روسيا والمغرب تدعوان الى الرفع العاجل للحصار عن قطاع غزة
تدعو روسيا والمغرب الى الرفع العاجل للحصار عن قطاع غزة. اعلن ذلك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بموسكو في 16 يونيو/حزيران في ختام مباحثاته مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري بموسكو. كما قال لافروف ان موسكو تدعم دعوة الامين العام لهيئة الامم المتحدة حول إجراء تحقيق دولي مستقل ومحايد بشأن حادثة أسطول الحرية.
تدعو روسيا والمغرب الى الرفع العاجل للحصار عن قطاع غزة. اعلن ذلك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بموسكو في 16 يونيو/حزيران في ختام مباحثاته مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري بموسكو. كما قال لافروف ان موسكو تدعم دعوة الامين العام لهيئة الامم المتحدة حول إجراء تحقيق دولي مستقل ومحايد بشأن حادثة أسطول الحرية.
واكد لافروف ان "الوضع في الشرق الاوسط حرج. اننا ندعو الى تحقيق نتائج ملموسة خلال المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين من اجل التوصل الى المناقشة المباشرة لمسائل الوضع القانوني النهائي والى الحلول المقبولة لدى الطرفين على أساس القانون الدولي". وركز لافروف على "تمسك روسيا باقامة دولة فلسطينية تتعايش بسلام جنبا الى جنب مع اسرائيل". واشار الوزير الروسي الى ضرورة "التحقيق السريع لوحدة الصف الفلسطيني". واضاف ان روسيا تدعو الى الرفع السريع للحصار عن قطاع غزة مشيرا الى انه لا يمكن لسكانه ان يبقوا كرهائن.
واكد لافروف ان الطرفين ناقشا المسائل الأقليمية الاخرى بما في ذلك الملف الايراني وركزا على ضرورة العثور على حل سياسي سلمي لهذه القضية.
وقال الوزير الروسي ان الجانبين تطرقا بالطبع الى الوضع في المغرب وتناولا ضمنا تسوية الوضع في الصحراء الغربية. واكد لافروف ان روسيا تدعو الى "مواصلة البحث عن حلول مقبولة لدى طرفي النزاع تحت رعاية الامم المتحدة" وتنطلق موسكو من ان "هذه الجهود يجب ان تسفر عن اتفاقيات" ملموسة.
ولاحظ لافروف ان روسيا والمغرب يشيران الى الاهمية الكبيرة لضرورة حل مشاكل القارة الافريقية، مؤكدا ان روسيا تشارك بنشاط في تسوية النزاعات في القارة.
واشار لافروف الى ان روسيا والمغرب تقاسمان الرأي حول وجوب تنشيط مكافحة الارهاب الدولي وترفضان المعايير المزدوجة في هذا المجال واحتمال حلول وسط مع الارهابيين.
من جانبه اكد الطيب الفاسي الفهري ان بلاده تدعم فكرة عقد مؤتمر خاص بالشرق الاوسط في موسكو. وقال ان وجهتي نظر الطرفين من قضايا الشرق الاوسط تتطابقان مؤكدا انه حسب اعتقاد المغرب لن يكون هناك سلام بدون اقامة دولة فلسطينية.
واستطرد الوزير المغربي قائلا ان الرباط تدعو الى مواصلة جهود الوساطة الا ان هذه الجهود يجب ان تكون جماعية. واكد انه برغم الاحداث المأسوية في المياه الدولية والمتعلقة باسطول السلام فان الجانب المغربي يدعو الى تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة بالوساطة الامريكية من اجل الانتقال الى الجهود الجماعية. واعرب الوزير المغربي عن اعتقاده بان من شأن عقد مؤتمر خاص بالشرق الاوسط في موسكو ان يعطى ثماره الايجابية.
روسيا والمغرب تؤكدان سعيهما الى تعميق الشراكة الاستراتيجية
اكد وزيرا الخارجية الروسي والمغربي سعي البلدين الى تعميق الشراكة الاستراتيجية بينهما. واشار سيرغي لافروف الى الاتجاهات الثلاثة الاساسية للتعاون الاستراتيجي وهي الاقتصاد والمجال الانساني والسياحة والتعاون على الصعيد الدولي.
وافاد لافروف بان الجلسة الرابعة للجنة الحكومية المشتركة الخاصة بالتعاون الاقتصادي والعلمي ـ التقني تعقد اليوم ـ الثلاثاء حيث ستناقش المشاريع الواعدة في المجالات المختلفة بما في ذلك الطاقة والنقل والتنقيب عن الثروات الطبيعية وغزو الفضاء. واشار لافروف الى اهمية واقع عقد لقاءات بين رجال اعمال البلدين في اطار مجلس الاعمال، بالتزامن مع الجلسة الحكومية المشتركة. واكد على ان الاتصالات المباشرة بين اوساط الاعمال في البلدين تتسم بأهمية كبيرة في تحقيق نتائج ملموسة.
أما فيما يخص العلاقات الانسانية فقد لاحظ لافروف انها تتطور بنشاط واشار كمثال على ذلك الى الاجراء الناجح لفعاليات ايام الثقافة المغربية في موسكو وعقد معرض "ارابيا ـ إكسبو" حيث حظي الجناح المغربي باقبال واسع جدا.
وابرز لافروف السياحة بين الاتجاهات الواعدة للشراكة. وافاد انه ناقش مع نظيره المغربي افاق توسيع التعاون في هذا الفرع الواعد وضمنا مسائل الاستثمارات الروسية فيه وتنظيم اقامة رحلات جوية مباشرة بين البلدين. واعرب لافروف عن ارتياحه من توقيع برنامج التعاون الثقافي بين البلدين لاعوام 2011 ـ 2013 منذ شهرين.
اما اتجاه التعاون الاستراتيجي الآخر وهو التعاون على الصعيد الدولي فشدد لافروف على ان البلدين لا يكتفيان بالتعاون فحسب بل ينسقان اكثر فاكثر موقفيهما من المسائل الملحة وقبل كل شيء فيما يتعلق بالشرق الاوسط.
يذكر ان حكومتي البلدين وقعتا مؤخرا اتفاقية مشتركة حول شروط الصيد في المياه الاقليمية المغربية بالمحيط الاطلسي، تنص على السماح بتواجد حتى 10 سفن روسية لصيد الاسماك في هذه المياه.
اما المملكة المغربية فتهتم بزيادة حجم توريدات القمح من روسيا وبالمقابل بتصدير الحمضيات والخضروات المغربية الى روسيا. ومع ان المغرب تستورد سنويا 2 ـ 3.5 مليون طن من القمح يشكل القمح الروسي منها سوى 65 الف طن في الوقت الذي تورد مصر اكثر من 5 مليون طن من القمح الروسي.
وحسب رأي الخبراء فان الشراكة المغربية الروسية ذات آفاق واسعة في منطقة الشرق الاوسط. وقد ظهر في الاقتصاد العالمي مؤخرا مصطلح جديد وهو "الاسود الافريقية" التي هي عبارة عن مجموعة من 8 بلدان افريقية تتطور اقتصادياتها بوتائر حثيثة وتتحول شركاتها الى لاعبين جبارين على الحلبة الاقتصادية العالمية. وتضم قائمة "الاسود" كلا من الجزائر وبوتسوانا ومصر وليبيا وموريشيوس والمغرب وتونس وجمهورية جنوب افريقيا.
ووفق مؤشرات النمو الاقتصادي فان بلدان مجموعة "الاسود الافريقية" يمكن مقارنتها ببلدان مجموعة بريك (برازيل وروسيا والهند والصين) التي تعتبر من البلدان الرائدة في الاقتصاد العالمي الجديد.