شاهد على الحرب... نيكيتا كريفوشيين

تحميل الفيديو
انسخ الرابطhttps://arabic.rt.com/news/48145/

مع حلول الذكرى الـ 65 لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:

مع حلول الذكرى الـ 65  لانتهاء الحرب الوطنية العظمى يسرنا في "روسيا اليوم" ان نضع بين ايدي القراء الكرام سلسلة مشوقة مستقاة من مجموعة ذكريات لمن بقي على قيد الحياة من المشاركين في تلك الحرب(1941 - 1945) ضد الفاشية و النازية:

ذكريات طفولتي تدور حول الدروب التي تعج باللاجئين والبيت المهجور الذي اتخذه اللاجئون الروس مأوى لهم بعد ان فروا طلبا للنجاة من الهجوم الألماني في بداياته. اما في عام 1941 فقد اتخذت الحرب العالمية الثانية منحى آخر، حيث هاجم النازيون الإتحاد السوفيتي. في الثاني والعشرين من يونيو/حزيران من ذلك العام/ وانا اتذكره جيدا، القى هتلر خطابا من الإذاعة. وحتى الآن لا تزال كلماته كأنما تدوي في اذني. لأن زعيقه كان اعلى من المعتاد. وكنت يومها في السابعة من العمر. بعد هذا الخطاب طرق احدهم باب بيتنا ففتحته فرأيت رجلين مسلحين ضخمين يحدقان في وجهي. انهما من البوليس السري النازي – الغستابو. خرج ابي مرفوع اليدين واقتاداه معهما وانا اتابعه بنظراتي.

 القي القبض على ابناء الجالية الروسية في فرنسا  وارسلوا الى معسكر الإعتقال في غابة كومبيَن. وفيما بعد افرج عنهم كلهم تقريبا، ما عدا اليهود الذين كانوا يحالون عادة الى محاكم مختصة. والدي ساعد الراهبة الروسية ماريا سكوبتسوفا التي سممها النازيون بالغاز فيما بعد في معتقل روفينزبروك. وكان يساعد اليهود المعتقلين في كومبين، ويساعد اسرى الحرب السوفيت، وعددهم كبير، ممن تمكنوا من الفرار من المعتقلات الألمانية ثم التحقوا بقوات المقاومة الفرنسية.

وأخذ والدي يتعاون مع المخابرات البريطانية. وتمكن ان يكسب ضابطا المانياً كبيرا ممن يكرهون هتلر. اسم الضابط ولهلم بلانكه. وكان هذا الألماني يعتبر العمل من اجل هزيمة بلاده افضل وسيلة لخدمتها. الا ان جاسوساً ألمانياً تسلل بصفة مناضل من الحركة الأممية الأسبانية  الى تنظيم المقاومة الفرنسية التي كان يعمل فيها والدي والضابط بلانكه، ففضح الشبكة السرية بمجملها. وتم إعدام ولهلم بلانكه. اما والدي فقد عذبه الألمان أحد عشر يوما ثم زجوا به في معتقل بوخينوالد ، وبعدها نقل الى معتقل داهاو. وهناك أعانه الله فظل على قيد الحياة متحملا فظائع داهاو.

وبعد الحرب عندما تشكلت البعثة السوفيتية لإعادة المهاجرين أختبأ الكثيرون من اسرى الحرب السوفيت في منازل اللاجئين الروس  خوفا من العودة القسرية الى الوطن. فكانوا يعرفون ماذا سيحصل لهم فيما لو عادوا. الا ان والدي اختار العودة كوطني سوفيتي، فعادت عائلتنا الى الإتحاد السوفيتي. وسرعان ما حكم على والدي، بعد اقل من عامين، بالسجن لمدة عشر سنوات في المعسكرات الستالينية بتهمة ... "التعاون مع البرجوازية الوطنية"!.

المزيد من المعلومات عن الحرب الوطنية العظمى

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا