قتيلان في هجوم ارهابي على محطة كهرمائية في قبردين بلقار بالقوقاز
لقي شخصان مصرعهما وجرح 3 آخرين فجر يوم 21 يوليو/تموز في هجوم ارهابي على محطة باكسان الكهرمائية في جمهورية قبردين بلقار جنوب روسيا وذلك حسبما افادت وكالة "نوفوستي" للانباء نقلا عن مصدر امني.
افاد المركز الوطني لمكافحة الارهاب يوم 21 يوليو/تموز بانه جرى تحديد قائمة بالاشخاص المشتبهين في الهجوم على محطة باكسان الكهرمائية في جمهورية قبردين بلقار الروسية. وأضاف انه تم تشديد الحراسة على كافة المنشآت الكهرمائية في جنوب البلاد.
وكان اشخاص مجهولون قتلوا يوم 21 يوليو/تموز حارسين في محطة باكسان الكهرمائية ووضعوا 5 عبوات ناسفة انفجرت 4 منها بينما ابطل خبراء المتفجرات مفعول العبوة الخامسة. وقد قتل الارهابيون الحارسين ثم اعتدوا على 4 موظفين في المحطة قبل أن يزرعوا العبوات الناسفة ويتواروا عن الأنظار.
وقال مصدر قي مؤسسة "روس غيدرو" - وهي المالكة لغالبية المحطات الكهرمائية في روسيا – قال ان حجرة الماكينات تعرضت لعطب نتيجة الانفجار. بينما لم يطل الضرر المنشآت الكهرمائية الأخرى مشيرا الى أن المؤسسة قامت برفع حالة الجاهزية الأمنية في الفروع التابعة لها.
ولا تستبعد مصادر في اجهزة الامن ان الحديث يدور حول هجوم ارهابي جرى التخطيط له مسبقا لان الهجوم سبقه اعتداء على مركز الشرطة المحلية.
خيوط الحادث تتقاطع عند احدى الجماعات الارهابية المعروفة
الى ذلك قال أحد كبار المسؤولين في أجهزة الأمن الروسية أن عمليات التحري الأولى قادت الى تحديد الاشخاص المسؤولين عن ارتكاب هذا الهجوم الارهابي مؤكدا انتماءهم الى عصابة ارهابية يقودها أحد المقاتلين المعروفين وقد امتنع المصدر عن الافصاح بهوية المذكورين حفاظا على سرية وسير عمليات التحقيق.
وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية باتت على يقين بأن رئيس العصابة هو العقل المدبر لهذه العملية مشيرا الى بدء خطوات ملاحقة وضبط هذه الجماعة مؤكدا أن أجهزة الأمن لن تتوانى عن تصفية هؤلاء في حال أبدوا مقاومة.
ويهيب المركز الوطني لمكافحة الارهاب المواطنين بمساعدة اجهزة الامن والشرطة. وقد أكد المركز ان السلطات تسيطر على الوضع في منطقة الحادث.
معاينة الأضرار
وقد افاد ممثل مؤسسة "روس غيدرو" بان حجرة الماكينات في المحطة تعرضت لاضرار. وقد تم فتح سدادات خاصة لتفريغ الماء المتجمع. ولم يلاحظ نقص في امدادات الطاقة الكهربائية لانه جرى على الفور العمل عبر قنوات احتياطية.
وبحسب المعلومات المتوفرة لدى المؤسسة فان الانفجار ومن ثم الحريق اتى على مولدين للكهرباء اضافة الى اجهزة متممة في المحطة. ولم يعرف حتى اللحظة موعد اعادة التشغيل لان المختصين لم يعاينوا الأضرار بشكل كامل بسبب نشوب الحريق الذي قام رجال اطفاء الحريق باخماده منذ فترة قليلة.
ويؤكد المركز الوطني لمكافحة الارهاب ان الحادث لم يتسبب بعرقلة خدمات الكهرباء لسكان المنطقة.
وقد أشاد خبراء المركز بكفاءة العاملين في المحطة وحسن تصرفهم حيث قاموا بايقاف مولدات الكهرباء وبدأوا بعمليات اخراج المياه المتراكمة.
هذا وقد هبط سعر اسهم مؤسسة "روس غيدرو" في بورصة موسكو المالية بنسبة 1% اي حتى 1.583 روبل مقابل السهم الواحد.
جدير بالذكر ان محطة باكسان الكهرمائية تقع على نهر باكسان وتدخل في فرع مؤسسة "روس غيدرو" بجمهورية قبردين بلقار الروسية. وتبلغ قدرة المحطة الكهرمائية 25 ميغاواط. وتم انشاؤها في اعوام 1930 – 1936 بحسب خطة مد شبكة الكهرباء في عموم البلاد التي تم وضعها في عشرينات القرن الماضي.
وقد تم تشغيل مولد الكهرباء الاول بقدرة 8300 كيلوواط في 20 سبتمبر/ايلول عام 1936.
مديفيف يستمع الى تقريري مدير هيئة الامن الفدرالية الروسية ورئيس جمهورية قبردين بلقار
هذا واجرى الرئيس الروسي دميتري مدفيديف في 21 يوليو/تموز مكالمة هاتفية مع كل من رئيس جمهورية قبردين بلقار ارسين كانوكوف ومدير هيئة الامن الفيدرالية الروسية الكسندر بورتنيكوف واستمع الى تقريرهما حول الوضع في هذه الجمهورية.
اعلن ذلك المكتب الصحفي الرئاسي وافاد بان بورتنيكوف ابلغ الرئيس الروسي بالاجراءات التي تتخذ للتحقيق في الحادث وتطبيع الوضع وتشديد الحراسة على المشاريع الاستراتيجية في الجمهورية. فيما تحدث كانوكوف عن التدابير التي تتخذ من اجل ازالة اثار الانفجار وتفادي حدوث انقطاع في التيار الكهربائي في الجمهورية.
الصيانة واعادة التشغيل
وكلف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين نائبه ايغور سيتشين الذي يشرف على قطاع الطاقة والوقود كلفه بان يتخذ كل ما هو ضروري من الخطوات العاجلة لاعادة اعمار محطة باكسان.
وعلى اثر ورود تقارير حول وقوع انفجارات في المحطة امر بوتين باعادة توجيه الطاقة الكهربائية كيلا يؤثر الحادث في المحطة على تزويد المستهلكين بالكهرباء.
وسيقوم سيتشين يوم 21 يوليو/تموز بعقد اجتماع سيحضره ممثلون عن وزراة الطاقة الروسية وغيرها من الوزارات والهيئات بما فيها مؤسسات "روس غيدرو" وشركات الطاقة الاخرى بهدف معالجة كافة المسائل الخاصة بالوضع الناشئ في محطة باكسان.
وقد تم تشكيل فريق عملياتي في وزارة الطاقة. اما ادارة مؤسسة "روس غيدرو" فستتوجه الى جمهورية كبردين بلقار لتدرس عواقب الحادث ومعاينة الاضرار.
محلل سياسي: هذا الهجوم يكشف ضعف الحراسة المطلوبة على محطات الطاقة الكهربائية
قال المحلل السياسي اليكسي موخين ان مهاجمة محطة للكهرباء في القوقاز الروسي، يكشف ضعف الحراسة المطلوبة على محطات الطاقة الكهربائية، مشيرا الى ان الرئيس الروسي دميتري مدفيديف تقدم مؤخرا بمشروع قانون لمجلس الدوما حول تعزيز المراقبة على منشآت الدولة لتفادي تكرار مثل تلك العمليات.
واشار موخين الى انه من السابق لأوانه تحديد من قام بهذا العمل الارهابي، الا انه يمكن تبني فرضية قيام قوى اسلامية متطرفة بالتحضير لهذه العمليات مسبقا، وذلك للتاثير على الرأي العام للمجتمع في شمال القوقاز، ومن اجل التأكيد ان القوى الارهابية في القوقاز لاتزال تعمل هناك.
محلل سياسي : لن يستطيع الارهابيون من تحقيق اهدافهم
وفي مكالمة هاتفية مع قناة "روسيا اليوم" قال المحلل السياسي فلاديمر كوزين "يهدف الارهابيون باستهدافهم مثل هذه المنشآت الى زرع الخوف لدى السكان، الا ان هذه الاعمال ستفشل لانها لن تحقق اهدافها. ويقوم الارهابيون بتغيير اهداف ضرباتهم مما يصعب من تحديدها مسبقا، واشير هنا الى ضعف التحليل".
واعتبر كوزين انه "توجد علاقة وثيقة بين الارهابيين في روسيا وقوى خارجية، حيث سمعنا عن اعتقال بعض الارهابيين منذ فترة في فرنسا وقبل ذلك في بريطانيا التي ترفض تسليم روسيا ارهابيا خطيرا مطلوبا من قبل موسكو". واضاف "اجمالا لن تؤثر هذه الهجمات الارهابية على الوضع الامني في منطقة القوقاز بشكل عام، وتأثيرها محدود للغاية".
حوادث سابقة مشابهة
وقع في 17 اغسطس/آب الماضي اكبر حادث في محطة "سيانو شوشينسكوي" الكهرمائية في شرق سيبيريا. ولكن هذا الحادث لم يكن بسبب عمل ارهابي ، وانما من جراء انهيار سد مائي. وتم ايقاف المحطة في صباح ذلك اليوم حين امتلأت حجرة المولدات بالماء. واسفر الحادث عن مقتل 75 شخصا وجرح 13 آخرين. وتم تدمير 3 مولدات كهربائية في المحطة. وألحقت اضرار ب 7 مولدات اخرى.
وتحتاج المحطة بحسب تقييمات مختلفة لفترة لا تقل عن 4 سنوات كي يعاد اعمارها. وتبلغ كلفة اعمال البناء والتصليح ما يزيد عن 40 مليار روبل ما يوافق مليار يورو تقريبا. وقد تم حاليا تشغيل المولدين الخامس والسادس في المحطة. ومن المخطط حتى انتهاء السنة تشغيل المولدين الثالث والرابع.
يمكنكم الاطلاع على قائمة بأكثر العمليات الارهابية دموية في روسيا الاتحادية
كما يمكنكم الاطلاع على المزيد من المعلومات حول جمهورية قبردين بلقار الروسية: