اعضاء في الكونغرس يبدون امتعاضهم لتزويد امريكا الجيش الافغاني بمروحيات روسية
ابدى اعضاء في الكونغرس الامريكي عن امتعاضهم ازاء قرار الحكومة الامريكية تزويد افغانستان بطائرات "مي – 17" العسكرية الروسية الصنع، داعين الى ضرورة العدول عن هذا القرار وتزويد الجيش الافغاني بطائرات امريكية. وقد انفق البنتاغون 648 مليون دولار ثمناً لصفقة تضم شراء 31 طائرة مروحية روسية من طراز "مي – 17" وتقديم الخدمات لها ، على ان تقتني امريكا العام القادم 10 مروحيات اضافية.
افادت قناة "بي بي سي" التلفزيونية البريطانية في 21 يونيو/حزيران، ان اعضاء في الكونغرس الامريكي ابدوا امتعاضهم ازاء قرار الحكومة الامريكية تزويد افغانستان بطائرات "مي – 17" العسكرية الروسية الصنع، داعين الى ضرورة العدول عن هذا القرار وتزويد الجيش الافغاني بطائرات امريكية.
وقد انفق البنتاغون 648 مليون دولار ثمناً لصفقة تضم شراء 31 طائرة مروحية روسية من طراز "مي – 17" وتقديم الخدمات لها ، على ان تقتني امريكا العام القادم 10 مروحيات اضافية.
وحول شراء المروحيات العسكرية الروسية قالت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية ان الولايات المتحدة كانت تمد المقاتلين الافغان اثناء حربهم ضد القوات السوفيتية بصواريخ "ستينغر"، يستهدفون بها مثل هذه المروحيات.
وجاء قي رسالة نشرها السيناتور الامريكي ريتشارد شيلبي على موقعه الالكتروني انه "لم يسبق عقد هذه الصفقة تحديد المطالب كما لم يتم تحليل الخيارات الاخرى ولم تطرح مروحيات بديلة للنقاش"، كما انضم السيناتور كريستوفر دود الى زميله شيلبي بالاصرار على ضرورة اعادة نظر الهيئة العسكرية بصفقة "مي – 17"، مشيران الى ان انعدام المنافسة سمح لروسيا برفع الاسعار الى 3 اضعاف مقارنة مع عام 2006، اذ لم يكن ثمن الـ "مي – 17" الواحدة قبل 4 اعوام يتجاوز 6 ملايين دولار.
من جانبهم دحض مسؤولو البنتاغون هذه التصريحات، مشيرين الى ان مروحيات عام 2006 التي تطرق اليها عضوا الكونغرس لم تكن مزودة بالتقنيات اللازمة التي زودت بها "مي – 17" الحديثة، ما جعل كلفة الواحدة منها ترتفع من 6 الى 15 مليون دولار.
وينوه العسكريون الامريكيون والافغان بان الاستثمار في المقاتلات الروسية يبدو غريباً، الا انهم ينوهون من جانب اخر الى ان "مي – 17" صنعت خصيصاً للاستخدام في افغانستان، وان معظم الطيارين الافغان غير مجهزين للطيران على متن مروحيات مقاتلة اخرى.
وبهذا الصدد نقلت الـ "واشنطن بوست" ما جاء على لسان الجنرال مايكل بوير، المكلف باعادة هيكلة سلاح الطيران الافغاني، انه "لابد من التسليم بحقيقة ان المروحيات الروسية تقوم بمهامها على احسن وجه في افغانستان".
هذا ويرى المسؤولون في البنتاغون انه سيكون من الصعب على سلاح الطيران الافغاني تنفيذ المهام الملقاة على عاتقه بشكل مسنقل حتى عام 2016، اي بعد 5 سنوات من العام الذي من المخطط له ان يشهد بدء انسحاب القوات الامريكية من افغانستان.
واعتبر بوير انه من الممكن ان يبدأ الجيش الافغاني بالتزود بالمقاتلات الامريكية بعد عامين من ذلك.
وتعتبر المروحيات احدى اهم وسائل النقل العسكري في افغانستان، نظراً لسوء الطرق في البلاد، علاوة على ان التنقل براً محفوف بالمخاطر.
ويتم استعمال المروحيات لنقل الجنود الى المناطق المعزولة وكذلك لتوفير المؤن ولاجلاء الجرحى، وغيرها من المساعدات اللوجستية.
وتشمل صفقة "مي – 17" الامريكية – الروسية دولاً اخرى بالاضافة الى افغانستان، اذ سيقوم البنتاغون بتزويد العراق بـ 8 مروحيات منها ، وبما لا يقل عن 14 مروحية لباكستان.
خبير روسي: اعتراض الكونغرس جاء لمنع حصول روسيا على صفقات كبيرة
هذا وأشار الخبير في مركز التحليلات الاستراتيجية والتكنولوجية روسلان علييف في مقابلة خاصة مع "روسيا اليوم" أشار إلى أن اعتراض اعضاء الكونغريس الامريكي على هذه الصفقة ما هو إلا محاولة منهم لمنع حصول روسيا على صفقات كبيرة.
وقال علييف ان حجم الصفقة كبير جدا ومن الطبيعي أن يقوم أعضاء الكونغريس بدعم مصالح قطاع الأعمال المتواجد في ولاياتهم، وسيصرون على أن تذهب الطلبات الحكومية والأموال الكبيرة التابعة للدولة إلى تلك الشركات التي يمثل مصالحها هؤلاء الأعضاء في الكونغريس.
وأضاف علييف ان أعضاء الكونغرس سيقفون دائما ضد منح روسيا أي صفقات كبيرة، بغض النظر عن شكل الإدارة التي تتواجد في البيت الأبيض وبغض النظر أيضا عن إعادة إطلاق العلاقات بين البلدين.