موسكو تسجل درجات حرارة قياسية عالية والناس يحنون للبرد القارس

أخبار روسيا

تحميل الفيديو
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/51788/

قدم اخصائي في امراض القلب في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" بعض النصائح  لمواجهة الدخان المزعج ودرجات الحرارة المرتفعة القصوى التي تشهدها العاصمة الروسية هذه الايام.

حطمت درجة الحرارة في موسكو هذا العام الارقام القياسية لدرجات الحرارة المرتفعة التي شهدتها العاصمة الروسية في التاريخ الحديث. ومما زاد من وطأة حرارة الطقس في موسكو هو تزامنها مع الدخان الذي يغطي سماء المدينة، بسبب حرائق الغابات في الضواحي ، والتي يبدو انها ستتواصل فترة طويلة، اذ لا يتوقع خبراء الارصاد الجوية هطول امطار تساعد في اخمادها.مما لا شك فيه هو ان كل عامل بحد ذاته، سواء الحرارة المرتفعة ام الدخان الناتج عن احتراق الغابات، كفيل بان يسبب ضرراً لصحة الانسان، فما بالك وقد اجتمع الاثنان في آن واحد، وهو امر نادر الحدوث، ان لم يكن منقطع النظير.
وحول هذه الامر يقول سيميون ماتسكيبليشفيلي الاخصائي في امراض القلب في لقاء اجرته معه قناة "روسيا اليوم" ان الاطفال وكبار السن اكثر الناس عرضة للمعاناة بسبب هذه الاحوال الجوية، بالاضافة الى المصابين بامراض  القلب والجهاز التنفسي.
من اهم النصائح المقدمة لاولياء الامور كي يجنبوا ابناءهم الاضرار، عدم تعريضهم لفترات طويلة لاشعة الشمس، ما يعني ان الوقت الافضل لتنزه الاطفال اما في الصباح الباكر واما بعد غروب الشمس.
كما يشير سيميون ماتسكيبليشفيلي الى اهمية ارتداء الاطفال لملابس تقيهم من التعرض لاشعة الشمس الحارقة، بأرتداء قمصان طويلة الاكمام، وكذلك ينصح بوضع قبعة على الرأس او حمل شمسية.
من المعروف ان اجسام الاطفال تفقد السوائل بوتيرة اسرع من البالغين، لذلك يجب الالتفات الى اهمية شربهم للسوائل كي يتم تعويض ما فقدوه منها، على ان تكون هذه السوائل اما مياه معدنية، غير غازية، او عصائر ممزوجة بالماء، مع الحذر من تناول المشروبات الغازية او العصائر المحفوظة.
ولا بأس من اضافة شئ من الملح الى الماء او تناول المواد الغذائية المملحة، وذلك لتعويض النقص بالاملاح التي يفقدها الجسم جراء خروجه مع العرق.
بالطبع لا تعد هذه النصائح حكراً على الاطفال اذ انها موجهة لكبار السن ايضاً، يضاف اليها امتناع الكبار عن تناول الكحول قدر المستطاع.
من التوجيهات المهمة ايضاً محاولة البقاء في المنزل لاطول فترة ممكنة، بهدف تجنب استنشاق الهواء الممزوج بالدخان، او ربما العكس.
كما يجب ان يستشير مرضى القلب اطباءهم واتباع نصائحهم وتناول الادوية المحددة في مواعيدها المحددة .
وقد تكون رب ضرة نافعة بالفعل، شريطة ان يقرأ هذه الاسطر ارباب العمل، اذ ينصح سيميون ماتسكيبليشفيلي بان يمنح رب العمل موظفيه اوقاتاً اكثر للراحة، بل يفضل ان يأخذ الموظفين والعمال اجازاتهم في هذه الفترة، لان العمل وخاصة البدني في هذه الظروف، قد يعود بالضرر ليس على العمال فحسب، بل وعلى رب العمل ايضاً، الذي قد يضطر لاحقاً للتخلي عن موظفيه لاسباب صحية، ربما لن تعالج سريعاً، لذلك من المهم لرب العمل الذي سيحتاج لطاقات موظفيه وحيويتهم، ان يهتم بهذه النقطة جيداً.
قد يعتقد البعض ان الحل الامثل لمواجهة هذه المشكلة يكمن في مغادرة موسكو للاستجمام في احد منتجاعتها الواقعة باحدى ضواحيها.
بالتأكيد هذا ليس الحل الامثل، بل انه لا يعتبر حلاً بأي ظرف من الظروف، لان نسبة الدخان في ضواحي موسكو مرتفعة اكثر منها في المدينة لاقترابها اكثر من الغابات المشتعلة، اللهم اذا كان موقع الاستجمام يزخر بمياه الانهار والينابيع.
يسبب الدخان بحد ذاته ازعاجاً كبيراً، خاصة اذا ما كان هذا الدخان ناتجاعن احتراق الاشجار والخث، الذي قد يؤدي الى اسالة الدموع وصعوبة التنفس والسعال.
يحارب البعض الدخان المنتشر بإغلاق الشبابيك لكن في هذه الحالة ترتفع الحرارة في المنازل المغلقة التي لا تتعرض لاي نوع من التهوية، وان كانت معبقة بالدخان.
قد يرى البعض ان الحل في المكيفات لكن حقيقة الامر ليست كذلك بتاتاً، لان الهواء الذي يقوم بدورته هو ذاته.
ما الحل اذاً ؟ ! !
ربما يحاول البعض استخدام الاقنعة الواقية لاستخلاص اكبر نسبة ممكنة من الهواء النقي.
لكن هذه الاقنعة لن تحمي من نسبة الدخان المركز في ساعات الصباح وساعات الليل، لذلك قد يكون اغلاق الشبابيك حلاً في هذه الفترة، على ان تفتح خلال النهار للتهوية.
قد يحاول البعض الآخر استخدام مناديل مبللة ووضعها على وجهه للتخفيف من وطأة الحرارة المرتفعة والدخان الكثيف، لكن لبقاء هذه المناديل مبللة لاطول مدة ممكنة لابد من هطول الامطار، وهو ما يستبعده مركز الارصاد الجوية في الايام القليلة القادمة، مع المعذرة للتذكير بذلك مرة اخرى.
اذاً ليس هناك من حل سوى الصبر وتحمل هذه الظروف القاسية، وانتظار الاحوال الجوية الافضل، والعودة بالذاكرة الى الاشهر القليلة الماضية، عندما كان الناس في موسكو يتذمرون بسب البارد القارس، الذي اصبح كثير منهم يتذكره بشعور دافئ.

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا