أقوال الصحف الروسية ليوم 28 اغسطس
مجلة "إيتوغي" تنشر مقابلة مع رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ألكسندر بيدريتسكي يعرب فيها عن قناعته بأن الاحتباس الحراري الذي يجري الحديث عنه بشكل واسعٍ خلال السنوات الأخيرة، ليس خرافة أو أسطورة، بل حقيقة ملموسة . وأكبَـرُ دليلٍ على ذلك موجةُ الحر غير المعهود، التي تعرضت لها روسيا مؤخرا. ويضيف بيدريتسكي أن درجات الحرارة كانت في ما مضى ترتفع لفترات زمنية متقطعة. أما الآن فأصبحت روسيا تتعرض للجفاف كلَّ عام تقريبا. ويعبر عـالِـم الأرصاد الجوية عن قناعته بأن البشرية، إذا أرادت أن تحافظ على الموارد الطبيعةِ للأجيال القادمة، فإن عليها أن تُـضافِـر جهودها لتقليص تأثير الإنسان على الطبيعة، إلى أدنى حد ممكن. وبالتوازي مع ذلك ينبغي عليها أن تتكيف مع التغيرات المناخية. ويلفت بيدريتسكي إلى أن الأنهار، التي كانت في ما مضى مجرد جداول، بدأت تفيض مسببةً فيضاناتٍ جارفةٍ. لهذا ينبغي على الجهات المعنية، أن تتخذَ التدابيرَ الاستباقيةَ المناسبةَ، لكي لا يتحول سكان المناطق القريبة من الأنهار والبحيرات إلى ضحايا للفيضانات.
مجلة "تريبونا" تقول إن الانتهاء من بناء محطة بوشهر الكهروذرية، ووضْـعَـها قيد الاستغلال، يعني أن الخبراء الروس تمكنوا من إنجاز واحد من أكثر المشاريع التكنولوجية تعقيدا. وتعيد الصحيفة للذاكرة أن الخبراء الألمان، وبناء على اتفاق مع حكومة الشاه، باشروا بِـبناء هذه المحطةِ سنة 1975. وبعد قيام الثورة الإسلامية، ونتيجةً لضغوطٍ أمريكية، اضطُـر الألمان لفسخ العقد مع الإيرانيين. وتَـلَـى ذلك، امتناع ُجمهورية التشيك عن تزويد الإيرانيين بالتجهيزات التقنية اللازمة لتنفيذ المشروع. وفي عام 1975 بدأت أمور المشروع تتحرك نحو التنفيذ. ففي ذلك العام، اتفقت روسيا وإيران على إنشاء الجزء الأول من محطة بوشهر. وتنقل الصحيفة عن الخبير في الشئون الايرانية ـ رجب سافاروف أن قطاع الصناعة النووية في روسيا، مر بأزمة خانقة في التسعينيات. فقد كانت جميع المشاريع متوقفة. وكان الخبراء لا يتقاضوْن مرتباتِـهم لعدة شهور، لهذا اضطر الكثيرون منهم للهجرة. ثم جاء العقد الإيراني بمثابة طوقِ نجاةٍ لقطاع الصناعة النووية في روسيا. أما الخبير أنطون خلوبكوف فيرى أن عَـقـد "محطةِ بوشهر" يمثل قَـرضا قدمته إيران للصناعة النووية في روسيا. ويضيف أن المباشرة بتشغيل تلك المحطة، يمثل تسديدا للدين الإيراني على روسيا.
صحيفة "فيرسيا" تُـعلق على انسحاب القوات الأمريكية من العراق، مبرزة أن الرئيس السابقَ للاحتياطيّ الفديرالي الأمريكي ـ آلان غرينسبان، يعترف في مذكراته، التي صدرت مؤخرا، بأن الحرب على العراق، شُنت بشكل رئيسي من أجل النفط. يرى كاتب التعليق أن اعتراف الولايات المتحدة، وإن بشكل غير رسمي، بأنها توخت أهدافا مادية من وراء الحرب، يُـشكل مبررا لمقتل أربعةِ آلافٍ و500 جندي أمريكي، وأكثرِ من مليون عراقي. وعلى الرغم من هذه الخسائر البشرية الجسيمة، ومن النفقات الهائلة التي صرفتها الولايات المتحدة، لإعادة تأهيل القطاع النفطي العراقي، لا يزال هذا القطاع بعيدا عن المستوى المنشود. ولدى تطرقه إلى مسألة سحب القوات الأمريكية المقاتلة من العراق، يلفت الكاتب إلى أن واشنطن تخطط، في المرحلة المقبلة، لزيادة اعتمادها على "شركات الحماية الخاصة". وهذا يعني أن أكثر من ألفِ مقاتل، سوف يَـبقوْن في العراق. علما بأن هؤلاء معروفون بإصرارهم على الوصول إلى أهدافهم مهما كلف ذلك من ثمن. ومعروفون كذلك بتَجاهُـلهم لكل الأنظمة والقوانين. ويجري الكاتب مقارنة بين انسحاب أمريكا من العراق، وانسحاب الاتحاد السوفياتي من أفغانستان، فيقول إن الاتحاد السوفياتي، عندما انسحب من أفغانستان، ترك وراءه بنية تحتية صالحة، وحكومة أفغانية متماسكة، قادرة على تسيير أمور البلاد. أما الأمريكيون، فينسحبون، في واقع الأمر، من الفوضى التي صنعوها بأيديهم، وجلبت على العراقيين أنهارا من الدماء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأمريكيين انسحبوا قبل تشكيل حكومة عراقية، قادرة على الإمساك بزمام الأمور.
مجلة "إكسبيرت" تنشر مقالة تحليلية عن واقع العلاقات الأمريكية ـ الباكستانية، في ظل التوتر، الذي اعترى هذه العلاقاتِ في الآونة الأخيرة. جاء في المقالة أن وسائل الإعلام الغربية، بدأت تتحدث، وبشكل مكثف، عن أن الأمريكيين، قرروا الانسحاب من أفغانستان، بعد أن أصبحوا على قناعة تامة بأنهم لن يتمكنوا من السيطرة على ذلك البلد، ولن يستطيعوا الحيلولة دون انهياره. ولكي يُـبَـرِّرَ البيتُ الأبيض انسحابَـه، في هذا التوقيت، أخذ يتهم باكستان بالخيانة، ويُحَـملُـها مسؤوليةَ إخفاق الحملة العسكرية الغربية في أفغانستان. وتلاحظ المجلة أن العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد ازدادت فتورا بعد أن قام موقع "ويكي ليكس" بنشر تقارير سريةٍ عن سير العمليات العسكرية في أفغانستان وعن الضحايا الكبيرة في صفوف المدنيين العزل في باكستان وأفغانستان. وتبرز الصحيفة ما يراه غالبيةُ المحللين من أن هذه الحربَ الإعلامية، أُعِـدتْ بدقة لكي تُـهيء الرأيَ العام، لاستيعاب التغيرات الجذرية، التي من المتوقع أن تطرأ على أولويات الولايات المتحدة في آسيا الوسطى. وتؤكد المجلة أن واشنطن تسعى للخروج تدريجيا من تَحالُـفها مع إسلام آباد، وبناءِ علاقاتٍ تحالفيةٍ مع الهند. فإذا ما فَـضَّتِ الولايات المتحدة حِـلْـفها مع باكستان، وانسحبت بشكل نهائي من أفغانستان، فإن باكستان سوف تصبح دولة فاشلة، على غرار السودان والعراق وميانمار. وخلافا لتلك الدول. سوف يكون لباكستان في حال فشلها، تأثيرٌ كبير في زعزعة الوضع في المنطقة بالكامـل. ذلك أن باكستان دولة إسلاميةٌ وكبيرة العدد وتمتلك سلاحا نوويا.
صحيفة "أرغومنتي نيديلي" تلفت إلى أن دولاً غنية في الاتحاد الأوروبي، تُـجـري تخفيضاتٍ كبيرةً على موازناتها الدفاعية. علما بأن الأزمة المالية، ليست السبب الرئيسي لهذه الإجراءات. بل هناك أسبابٌ وجهية أخرى. من أهمها ـ تَـغَـيُّـر الوضع السياسي في أوروبا. فقد انتهت الحرب الباردة، وأصبحت روسيا شريكا تجاريا مضمونا للاتحاد الأوربي. توضح الصحيفة أن ثمة شعورا سائدا بين الأوربيين بأن أوربا لم تَـعُـدْ بحاجة إلى الاحتفاظ بجيوش كبيرة. فأوربا تشارك في حروب صغيرةٍ وبعيدة عنها، وبقوات قليلة العدد. يحذر كاتب المقالة من أن هذا الواقع، يمكن أن يتغير بين عشية وضحاها. إذ ليس من المستبعد أن تتفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، وأن يَـشحَـنَ الفَـقْـر النفوس بالأحقاد فيتذكر البعضُ الظلمَ، الذي كان قد تعرض له، فَـيَـصِـلُ لهيبُ النزاعات إلى البيت الأوربي. ويعبر الكاتب عن قناعته بأن من الخطأ الفادح، أن يتم تقليص النفقات الدفاعية بشكل كبير. ذلك أن غالبية سكان الدول الفقيرة، تُـكن شعورا معاديا للدول الغنيةِ وسكانها. ولا يمكن التَّـكهُـنُ، بالكيفية التي سيتم وفقها تنفيسُ هذه المشاعر.
مجلة "روسكي نيوزويك" تتوقف عند قضية مثيرة، يجري النظر فيها في إحدى محاكم موسكو. المدعي مواطن روسي اسمه فاليري كوباريف يترأس منظمةً اجتماعيةً مغمورة اسمها "صندوق النبلاء" يَـزعم أنه من سلالة "ريوريك"، وهي عائلة القيصر الروسي الشهير ـ إيفان فاسيليفيتش ريوريك، المعروفِ بإيفان الرهيب. ويطالب كوباريف بتسجيل مكان إقامتهِ رسميا في الكرملين، وتسجيل عنوانِ الصندوقِ الذي يترأسه في الكريملين كذلك. وإثباتا لحقه في ما يدعيهِ ويطالبُ به، قدم محاموه للمحكمة الكثيرَ من الوثائق التي تؤكد مزاعمَـه. وتبرز المجلة تأكيد كوباريف أن الكرملين يشبه في الوقت الحاضر قلعة عسكرية حصينه. وأن كلَّ ما يُـسمَـح للعامَّـة برؤيتهِ من هذا الصرح العظيم، هو قاعةُ الأسلحة أوكنيسةٌ ما. لهذا فإنه عازم على بذل كلِّ جهدٍ ممكن لكي يجعل من الكرملين مركزا للثراء الروحي لكل المواطنين. ووعد كوبريف بعدم المساس بالدور الرسمي للكريملين، مؤكدا أن باستطاعةِ الرئيس أن يواصل العيشَ في الكريملين، ويستمرَ في أداء مهامه الوظيفية.