تركيا تلغي روسيا من قائمة المخاطر الخارجية
تسعى السلطة التركية لإجراء تعديلات على استراتيجية الأمن القومي بحيث يتم إلغاء أربعة بلدان من قائمة الاخطار الخارجية التي تشكل خطرا خارجيا، بما في ذلك روسيا، حسبما جاء في المنابر الإعلامية التركية يوم الاثنين 23 أغسطس/ آب 2010.
تسعى السلطة التركية لإجراء تعديلات على استراتيجية الأمن القومي بحيث يتم إلغاء أربعة بلدان من قائمة الاخطار الخارجية التي تشكل خطرا خارجيا، بما في ذلك روسيا، حسبما جاء في المنابر الإعلامية التركية يوم الاثنين 23 أغسطس/ آب 2010.
ففي فبراير من العام الجاري أعلن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان عن مساعي الحكومة إعادة النظر بـ "الكتاب الأحمر" ـ وهو ما يطلق عادة على الوثائق السياسية المتعلقة بسياسة الامن القومي لاستثناء بعض من الأخطار الداخلية والخارجية على تركيا.
ويعد الكتاب الأحمر تقليدياً من قبل هيئة الأركان وتتم الموافقة عليه بشكله النهائي بعد موافقة مجلس الأمن القومي، وتم إقراره آخر مرة في أكتوبر من عام 2005 عندما بدأت أنقرة بمباحثاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، كعضو كامل الصلاحيات.
ومع مرور الوقت وتغير الظروف يتم إدخال تعديلات على الكتاب الأحمر ولكن مازال التشدد الاسلامي والحركات الانفصالية ونشاطات المجموعات اليسارية تعتبر أحد الأخطار الداخلية منذ وقت طويل، وأهم الأخطار الخارجية بالنسبة لتركيا يعتبر الإرهاب الدولي، ويحتل البرنامج النووي الإيراني أحد المواقع الأولى في قائمة المخاطر الخارجية، حسب استراتيجية عام 2005.
في مشروع استراتيجية الأمن القومي الجديدة التي من المنتظر أن يناقشها اجتماع مجلس الأمن القومي في أوكتوبر سيتم إدخال تعديلات تعتبر الأكبر منذ زمن الحرب الباردة، حسبما جاء في صحيفة "ميلليت". وبفضل سياسة "مشاكل الصفر مع الجوار" التي تحققها حكومة أردوغان منذ عام 2002 تقترح الخارجية التركية استثناء كل من روسيا واليونان وإيران والعراق من قائمة الأخطار الرئيسية الخارجية من الكتاب الأحمر، وتنظر الهيئة الدبلوماسية لهذه البلدان التي تعاونت معها أنقرة بشكل وثيق خلال السنوات الأخيرة كشركاء جدد حسب الصحيفة التركية.
أما ما يتعلق بروسيا التي حصلت العلاقات معها على دفق حثيث إثر وصول حزب أردوغان، حزب العدالة والتنمية عام 2002، فيلحظ مشروع الاستراتيجية الأمنية الجديدة في تركيا التعاون الاقتصادي الثنائي الوثيق والامكانيات في مجالات الطاقة والتجارة ناهيك عن الرؤيا المشتركة لاستقرار منطقة القوقاز.
في صيغته السابقة التي أعدت مع نهايات الحرب الباردة تغيرت العلاقات بالنسبة لروسيا تدريجياً في الكتاب الأحمر، حيث تم استثناء خطر الشيوعية من وريثة الاتحاد السوفييتي كما كان يشاع حينها، ولكن كان ينظر لروسيا بنفس الوقت كتهديد بالنسبة لتركيا انطلاقاً من تنفيذها لاستراتيجيات في مجال الطاقة، واختلاف المصالح في منطقة القوقاز، حسب صحيفة "ميلليت".
التعديل الرئيسي في الكتاب الاحمر والمتعلق بالسياسات الداخلية يرتبط بإعادة النظر بتهديدات الأصولية، إذ أن حكومة أردوغان خففت من حدة مواقفها تجاه هذه الحركات.
المعارضة التركية اتهمت حزب أردوغان أكثر من مرة بالسعي لتحويل تركيا من دولة علمانية إلى دولة دينية إلا أن رئيس الحكومة رفض هذه الاتهامات بشدة، وتلفت صحيفة "ميلليت" الأنظار إلى حقيقة مساهمة ممثلين عن الإدارة المدنية بشكل أكبر من السنوات السابقة في إعداد الكتاب الأحمر. حيث ساهم ممثلون عن هيئة الأركان العامة ومشروع وزارة الداخلية والأمانة العامة لمجلس الأمن القومي، والاستخبارات الوطنية والخارجية وإدارات اخرى.
المصدر: وكالة أنباء نوفستي