسية نشرت يوم الاثنين 30 اغسطس/ اب.
وقال بوتين " اريد حقا ان اثق في " اعادة التشغيل "، وثانيا أريد هذه الخطوة بقوة، وثالثا – ارى ان نوايا الادارة الامريكية الحالية هي تحسين العلاقات مع روسيا ، وهذا واضح جدا. ولكن هناك شيئا اخر، فمثلا يجري باستمرار تسليح جورجيا، لماذا؟ وهذا واقع. اننا نرى ذلك. ولو لم يجر قبل سنتين تسليح جورجيا، لما حصل الغزو ولما اهدرت الدماء ".
واضاف بوتين " اننا تحدثنا الى شركائنا حول الموضوع ومن بينهم الاوروبيون ولكنهم جميعا التزموا الصمت. الى ماذا ادى ذلك في نهاية الامر؟ ادى الى الحرب. والان يستمرون بتسليح جورجيا ".
وقال " لقد اعلمناهم مرات عدة بموقفنا بخصوص منظومة الدرع الصاروخية في اوروبا. ويبدو اننا اتفقنا على عدم نشر المنظومة في بولونيا، اما بخصوص المحطات الرادارية في التشيك فلم نتوصل الى اتفاق بعد. هذا رائع، ولكن عمليا يعلنون فورا انهم يخططون لنشر المنظومة في بلدان اوروبية اخرى. اين اذا " اعادة التشغيل "؟ نحن لا نراها في هذا المجال ".
واردف بوتين قائلا " لدي شعور ان الرئيس باراك اوباما صادق في نواياه، ولكني لا اعلم ماذا بامكانه وماذا ليس بمقدوره، اريد ان ارى هل سيتوصل الى مبتغاه ام لا، بالرغم من انه يريد. لدي احساس انه صادق في نواياه ".
البلدان الغربية تحاول خداع روسيا
وقال بوتين في حديثه الى الصحيفة ان البلدان الغربية تحاول غالبا خداع روسيا ويعتقد ان ما جاء في خطابه الذي القاه في 10 فبراير/ شباط عام 2007 بمؤتمر ميونيخ حول السياسة الامنية مازال حيويا. وحينها قيم بعض السياسيين الغربيين خطاب بوتين على انه عودة الى " الحرب الباردة " وذلك لان بوتين الذي كان حينها رئيسا لروسيا، اتهم البلدان الغربية بخرقها لالتزاماتها والقانون الدولي وبفرض سياستها على الدول الاخرى.
وقال بوتين " اعتقد ان الخطاب كان مفيدا لانني قلت الحقيقة. وقالوا لنا شيئا وفعلوا شيئا اخر. وبكل معنى الكلمة خدعونا. فخلال سحب القوات من اوروبا الشرقية اخبرنا السكرتير العام للامم المتحدة ان على الاتحاد السوفيتي ان يثق بان الناتو سوف لن يتوسع اكثر من حدوده الحالية. اين هذا الان؟ وهذا كان سؤالي لهم، ولم يجيبوا بشيء. لقد خدعونا بشكل بدائي. وبالمناسبة، مع الاسف علي ان اقول بدون خجل وبصوت عال في مثل هذه السياسة الكبرى توجد عناصر على اقل تقدير عناصر الخداع التي تحصل غالبا وعلينا ان نأخذها بعين الاعتبار ".
وحسب قوله ان الحديث حول هذا كان صحيحا. " كلهم التزموا الصمت: فمنهم من ادرك ومنهم من لم يدرك. قبل فترة قصيرة اعتقلوا مواطنا روسيا بتهمة المخدرات ونقلوه الى الولايات المتحدة الامريكية. ويدافع عنه محام امريكي الجنسية حيث صاغ المشكلة بدقة في المحكمة – مواطن روسي في بلد افريقي يتهم بتجارة المخدرات. ما علاقة مصالح الولايات المتحدة الامريكية بذلك؟ لا احد يتمكن من وضع صياغة واضحة. انهم اخذوا مواطن دولة اخرى ونقلوه سرا الى بلدهم. فهل يليق هذا؟ ".
وحسب قوله " ان ماقلته في ميونيخ مازال اليوم حيويا ".
الانتخابات الرئاسية عام 2012
اشار بوتين في حديثه الى ان الصراع السياسي يلهي المجتمع عن عملية التطور الاقتصادي ولكنه مع ذلك هو ثمن اضافي لامكانية الدولة في التنافس.
وردا على سؤال الصحيفة: هناك انطباع بعدم وجود مشكلة انتخابات عام 2012 بالنسبة لكم. فهل قررتم كل شيء ؟ قال بوتين " ان الموضوع يهمني كالاخرين، بل اريد ان اقول اكثر من الاخرين، ولكني لا اتعلق به تعلقا شديدا. وبشكل عام فان بلدنا يتطور بشكل طبيعي ولست ارى مشاكل كبيرة. الا ان الازمة المالية عرقلتنا بعض الشيء ولكن من جانب اخر جعلتنا نركز على الاولويات".
واضاف " طبعا في مثل هذه الحالات تمر لحظات الصراع السياسي التي تلهي المجتمع والدولة عن الاقتصاد، وهذا هو الثمن الاضافي الذي لابد من دفعه لابقاء المجتمع والدولة قاديرين على التنافس ".
وعن سؤال هل اتفق مع الرئيس مدفيديف حول مًن منهما سيرشح نفسه عام 2012 لرئاسة الدولة الروسية قال بوتين " ان هذا شيء متبع في العالم. الرئيس الامريكي عندما تنتهي مدة رئاسته يقترح دائما من يخلفه في المنصب. وليس في هذا شيء غير طبيعي، مادام الرئيس يقترح على البلاد اسم شخص يعرفه جيدا انه قويم وسياسي ويمكنه العمل بنجاح في هذا المنصب ".
وحسب قول بوتين فليس في هزيمة احد ما في الصراع السياسي شيء غير طبيعي.
واضاف بوتين انه لايشعر بهبوط شعبيته حسب ماتنشره وكالات استطلاع الرأي العام .وقال " انا لا اتابع باهتمام هذه الامور ولكني ارى انها تتراوح ، وذلك بسبب الازمة. فالكثيرون يعيشون اوقاتا صعبة وانا افهمهم. اننا نعمل الكثير ولكن الجميع لايشعرون بهذا، ويمكنني ان اقول لشخص ما اننا نعمل كذا وكذا، فسيشتمني، وما دام لايشعر بعملنا فهذا يعني ان عملي سيء.. فماذا تقول بهذا الخصوص؟ ان هذا الشخص على حق ".
واضاف " كلما ازداد اهتمام السياسي بمرتبته في الاستطلاعات كلما زادت سرعة هبوطه الى الاسفل، وذلك لان الانسان يصبح اسير المخاوف ويبقى يفكر دائما قبل اتخاذ أي قرار كيف سيؤثر على مرتبته في الاستطلاع. وسيهمل كل الامور وسيشعر الناس بهذا مباشرة، فأناسنا مرهفو الحس ".
كما يمكنكم الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول تصريحات بوتين الاخيرة:
بوتين يعتبر هراء كاملا تلك الشائعات حول مواصلته قيادة البلاد عمليا
بوتين : جميع الدول التي تمتلك اقتصادا انتقاليا تعاني من ظاهرة الفساد
بوتين: الطائرات والسفن الحربية الروسية موضع طلب كبير في السوق العالمية